.. وأخيرا «سيرك دو سولاي» يحط في بيروت

اتفاق يقضي بأن تكون العاصمة اللبنانية إحدى محطات الفرقة

فنانو «سيرك دو سولاي» في أحد عروضهم
TT

بعد محاولات كثيرة، من جهات مختلفة، في السنوات الأخيرة الماضية لاستقدام «سيرك دو سولاي» إلى لبنان باءت جميعها بالفشل، تمكنت مؤسسة «روت 69» الناشئة من إنجاز المهمة، حيث سيقدم هذا السيرك الأشهر في العالم عروضه بدءا من العاشر من مايو (أيار) المقبل ولمدة أسبوع بعد أن مددت الأيام الثلاثة التي أعلن عنها في وقت سابق.

ويتميز هذا السيرك، بعروضه المبهرة، وبفنية أعماله التي يعمل على إحيائها ما يزيد على 1300 فنان من أكثر من 50 جنسية، واجتذب إلى الآن نحو 100 مليون متفرج وجاب 300 مدينة في 40 بلدا. و«سيرك دو سولاي» الذي بدأ صغيرا متواضعا مع 20 فنانا عام 1984 في مونتريال في كندا أضحى، بعد 27 عاما، مؤسسة تنتشر عروضها في أكثر من 20 مدينة في وقت واحد. حيث يقدم «سيرك دو سولاي» في الوقت الراهن 9 عروض تجوب العالم، فيما 10 أخرى لها مراكز ثابتة، أما العرض رقم 20 فهو موسمي يقدم في مدينة نيويورك.

أما العرض الذي سيراه اللبنانيون، فهو أقدم أعمال «سيرك دو سولاي» التي لا تزال تستعاد وتجوب البلدان، ويحمل عنوان «سالتيبانكو». الاسم إيطالي، أما الأجواء فهي مدينية بامتياز، إذ يستوحي هذا العرض مناخاته من حياة المدينة وعماراتها الشاهقة، وصخبها وتناغمها في آن. وتوظف هذا الأجواء لأخذ المتفرجين إلى عالم من السحر والبهلوانية والخفة والعجائبية.

ويوم الخميس الماضي، أعلن عن إطلاق بدء بيع بطاقات الحفلات اللبنانية لـ«سالتيبانكو» في مؤتمر صحافي عقد في بيروت، بحضور بول نعيمة أحد مؤسسي «روت 69» وكريستوفر ماي، ممثلا «سيرك دو سولاي» حيث وجه مؤسس هذا السيرك غي لاليبرتييه كلمة مسجلة ومرئية إلى الصحافيين أعرب خلالها عن فخره بتقديم أحد العروض في لبنان.

وعرض «سالتيبانكو» الذي سيراه اللبنانيون من الأعمال الكلاسيكية لـ«سيرك دو سولاي» كما أنه وجد صدى كبيرا عندما انطلق في تسعينات القرن الماضي، عندما كان هذا السيرك آخذا في الانتشار. وكان عرض «سالتيبانكو» قد قدم لأول مرة عام 1992 وجاب أقطارا كثيرة، حتى عام 2006، ثم أعيد إطلاقه عام 2007 مع بعض التعديلات.

وإذا كان «سيرك دو سولاي» قد حظي بشهرة استثنائية في العالم، فهو لأن إدارته رأت في السيرك مجموعة من فنون الفرجة التي تتآزر مع بعضها لتشكل عروضا ومشهديات خلابة. وتتعاضد جهود عشرات الفنانين في كل عمل، تبدأ باختيار الموضوع، وطبيعة الألعاب، ومدى ليونة الفنانين، ونوعية ملابسهم، والمساحة التي يشغلونها، لكنها لا تنتهي هنا. كل عنصر من عناصر أي عمل لـ«سيرك دو سولاي»، ينكب عليه فريق متخصص، مما يمنح الأعمال زهوها.

ولو أخذنا الجانب الموسيقي وحده، فإن السيرك يحرص على أن تكون له مقطوعاته التي وضعت خصيصا له. وقد شارك عشرات الفنانين لغاية الآن في التلحين لسيرك دو سولاي. وبعض الأعمال صدرت أسطواناتها لتكون في متناول الجمهور، الذي يشتريها ويستمتع بمعزوفاتها. كما أن هذه الموسيقات حين ترافق الألعاب فإنما هي تعزف حية نابضة، لترافق المشاهد.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحط بها «سيرك دو سولاي» في العالم العربي، إذ سبق له أن قدم أعمالا في دبي، كما أنه سيزور الدار البيضاء، على الأرجح قبل لبنان. لكن الحفلات التي ستكون محدودة العدد في بيروت، لن تكون الأولى والأخيرة. وشرح بول نعيمة في المؤتمر الصحافي الذي عقد منذ أيام أن اتفاقا تم عقده مع «سيرك دو سولاي» يقضي بعودته إلى لبنان، واعتبار بيروت إحدى محطاته الأساسية في المنطقة كلما كانت هناك جولة له تشمل البلدان المحيطة. وهذا يعني أن ثمة مرورا لـ«سيرك دو سولاي» في بيروت كل سنتين تقريبا.

ولتقديم عرض «سالتيبانكو» فإن 100 شخص من «سيرك دو سولاي» سيحطون في لبنان في مايو المقبل قبل 14 ساعة فقط من بدء الحفلات، ومعهم 16 مستوعبا من المعدات، حيث سيكون عليهم خلال ساعات فقط تركيب الديكورات اللازمة وإجراء البروفات، لبدء استقبال المتفرجين.