الحقيبة الثقافية

TT

* «يا زيني ساكت» لنبيل المعجل

* في كتابه الجديد، الذي صدر أخيرا عن دار «مدارك» للنشر والتوزيع، والذي يحمل عنوان «يا زيني ساكت» يرصد المؤلف السعودي نبيل المعجل مجموعة من المحطات التي تشكل عناوين نقاش مفتوح في المجتمع السعودي.

الكتاب، وهو الثاني للمؤلف بعد كتابه «بيل ونبيل» عن «الدار العربية للعلوم» (ناشرون)، تم تخصيص ريعه إلى جمعية «كلانا» الخيرية لرعاية مرض الفشل الكلوي.

بأسلوبه الساخر، واللاذع أحيانا، يتناول جملة من القضايا من بينها العنصرية، والتطرف، والإرهاب الفكري والمادي، والطائفية، وصولا إلى مماحكات الزواج والمتزوجين، وغيرها، معرجا على محطات من تجاربه الشخصية عندما كان طالبا في الولايات المتحدة، كما يعكس الكتاب اهتمام مؤلفه بالجوانب التقنية والمعلوماتية، فيورد نتفا من اهتمامه بوسائل التواصل الحديثة كـ«فيس بوك» و«تويتر» وغيرهما.

«الربيع العربي» بمساوئه وحسناته كان حاضرا بقوة من خلال حكايات عدة، ولا يخلو الكتاب من مقالات جادة.. ففي حكاية «في كانكون نكون أو لا نكون» يتطرق الكاتب إلى موضوع حيوي وهو النفط، وأيضا في موضوع «ومن أحياها غير كلانا» يتطرق الكاتب إلى برنامج جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي من خلال شرح أهداف برنامجهم الرائع «كلانا» ويستعرض فيه معاناة عائلة الكاتب الشخصية أثناء مرض والدته، مع مرض الكبد الوبائي.

يقول الكاتب نجيب الزامل في تقديمه للكتاب: «نبيل المعجل ليس ساخرا سطحيا، فهو مثقف عصري معلوماتي ورقمي بامتياز، ويتسم طبعه الكتابي بالأسلوب الأسطوري الذي طالما كررناه وكدنا نضيع هيبته وهو الأسلوب المقفعي: السهل الممتنع. لأن الروح الفكهة، وعبقرية اقتناص اللحظة والظرف والموضوع وصنع لمعة ساخرة لا تتأتى لأي عابر سبيل، إنما موهبة تنزل مع مواصفات المرء الأساسية من السماء».

* «الإيديولوجيا والحداثة» ورحلة فتح الله الحلبي

* عن دار «جداول» للنشر والتوزيع، صدر أخيرا كتاب «الإيديولوجيا والحداثة.. قراءات في الفكر العربي المعاصر» للكاتب والمفكر المغربي الدكتور سعيد بنسعيد العلوي، ويقع الكتاب في 220 صفحة، ويعالج الكتاب الصورة الذهنية للإنسانية المتقدمة في الغرب، فكما أن هنالك في أذهان المثقفين العرب ووعيهم صورا متعددة ومختلفة للواقع العربي المعاصر، وللتاريخ والثقافة العربيين، فإن هناك، بالمقابل، صورا متعددة ومختلفة لهذه «الإنسانية المتقدمة»، أي لهذا «الغرب» الذي يظل نموذجا مقبولا أو مرفوضا في كله أو جزئه، نموذجا لعالم الحداثة المأمول، للعالم المقبول كله أو جله أو بعضه فقط.

كما صدر عن «جداول» للنشر كتاب «رحلة فتح الله صايغ الحلبي إلى بلاد الشام وإلى الدرعية» التي زارها وقابل إمامها الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد. وقد قام بتحقيق الرحلة المحققان القديران: الدكتور عبد الله العسكر أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى والكاتب المعروف، والدكتور محمد خير البقاعي الأستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود والمترجم المعروف.

يقول الناشر، عن هذه الرحلة، إنها واحدة من الرحلات التي تضاربت حولها الآراء بين منكر لها، ومثن عليها، لكن هؤلاء وأولئك اتفقوا على أن فيها وصفا أمينا في كثير من جوانبها لحياة البادية وقبائلها وأحوالها وعاداتها وتقاليدها.. إنها رحلة الشاب السوري فتح الله ولد أنطون الصايغ اللاتيني الحلبي التي طالها النسيان في نصها العربي وفي ترجمتها الفرنسية.

ونحن اليوم نقدمها كما كتبها صاحبها لتكون صورة صادقة عن الوضع السائد في حينه. ولا يفوتنا القول إن فتح الله كان من أوائل الأجانب الذين زاروا مدينة الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، ورأى إمامها عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، ووصفها وصفا فريدا.

إن المبالغات والأخطاء التاريخية التي جند كثير من الباحثين أنفسهم لإبرازها والتعليق عليها، والانطلاق منها لإنكار الرحلة، والقول إنها من أوهام الصايغ، لا تنفي حدوث الرحلة، خصوصا أن الصايغ دونها بعد زمن من عودته، والظن أنه فعل ذلك على عجل ليبيعها للشاعر الفرنسي لا مارتين فوقع في أخطاء تاريخية، وبالغ في وصف كثير من الأحداث، فجاءت مذكراته أقرب ما تكون إلى الرواية التاريخية التي فيها جانب كبير من الوقائع وكثير من الخيال الروائي.