الشيخة أسماء القاسمي: أجد نفسي في النثر لأنه يمنحني مساحة أكبر للبوح

قالت لـ «الشرق الأوسط»: القصيدة هي بصيص أمل وسط البؤس

TT

أصدرت الشيخة أسماء القاسمي حتى الآن أربعة دواوين شعرية: «صلاة عشتار في معبد الشجن»، «شذرات من دمي»، «شهقة عطر»، و«طيرسون الحنين». وهي تكتب النثر أيضا. بالإضافة إلى ذلك، هي عضو شرفي بجمعية دارة الشعر المغربي، وعضو حركة شعراء العالم، والمجلس الثقافي للمبدعين العرب، ومالكة ورئيسة مجلس إدارة شبكة «صدانا» الثقافية، ورعت كذلك «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب 1956 - 2006» الجزآن الأول والثاني، التي أعدتها المغربية فاطمة بو هراكة. وقد تم تكريمها من قبل الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني في يناير (كانون الثاني) 2010.. «الشرق الأوسط» التقت بها في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، وأجرت معها الحوار التالي:

* حدثينا قليلا عن تجربتك الشعرية..

- كتبت القصيدة الكلاسيكية منذ الصغر، كما كتبت قصيدة النثر، لكني وجدت ذاتي بشكل أكبر في النثر، فهو مجال يجعل الفرد منا يعبر عما يجول بخاطره بشكل أكبر وأعمق، وهذا لا يعني أن القصيدة العمودية لم يعد لها مكان بيننا في هذا العصر الذي غلبت فيه وسائل التكنولوجيا الحديثة فجعلتنا نحاكيها بشكل حداثي أكبر. فالنثر يترك لي مساحة أكبر للبوح سواء كقصيدة النثر أو كمقال يعالج قضية ما.

* هذا رغم كونك خريجة علوم سياسية!

- لا أعتقد أن التخصص الدراسي للمبدع له دخل بمدلولاته الفكرية والإبداعية بشكل عام، فالسابقون كانوا واسعي الإبحار في كل المعارف العلمية والأدبية، فنجد الشاعر والرياضي والفيلسوف في كبد شخص واحد يطوف بهم عوالم الإبداع بشكل مثير.

* لديك أيضا تجربة في إدارة عبر صالون ثقافي إلكتروني؟

- شبكة «صدانا» الثقافية أسست على الشبكة العنكبوتية بهدف نشر وتعزيز الثقافة والفكر العربي الجاد، وهي تتوفر على مجلة وصالون أدبي، أو ما يسميه البعض بالمنتدى والمدونات، بالإضافة إلى مواقع أخرى تابعة لها من كتب ورقية مطبوعة حولناها بشكل إلكتروني حتى تعم الفائدة. وهدفنا الأول هو ترسيخ ثقافة التميز وتوصيل المبدع العربي لمشارف العالمية من خلال تركيزنا الكبير على الترجمات بشتى اللغات. وفي هذا الصدد فقد قمنا بطباعة كتاب سير أدبية «على أريج صدانا» باللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية إلى جانب اللغة العربية الأم. بالإضافة إلى كتاب «بوتقة المسك» الذي عرف مشاركة الترجمة في عدة أبواب، والآن نعمل على طباعة ديوان شعري سيصدر لأول مرة في العالم العربي بسبع لغات هي: العربية، العبرية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، التركية، والكردية.

ونحن نعطي أيضا لقسم اللقاءات الصحافية حيزا مهما، إذ أجرينا العديد من الحوارات الحصرية على شبكتنا لمبدعين عرب وغرب أيضا. وخصصنا عدة جوائز منها جائزة الشعر في مدح الرسول الكريم، وجائزة صدانا للإبداع، ووسام صدانا الذهبي لمبدع عربي متميز أيا كان تميزه سواء في الأدب أو التشكيل وغيره من المجالات.

* ما الأثر الذي تركته «جائزة صدانا للإبداع الشعري»؟

- أخذت شبكة «صدانا» على عاتقها مهمة الإشعاع الثقافي والفكري من خلال رصد مجموعة من الجوائز، من بينها جائزة صدانا للإبداع التي انطلقت عام 2009 واختصت بمجال الشعر، حيث شارك بها أكثر من 900 شاعر وشاعرة من العالم العربي، فكانت فرصة سانحة لاكتشاف المواهب الشعرية عبر الشبكة العنكبوتية التي رصدت لها قيمة مالية تشجيعية للفائزين الثلاثة من مختلف الدول العربية. وراعينا فيها الشفافية الكاملة فلم يعرف من هو صاحب القصيدة حتى آخر لحظة، سواء من المحكمين أو من القراء.. وفي هذا العام خصصنا جائزة أفضل قصيدة في خير البرية، وقررنا أن تكون سنوية في شهر رمضان، على أن تكون كلاسيكية، في حين أن جائزة الشعر فتح فيها المجال لكل تصنيفات الشعر من القصيدة الكلاسيكية لقصيدة النثر والتفعيلة والحر.

* بين المقال والشعر.. أين تجدين نفسك؟

- لكل مجال وقته ووسيلته، ولا يمكنني الفصل بينهما، الشعر يجذبني بشكل أكبر عندما أرغب في أن أعبر عن مكامني الداخلية وهمومي الشخصية، والمقال يستهويني بشكل أكبر عندما أحبذ كتابة موضوع ما يغلب عليه الطابع العقلاني. وهما معا يشكلان مرسما خاصا في مخيلتي التي تستمد منهما الإبداع.

* ماذا تمثل لديك القصيدة؟

- القصيدة هي ذلك المتنفس الأرحب للحياة الذي يجبرنا على العيش بشكل أو بآخر. وهي بصيص أمل في حياة البؤس، وسلاح العاشقين الذين يتوقون لحياة التحدي للعيش في جمال.

* ما هو الأثر الذي تركه والدك الشيخ صقر القاسمي على شخصيتك؟

- والدي المرحوم الشيخ صقر بن سلطان القاسمي كان له الأثر الكبير في ترسيخ الثقافة في بلدنا عندما كان حاكما للشارقة من خلال اهتمامه الكبير بالشأن الثقافي والفكري، وقد أنشأ لنفسه صالونا ثقافيا في بيته ضم العديد من مبدعي ومفكري الأمة، وهذا الأمر كان له الأثر الكبير في شخصيتنا كأبناء تعلمنا على يديه الشيء الكثير، فهو الراعي والمعلم والأب الحنون الذي أثرى فضاء الإبداع بعدة مؤلفات شعرية ما زالت تنبض حبا ومقاومة لغاية اللحظة، كما ترك لنا إرثا رائعا في الوطنية والقومية، وغرس فينا حب العروبة والاعتزاز بها وحب الوطن والتضحية بأرواحنا من أجله.