2011 عام انتخابات الأندية الأدبية.. والمرأة

أهم الأحداث الثقافية في السعودية

عبد الكريم الجهيمان و عبد الله الغذامي و عبد الله بن خميس
TT

تفاوتت أهمية الأحداث الثقافية لعام 2011 بين مثقف وآخر؛ فبينما يرى بعض المثقفين والأدباء السعوديين أن الانتخابات التي انتظمت الأندية الأدبية ودخول المرأة في مجالس إدارتها شكلت أبرز الأحداث الثقافية سعوديا، يرى آخرون أن ملتقى المثقفين الثاني والمعرض الدولي الأول للطفل، والمهرجانات المسرحية، إضافة إلى فوز رجاء العالم بجازة «بوكر» للرواية، ويوسف المحيميد بجائزة «أبو القاسم الشابي»، بجانب مجموعة من المصورين الضوئيين بجوائز عالمية، أحداث جديرة بالاهتمام أيضا.

* القحطاني: انتخابات الأندية الثقافية

* الناقد والأديب السعودي الدكتور سلطان القحطاني، يعتقد أن أهم الأحداث الثقافية التي جرت في 2011 على المستوى المحلي، هي انتخابات الأندية الأدبية، التي أفرزت مجموعة من التناقضات في الوسط الثقافي، أو في بعض الأندية على الأقل، على الرغم من أنها ظاهرة صحية، إلا أن البعض استغل هذه الفرصة الديمقراطية للتكتل ضمن مجموعات. مع ذلك، كما يقول، آلت قيادة بعض الأندية إلى مثقفين لهم باع طويل في التجربة القيادية، ولا بد أن هذه النوادي ستشهد تقدما في عهدهم.

الروائي والإعلامي عبد الحفيظ الشمري يعتقد أن عام 2011 لم يكن «مثيرا ثقافيا»، ولم يكن ذلك بسبب غياب أو ضعف الإنتاج الأدبي بقدر ما هو بسبب تشعب الخطاب الثقافي، الذي «بدأت تكثر أوعيته وتشعباته بشكل مبالغ فيه بفعل الأوساط الإعلامية الجديدة، مثل (تويتر) و(آي باد) و(فيس بوك) وأخواتها»، كما يقول. غير أنه يرى في الوقت نفسه أن عملية الانتخابات التي انتظمت في قسم من الأندية الأدبية كانت تجربة مهمة بإيجابياتها وعلاتها.

ويشير هنا إلى الضجة التي أثارها الناقد الدكتور عبد الله الغذامي من خلال طرحه لأفكاره من خلال «تويتر»، امتدادا لما صنعه قبله الناقد سعد البازعي بستة شهور.

وعلى صعيد آخر، يذكّر الشمري بفقدان الوسط الثقافي والفكري والأدبي في السعودية بعض رموزه الثقافية والأدبية، أمثال الأديبين الكبيرين عبد الكريم الجهيمان وعبد الله بن خميس ومحمد القويعي، داعيا الأجيال الجديدة للاستفادة مما خلفوه من إرث ثقافي وأدبي وتراثي كبير.

الأديب السعودي جبير المليحان، مؤسس جريدة «القصة العربية الإلكترونية»، يعتقد أن عام 2011 هو عام الشباب العربي بامتياز، مبينا أن ما قام به الشباب العربي في عدد من الدول العربية تجاوز كل حدث سياسي أو ثقافي أو فني.

وأضاف أن «شباب العرب أوجد موازين جديدة، وقيما حية. ولنا أن نتصور كيف كان المثقف العربي قبيل اندلاع الثورات، الغالبية يجترون التنظير المعهود، ويمجدون الموجود، وقلائل من يرفعون الصوت فيقمعون، وكثيرون نائمون بالصمت. ما اجترحه الشباب البوعزيزيون، والميدانيون (وفق المليحان) جعل الكل يركض خلفهم، السياسي والإعلامي والمثقف ورجل الدين. الكل ركض طالبا أن يكون له نصيب، وأن يسمع له صوت. لم يعد من حدث ثقافي أو سياسي أهم ما تقوله ميادين الحرية، وأصوات الغضب التي تطلقها ملايين الحناجر بشكل مذهل، وكأن الناس تكتشف أن لها صوتا يدوّي، وقبضة مسالمة تسقط الحصون. ومع سقوط زعماء وسياسيين تساقطت مواقف مثقفين كانوا تابعين لهم. وانكشف الغطاء عن المثقف الانتهازي المراوغ. وتعرى أمام الآخرين، ولم يعد ثمة مساحة رمادية يلعب فيها كثيرون لمصالح شخصية ضيقة، فإما أن تكون مع الثورة أو ضدها». ويتفق الروائي يوسف المحيميد مع الأديب المليحان في أن 2011 عام سياسي بامتياز، مع ثورات الربيع العربي، مبينا أن كثيرا من المثقفين انسحبوا إلى الظل، وتركوا الساحات والميادين لشباب الثورات.

وقال المحيميد: «ولكن في ظل ذلك، ثمّة أحداث ثقافية قد تكون مهمة خلال العام، فمثلا على المستوى المحلي، أشعر أن فوز ثلاث روايات سعودية بجوائز عربية وعالمية هو أهم الأحداث المحلية، وهي جائزة البوكر العربية لرواية (طوق الحمام) لرجاء عالم، وجائزة أبو القاسم الشابي للرواية العربية لرواية (الحمام لا يطير في بريدة) ليوسف المحيميد، وجائزة الزياتور الإيطالية للآداب لرواية (فخاخ الرائحة) للكاتب نفسه. ومن الأحداث المؤلمة، رحيل رائدين في ثقافتنا هما الأديب عبد الله بن خميس والأديب عبد الكريم الجهيمان، إلى جانب رحيل الشاعر الكبير محمد الثبيتي»..

