مدينة فاس تستعيد ابنها محمد برادة وتمنحه جائزتها

مؤسسة «نادي الكتاب» تناقش «الشتات المغربي»

محمد برادة
TT

ارتبطت مدينة فاس المغربية بالكاتب والناقد المغربي محمد برادة وارتبط بها. ومن هنا كان قرار الدورة الرابعة لـ«مهرجان فاس المتوسطي للكتاب» الذي انعقد من 21 إلى 26 أبريل (نيسان) الماضي، الذي يديره، باقتدار، الأستاذ عبد الحق اصويطط، منح جائزته أي «جائزة فاس للإبداع»، لابن هذه المدينة البار.

ولَكم كان أسي محمد برادة أجدر بهذه الجائزة من سواه، وهو ما أكدت عليه وجوه كبيرة من الثقافة المغربية، محمد السرغيني والعربي المساري ورشيد بنحدو ومحمد بوخزار ومحمد عز الدين التازي وحسن نجمي وفاطمة الزهراء أزرويل.

ولعل في هذه الفقرة من نص لبرادة يخاطب فيه مدينته فاس ما يدل على ثقافة الرجل الكبيرة، وتسامحه: «تقول لي طفولتي وما اختزنته ذاكرتي من حفلات الأمداح والذكر، وليالي الموسيقى، بأنكِ لم تكوني قطّ المرأة البيضاء، ذات النَّسَب والحسَب، بل كنت دائما تحملين بصمات التهجين المخصِب الذي لا يرضى بالاستكانة إلى صفاء العِرق ونقاوة السلالة».

وقد جاء برنامج هذه الدورة الرابعة التي جعلت من موضوع «الثقافة المغربية في المهجر» مرتكزا للبرنامج، حافلا، من حيث انفتاحها على مغاربة العالم، باعتبارهم جزءا مكوّنا للثقافة المغربية، هذه الثقافة الواحدة والمتعددة في آن. ولهذا السبب تمت دعوة الكثير من المبدعين المغاربة المقيمين في دول مختلفة من أجل التعارف بينهم ومن أجل مناقشة موضوع الدورة وهو الدياسبورا أو «الشتات».

وقد حصل الكثير من الجدل، وهو من حسنات مثل هذه الندوات واللقاءات، حول موضوع «الشتات». هذه الكلمة التي تحيل إلى أصل ومرجعية دينية يهودية (الشتات اليهودي، وكل ما له من علاقة بالتيه)، ثم سرعان ما رأيناها تمتد إلى شتاتات مختلفة، من بينها، ولعله من أشهرها، الشتات الأرمني والآيرلندي والفلسطيني وغيرها. ولعل ثمة ما يجمع بينها، من حروب وإبادات وتسفير، لكن المثال المغربي لا ينساق بسهولة إلى هذا الاستدراج المصطلحي.

النقاشات، التي يُتمنى تجميعها في كتاب، كانت مفيدة، وخاصة مداخلة الناقد والأكاديمي المغربي الكبير رشيد بنحدو (الفائز بجائزة المغرب للنقد الأدبي لسنة 2011 عن كتابه «جمالية البين - بين»)، في موضوعه الشيق الذي قارن فيه ما بين الأدب البوري (وهو مصطلح نحته الناقد، ويخص به الأدب الذي يكتبه فرنسيون من أصول مغاربية، Beur) والأدب الدياسبوري (أي المتعلق بالشتات)، وركز فيه على مبدعين من يهود المغرب العربي.

يضاف هذا المصطلح «دياسبورا» إلى مواضيع أخرى، من قبيل المنفى والهجرة، ولعل قراءتها ومناقشتها في زمن العولمة يمنحها طعما آخر. وهو ما منح هذا اللقاء أهميته وضرورة انعقاده.