عبد العزيز السماعيل: المسرح السعودي حركة ثقافية وليس «حالة»

ما دام المجتمع بحاجة للمسرح فلينهض به حتى يصبح جزءا من ثقافة الناس

عبد العزيز السماعيل
TT

أكد عبد العزيز السماعيل مدير عام جمعية الثقافة والفنون لـ«الشرق الأوسط» أن المسرح السعودي حركة ثقافية فنية متنوعة وليست حالة واحدة يمكن الحكم عليها أو تقييمها بسهولة، في وجود عروض مسرحية ومسابقات، سواء بالقطاع الخاص أو من الجهات الرسمية.

السماعيل تحدث عن حجم هذه الحركة، وقال: بلغ إنتاج العروض المسرحية من فروع جمعيات الثقافة والفنون وحدها في العام المنصرم 38 عرضا مسرحيا اجتماعيا وتجريبيا ومونودراما، بخلاف الدورات والورش التي قدمت للمواهب، كل هذا الحراك يحمل الجيد المفيد، والضعيف الهزيل أحيانا.. لكنه في المجمل يعطي مؤشرا إيجابيا لتنامي الاهتمام بالمسرح من جيل الشباب والجهات المعنية بالثقافة والتعليم.

وبين السماعيل أن المجتمع والمسرح حالة خاصة في كل بلد، وأضاف «أعتقد أن مجتمعنا عاشق للفنون عموما، ولديه رغبة أكيدة للتمتع بها والاستفادة منها، لكنه لم يجد الاهتمام المناسب والكافي للتنمية الفنية للمجتمع في التعليم ولا لدى المعنيين بالثقافة والفنون».

واعتبر السماعيل أن عدم الاهتمام بالثقافة من قبل الجهات المعنية، راجع إلى ضعف الموارد المالية، أو عدم القناعة بأهمية الفنون ودورها في التمنية الاجتماعية، رغم أننا نحظى بتنوع ثقافي، وطاقات إبداعية عالية القدرة في المسرح وغيره، لكننا لا نستفيد من ذلك بشكل صحيح، لغياب التقنين والتنظيم.

وأشار إلى أن المسرح بات مشكلة في أغلب دول العالم، بفعل تأثير عوامل البث الفضائي المسيطر حاليا، فإذا قلنا إن المجتمع يحتاج إلى المسرح فهذا يعني أن المجتمع معني بتحقيق تربية فنية مسرحية لكل أطيافه، حتى يصبح المسرح جزءا من ثقافة الناس، كما هو في تونس أو بريطانيا وفرنسا، فيكون مبنى المسرح أساسيا كالمتاحف ودور السينما والملاعب. وأضاف: أما إذا قلنا بأن المسرح هو الذي يحتاج للمجتمع فعلى المسرح أن يبث روح المحبة لهذا الفن من خلال جهوده الذاتية المتوفرة لديه، أيا كانت قوتها أو ضعفها، وهذا الأمر لوحده قد ينجز مسرحا جيدا، ولكن من المستحيل أن يؤسس لحياة مسرحية اجتماعية دائمة وحقيقية.

وأبدى خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» تفاؤلا بمستقبل المسرح لوجود الطاقات والمواهب الواعدة في كل المجالات وفي كل مكان، وتوالي العروض المسرحية المميزة، ورغم ذلك لا بد من الاعتراف بتأثير المتغيرات التي لن تصل لإلغاء المسرح، لأنه فن الحياة القريب والملاصق للناس ولا يمكن تعويضه بغيره أبدا.

* خالد الحربي: أين الدعم؟

* من جهته أبدى الفنان السعودي خالد الحربي، تخوفا من اندثار الكثير من المواهب وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المواهب موجودة وبكثرة في السعودية، بل إن هناك مواهب تنتهي ونخسرها لأنها لا تجد من يدعمها ولا المجال المناسب للتعبير عن موهبتها.

وشدد الحربي على أن العمل المسرحي بدون المؤسسات الداعمة، خاصة وعامة، للمسرح، لن تقوم له قائمة، فلن تفيد الموهبة بلا جهات رسمية تهتم بالمسرح وبدون معاهد للمسرح وبدون مواسم مسرحية تقوم بها الدولة.

الحربي، صاحب المسيرة الطويلة في الدراما والمسرح السعوديين، أكد أن زملاءه من الفنانين بحاجة إلى مناخ جيد ليقوم بعمله على خير ما يرام، موضحا أن المناخ في المسرح لا يساعد الفنان الكبير خاصة، على الإبداع وتحقيق ما يصبو إليه من خلال العمل المسرحي.

وقال الحربي: إن الدعم إذا وجد لتقديم عمل مسرحي ما فإنه يصطدم بشروط من الجهة الداعمة تحد من جودة العمل مما يسبب إحباطا للممثل صاحب التاريخ الفني.

* العائق مادي

* وأوضح بندر باجبع، رئيس فرقة (أرجوان) المسرحية، أن الفرق تعاني من شح الدعم الذي تحتاجه لتقديم مسرح مفيد وممتع ومرضٍ لجمهور أصبح يفرق بين الجيد والسيئ.

وأضاف: «إن المسرحي يستطيع أن يقدم في أي مكان وقد اتبعنا كل أنواع الفنون المسرحية حتى إننا قدمنا المسرح الفقير كثيرا وكذلك مسرح الشارع، ولكن كلا النوعين يفتقر إلى الكماليات التي تخدم المشاهد في متعته لهذا الفن».

ونبه رئيس فرقة أرجوان إلى أن وجود الفتيات على خشبة المسرح أمر يحتاجه المسرح من ناحية فنية، وذلك لأنه ينقل صورة المجتمع بكافة شرائحه، إلا أنه استدرك قائلا «أنا لا أطالب بوجوده بشكل ملح خصوصا لدينا في المملكة حيث تحكمنا العادات والتقاليد والدين ويحتاج المجتمع لفترة حتى يتقبل وجود الفتيات على خشبة المسرح». مبينا أن هناك مجموعة من الفرق النسائية المسرحية.