الشاعر السعودي فيصل أكرم لا يبتعد كثيرا عما ذهب إليه سابقوه، فهو يعتقد أن العام الماضي 2011 كان عاما سياسيا بالمجمل، وتكاد الأحداث الثقافية تكون هامشا ضئيلا في مقابل الشأن السياسي الأساسي الناجم عن الثورات العربية التي أحدثت ما لم يكن يتخيله حتى أكثر الجانحين بأخيلتهم.

وقال أكرم: «فإن شئت أن أقف على أهم الأحداث (الثقافية) تحديدا، فسوف أكون أحاديا وسأختار حدثا ثقافيا واحدا أراه يجمع الصفات الثلاث (المحلية، والعربية، والعالمية) ففي معرض الرياض للكتاب، مارس (آذار) 2011، عرفنا أن الترجمة الإنجليزية لمختارات من الأدب السعودي، التي صدرت بالتعاون بين مؤسستي (المفردات) و(بروتا) تحت عنوان (ما وراء الكثبان) قد تمت ترجمتها إلى لغات عدة، اكتمل منها حتى ذلك التاريخ: إصدارات بالفرنسية والروسية واليابانية».

وأضاف أن جميع مجلدات هذه الترجمات متوفرة وجاهزة للعرض والبيع والتداول في بعض أجنحة المعرض، «غير أن خلافا (ماديا بالدرجة الأولى) بين الجهات المبادرة والمنجزة لتلك الترجمات - وأقول الجهات اعتبارا، بينما هم أشخاص منا وفينا! - قد حال دون طرحها للناس، بل وتم سحبها والحجر عليها وإخفاء كل أثر لوجودها وكأنها (جريمة) ارتكبت بالخطأ ويُخشى من انكشافها للناس»!

ودعا أكرم وزارة الثقافة والإعلام السعودية إلى «ضرورة إنصاف هذه الأعمال المطبوعة والجاهزة وتخليصها من أيدي سجانيها».

*البلوي: إعادة إنتاج

* وزارة الثقافة

* القاص السعودي الدكتور مطلق البلوي يعتقد أن 2011 كان عاما متميزا بإعادة إنتاج وزارة الثقافة السعودية، إن صح التعبير، وذلك من خلال الدفع بوجوه جديدة لقيادة العمل الثقافي السعودي، بعدما أدت القيادات الماضية دورها ونجحت في إرساء قاعدة جديدة للعمل الثقافي السعودي. ويضيف: «لقد استطاعت قيادات الوزارة أن تحدث تغييرا موازيا في الامتدادات الثقافية من خلال انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، والدفع بوجوه جديدة من خلال ممارسة ديمقراطية ربما هي الأولى في المجال الثقافي ببلادنا، كذلك العمل على دعم وتطوير جمعيات الثقافة والفنون وهي مهمة ليست بالسهلة».

* ملاك الخالدي: إنجازات نسائية

* أما الشاعرة السعودية ملاك الخالدي فهي ترى أن عام 2011 حافل بالأحداث محليا وعربيا وعالميا، فمحليا تعتقد أن أبرز أحداثه فوز رجاء عالم بجائزة البوكر العربية، وعربيا فوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام.

* عائشة الحكمي: موسوعة السعودية

* الناقد والأديبة السعودية الدكتورة عائشة الحكمي، تعتقد أن أهم الأحداث الثقافية على المستوى المحلي في 2011، هي انتخابات الأندية الأدبية باعتبارها أول انتخابات ثقافية بالسعودية، على الرغم من مما صحبها من جدل ولغط واعتراضات واسعة عبر الصحف والمجلات.

كذلك تعتقد أن دخول المرأة شريكا قويا وفوزها بعدد من المقاعد، موضحة أن النادي الوحيد الذي ظل مقعد المرأة فيه شاغرا هو نادي عرعر.

واعتبرت الحكمي أن معرض الكتاب في الرياض الذي انعقد في الأول من مارس 2011، يشكل أحد أحداث العام الماضي كونه شهد تظاهرة ثقافية ضخمة صحبها إقبال متزايد على الكتاب، لا سيما إقبال المرأة السعودية على اقتناء أكبر قدر ممكن من الكتب، خاصة الروايات والقصص، موضحة أن المصادر المتابعة للمعرض سجلت الحضور النسوي بمعدل أكثر من 500 زائرة يوميا. وتضيف الملكي إلى أهم الإنجازات صدور موسوعة المملكة العربية السعودية، التي احتفت مكتبة الملك عبد العزيز بتدشين الإصدار الأول منها، وهي مشروع ثقافي كبير يسجل حركة التطور ويبرز المعالم التاريخية والجغرافية والحضارية والاقتصادية للمملكة، ويعرف بأهم الإنجازات الحضارية، فيما توفر الموسوعة مادة علمية معرفية شاملة عن السعودية بكل مناطقها، وعبر الاعتماد على معلومات حديثة ودقيقة مدعومة بالصور والخرائط والبيانات الإحصائية. وتضيف الحكمي أيضا فوز الروائية السعودية رجاء عالم بجائزة بوكر العالمية للآداب 2011 وفوز الروائي السعودي يوسف المحيميد، بجائزة أبو القاسم الشابي عن روايته «الحمام لا يطير في بريدة»، إلى أهم الأحداث الثقافية.