دار «دوِّن» بالقاهرة: كسرنا حاجز خوف الكتاب الشباب

أنشأها مجموعة من المدونين وتركز على التجربة الأولى

صورة جماعية للعاملين بالدار
TT

في مبادرة لإعطاء الكتّاب والشعراء الشباب الفرصة لنشر أعمالهم على اختلاف توجهاتهم الفكرية والإبداعية، سعت دار «دوِّن» للنشر منذ افتتاحها إلى كسر حاجز الخوف أمام الكثير من الشباب الذين كانوا يجدون صعوبة في نشر أعمالهم مع دور النشر الكبرى، التي غالبا ما ينصب تركيزها الأساسي على الكتّاب الكبار ذوي الشهرة.

محمد مفيد، المدير المسؤول وأحد مؤسسي دار «دوِّن»، أشار إلى أن فكرة الدار جاءت كمحصلة لتعاون خمسة من الشباب، جمعهم حب الثقافة والكتابة والتدوين، الذي اشتق منه اسم الدار، وكانت لديهم الرغبة لكسر الحواجز وتحطيم القيود الموجودة أمام كثير من الشباب الذين يمتلكون الموهبة ويكون لديهم الرغبة في نشر عمل، غالبا ما يكون التجربة الأولى، ولكن الأمر ليس محصورا على الشباب، فالمجال متاح لكتاب كبار وأسماء معروفة. ويضيف مفيد: «بشكل عام، فإن أي عمل يعرض علينا يقوم بقراءته ودراسته لجنة قراءة منهم أساتذة جامعات ومتخصصون في الأدب ويقدمون تقريرا يحدد هل يقبل العمل أو لا يقبل وأسباب عدم قبوله؛ ولكن بشكل عام نحن لا نضع قيودا على حرية التعبير وكل ما يعنينا هو أن يكون العمل المقدم ذا قيمة ويطرح فكرة مختلفة أو يقدم رؤية ذات قيمة أيا كان موضوعه، ونجحنا في تقديم أنماط جديدة مثل (أدب الاعترافات) وهو شكل جديد في عالم النشر في مصر، يتقاطع مع أدب السيرة الذاتية من زوايا مختلفة؛ ولكن نحاول أيضا أن ترتبط الأعمال بالواقع والشارع وما يهم الجماهير التي ستقرأ الكتاب في النهاية فنركز في الفترة الأخيرة على أعمال متعلقة بالانتماء ونبذ التعصب وقضايا تتعلق بالواقع الذي يعيشه الناس».

وعن أهم المشكلات أو الهموم التي تواجهها الدار في عملها، أوضح محمد مفيد «أحيانا لا يكون هناك نظام محدد للتعامل مع المكتبات العامة ودور العرض، وهي مشكلة عامة تواجهها الكثير من دور النشر، كما أن الدار خصوصا في بدايات إنشائها واجهت بعض عدم القبول من البعض باعتبار أنها قائمة على الشباب وتحاول خلق نمط جديد في عالم الكتابة والنشر في ظل مجتمع اعتاد على أسلوب معين وعلى نمط معين، وهو ضرورة صدور الكتاب من إحدى الدور الكبرى للنشر ذات الأسماء المعروفة، إلا أن هذا الأمر بدأ ينحسر بعدما حققت الدار نجاحا وصدر عنها أعمال حققت مبيعات عالية جدا وطرحت مواضيع ذات قيمة كبيرة، فالعمل الجيد يفرض نفسه ويلقى القبول عند الناس أيا كان ناشره أو مؤلفه».

ويتابع مسؤول دار «دوِّن»: «كما أننا نحاول أن نبذل بعض الجهد في تسويق الكتب حتى تحقق عائدا جيدا، وحتى يعرفها الجمهور فتسويق الكتب أو ما يمكن أن نطلق عليه دورة حياة الكتاب بها شيء من الصعوبة حتى تحقق العائد المطلوب، الذي يعود بالنفع على الدار وعلى الكاتب أيضا، فنحن نراعي حقوق الكتاب المادية والأدبية، ضمن الأطر القانونية التي تحكم عملية النشر».