الملكية الفكرية.. من الفكرة إلى السوق

يوم عالمي ومنتدى سعودي يغطيان مختلف جوانبها

TT

تعزيز حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والمخترعين والمبتكرين والمؤلفين من القضايا العالمية بالغة الأهمية، التي تكفل وتحفظ لهم حقوقهم، وكوسيلة لتحفيز الإبداع والابتكار، ومن ثم المساهمة في نمو الاقتصاد العالمي. وفي 14 يوليو (تموز) 1967 تم تأسيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، (World Intellectual Property Organization - WIPO)، ومقرها جنيف بسويسرا، وموقعها الإلكتروني (www.wipo.int)، ودخلت حيز التنفيذ في 26 أبريل (نيسان) عام 1970. والمنظمة وكالة تابعة للأمم المتحدة، تعمل على تشجيع وتحفيز النشاط الإبداعي والابتكاري لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعزيز وحماية الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم، من خلال التعاون بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية وأصحاب المصالح، وعبر نظام دولي يتسم بالفعالية والتوازن، للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية. وحاليا يبلغ عدد الدول الأعضاء بالمنظمة 185 عضوا.

والملكية الفكرية هي كل ما يرتبط بالإبداع الفكري، وتشمل الملكية الصناعية وتضم براءات الاختراع والعلامات والرموز والرسوم والنماذج والتصاميم التجارية والصناعية والبيانات الجغرافية وغيرها، والملكية الأدبية والفنية، وتشمل المصنفات الأدبية والفنية من كتب وروايات وقصائد شعرية ومسرحيات وأفلام وأعمال موسيقية ولوحات وصور وتصاميم عمرانية، وغيرها. وتكفل حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والمؤلفين الحفاظ والحماية للمصالح المعنوية والمادية المترتبة على أعمالهم الإبداعية المنتجة، وكذلك إنجاز المزيد من الابتكارات، وبالتالي المساهمة في النمو الاقتصادي بإيجاد المزيد من فرص العمل والصناعات، لتحسين نوعية المعيشة والحياة.

وتحتفل المنظمة في 26 أبريل من كل عام باليوم العالمي للملكية الفكرية، وهو اليوم الذي دخلت فيه اتفاقية «ويبو» حيز النفاذ في عام 1970، وذلك كمناسبة للاحتفال بالابتكار والإبداع، وإبراز دور نظام الملكية الفكرية في تعزيز وتشجيع الأنشطة الإبداعية المتميزة وأهميتها في النهوض بالعالم وتحسين نوعية الحياة البشرية.

وضمن فعاليات الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للملكية الفكرية تحت شعار «المبتكرون الملهمون»، عقد في الرياض المنتدى السعودي للملكية الفكرية، خلال الفترة من 23 حتى 25 أبريل الماضي، تحت عنوان «براءات الاختراع من الفكرة إلى السوق»، وقد نظمته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، ومؤسسة الملك عبد العزيز، بهدف زيادة التوعية بأهمية حماية الملكية الفكرية ومتطلبات وطرق واستراتيجيات نجاح تسويق وترخيص براءات الاختراع والإطار القانوني لحمايتها، وتشجيع الاستثمار في براءات الاختراع والتعرف على المشكلات التي تعوق تحويل الأفكار إلى منتجات.

وتزامن مع هذا اليوم صدور الطبعة التاسعة من كتاب «الملكية الفكرية»، من تأليف البروفسور ديفيد بينبريدج أستاذ القانون التجاري بكلية إدارة الأعمال بجامعة أستون البريطانية.

وكتاب «الملكية الفكرية» يعد من الكتب الدراسية المهمة الموثوق بها للطلاب والأساتذة والمهتمين بهذا المجال الحيوي والمعقد والذي شهد تطورات ونقاشات متزايدة في الآونة الأخيرة، وبخاصة مع التطورات العالمية العلمية والتكنولوجية المتسارعة، فقد تناول قوانين العلامات التجارية وبراءات الاختراع وقضايا حقوق التأليف والنشر والمصنفات الفنية والبث المشفر والخصوصية الشخصية، والآثار المترتبة على مثل هذه القوانين، وكذلك حالات من المحاكم بشأن العلامات التجارية وشبكة الإنترنت وبراءات الاختراع في مجال التكنولوجيا الحيوية (بيوتكنولوجي) وبراءات الاختراع لبرامج الكومبيوتر وملكية التصاميم. ويقدم الكتاب تغطية شاملة ومتوازنة ودقيقة وواضحة المعالم لجميع جوانب الملكية الفكرية، مما يجعله دليلا رائدا في هذا المجال، حيث يقدم فهما قويا للقوانين الدولية والأوروبية والمحلية التي تحكم كل حق من حقوق الملكية الفكرية، وكذلك تحليلا نقديا للتأثيرات الأخلاقية والاعتبارات السياسية التي تؤثر على التطورات المستقبلية لحماية الملكية الفكرية، كما أن الكتاب مزود بالرسوم البيانية والوسائل البصرية لدعم تفسيرات المبادئ القانونية المعقدة، في مجال الملكية الفكرية، ويقدم أيضا ملخصا بالنقاط الأساسية لكل موضوع، وكذلك بأسئلة للنقاش للتأكد من مدى فهم ومعرفة الدارس والقارئ للموضوع ولصقل مهارات التحليل النقدي لديه، كما أنه مزود بقوائم عديدة بالمراجع للمزيد من القراءة المتعمقة في الكتابات الأكاديمية الأخرى المتعلقة بالموضوعات التي تناولها، وكذلك ثبت بالمصطلحات الرئيسية الواردة بالكتاب لشرح الكلمات الصعبة وكذلك بالمصطلحات التقنية وغير المألوفة والمستخدمة عادة في قانون الملكية الفكرية.

اشتمل الكتاب على ثمانية أجزاء، و26 فصلا، وتجاوز عدد صفحاته 1000 صفحة، تناولت مقدمة لحقوق الملكية الفكرية، وحق المؤلف والحقوق المجاورة، وقانون انتهاك أو خرق الثقة، وقانون براءات الاختراع، وتصميم القانون، والأسماء التجارية الشهيرة والسمعة، وسبل الإنصاف والفصل في نزاعات التعدي على حقوق الملكية الفكرية، ووجهات النظر الدولية والأوروبية بشأن حقوق الملكية الفكرية.

وقد عمل مؤلف الكتاب مهندسا مدنيا، قبل العمل في مجال القانون، كما أنه متخصص في تكنولوجيا المعلومات، وله العديد من الكتب والدراسات في مجالات قانون الملكية الفكرية وقانون تكنولوجيا المعلومات، كما أنه عضو في هيئة تحرير عدد من المجلات التي تتناول قوانين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن بين اهتماماته البحثية الرئيسية الملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات والتفاعل بين القانون والتكنولوجيا وبخاصة التكنولوجيات الجديدة والناشئة، والآثار على المدى الطويل، وبخاصة في ما يتعلق بقانون الملكية الفكرية وقانون الكومبيوتر واحترام الإنترنت، وكيفية وضع قوانين لتوفير إطار يرضي الجميع، لتشجيع الابتكار التكنولوجي والاستغلال التجاري، وتحقيق التوازن، مع الرغبة في المنافسة الحرة ومراعاة القضايا الاجتماعية الأوسع مثل حرية التعبير.