أضواء محمد: تجربتي الروائية الأولى تجربة مخيفة

شابة سعودية تقتحم عالم النساء «المطوعات»

غلاف الرواية
TT

منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، ظهرت في السعودية كثير من الروايات الأدبية التي تتناول سيرة الشباب المتدينين، آخرها رواية «مطوعة نيولوك»، لكاتبة شابة هي أضواء محمد. الرواية التي لا تتعدى 126 صفحة (صدرت عن دار «الفكر العربي») تبحر مع القارئ في عالم النساء العاملات في الحرم من خلال بطلة الرواية، وهي فتاة متدينة تعمل في الحرم المكي، ولكن خارج المكان تعيش عالمها الخاص، كأي فتاة أخرى.

لغة الرواية بسيطة، ومكوناتها سهلة، وربما يشفع لها كونها التجربة الأولى لكاتبة تشق طريقها، لكن الرواية تحتوي على الكثير من التفاصيل، وخاصة بالنسبة لعالم النساء «المطوعات» العاملات في الحرم، الذي يعكس في تفاصيله سمات إنسانية لا تختلف عن سمات النساء الأخريات.

تقول كاتبة الرواية أضواء محمد لـ«الشرق الأوسط»: «تجربتي الأولى هذه في الرواية كانت مخيفة وممتعة في الوقت ذاته.. مخيفة لأنه لم يسبق لي الكتابة الروائية، وإن كان قد سبقت لي كتابة القصة القصيرة، لكن كنت مقلة في النشر». وعن شخصيات الرواية تقول: «الكتابة عن الشخصيات يعني أن تضع قطعا ونتفا من الكائنات البشرية تجمعها في شخص واحد.. وكذلك فعلت، حينما التقطت تلك التفاصيل من مراقبتي البعيدة لهن».

وتضيف: «كلما زرت بيت الله الحرام، ورأيت حماس المطوعات للعمل وتقديمهن التوجيه للمعتمرات، فكرت في الكتابة عنهن، على الرغم من أنني لم أختلط بشكل مباشر بأي امرأة تمثل جهة الحرمين».

الرواية تعطي بشكل غير مباشر صورة نمطية للعاملين في الحقل الديني، كما تسقط على النساء العاملات في الحرم صفة «الرهبنة»، لكن الكاتبة ترفض هذا التفسير بقولها: «الرواية لا تعكس هذه الصورة التي أشرت إليها، ما عدا البطلة التي تعيش نوعا من الصراع بين ازدواج القيم والمبادئ.. وإذا كنت لاحظت، هناك (المراقبة) التي تتمتع بتوازن في كل تصرفاتها، وأعجبت البطلة بها.. على الرغم من أن البطلة نفسها تناقض نفسها في بيان عيوب المراقبات. ما حاولت أن أوضحه أن خادمة بيت الله الحرام هي المرأة التي تقابلها الحاجّة والمعتمرة التي تفد من الخارج، وقد تغادر تلك الحاجّة الأراضي السعودية من دون أن تقابل أحدا من بلد الحرمين الشريفين إلا تلك العاملة في الحرم، فهي تمثل دينا وبلدا بأكمله، وأي تصرف منها يحسب لصالح أو ضد هذا الدين ثم هذا البلد. ما أردت التركيز عليه هو شرف العمل في خدمة الحاجات والمعتمرات، علما بأن هناك نساء يعملن في مواسم الحج والعمرة بلا مقابل، رغبة في الأجر من عند الله».

وترى الكاتبة أن المجتمع لا يهتم غالبا بعالم المطوعات، على الرغم من أن معاناتهن جزء من قضية المرأة بشكل عام. وتقول عن ذلك: «للأسف، يفرض المجتمع (أحيانا) حالة فصام بين القول والعمل والآراء؛ ليس على المرأة فقط، بل وحتى على الرجل، مما جعل الأمراض الأخلاقية تنمو فيه بشكل متصاعد تحت الظلام، حيث لا أحد يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وبالنسبة لنساء الحرمين الشريفين، فهن فئة مغيب عنهن النور، وقد حاولت الرواية الاقتراب منهن وتسطير هموم تلك النساء بشكل سريع».