الغامدي: «مذكراتي اللندنية» ليست مجرد ذكريات

غلاف الكتاب
TT

على الرغم من تجربته الأولى في إصدار الكتب، فإن كتاب «مذكراتي اللندنية» للكاتب السعودي خالد الغامدي شكل تجربة مشوقة وفريدة من نوعها. وقد حقق الكتاب نجاحا كبيرا في السوق المحلية تمثل في إصدار الطبعة الثالثة منه قبل مرور أشهر من إصداره.

«ليس رواية بالمعنى التقني للرواية»، يقول خالد الغامدي لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا «وليس مجرد ذكريات شخصية خاضها شاب قبل أكثر من عقدين من الزمن عندما اضطر للعيش فترة زمنية في لندن، ويواجه لأول مرة الصدمة الحضارية بين عالمين». الكتاب الذي حصل على لقب «الكتاب الأكثر مبيعا» عندما كان يتم توزيعه «أون لاين»، حصد اللقب مرة أخرى عندما توافر على أرفف المكتبات. وقد تمت طباعة الكتاب في دار «المؤلف» في لبنان، ويتوافر في المكتبات الكبرى في دول الخليج، وفي مدينة لندن، وعلى «آبل ستور» و«أندرويد» و«النيل والفرات أون لاين».

يتحدث المؤلف خالد الغامدي لـ«الشرق الأوسط» عن قصة هذا الكتاب، فيقول «(مذكراتي اللندنية) عبارة عن كتاب يحوي بين دفتيه قصتي الحقيقية عندما سافرت لأول مرة في حياتي خارج السعودية وإلى لندن تحديدا لمرافقة أخي الذي كان يعاني من سرطان الدم، وذلك من عام 1984 حتى عام 1986». لكن ما الجديد في هذا الكتاب لشخص سافر مرافقا في رحلة علاج؟ يجيب الغامدي «لا شيء جديدا سوى أنني كتبت قصتي الخاصة بي والتي لم يعرفها من قبل أحد غيري، لكني سردتها بطريقتي الخاصة، فلم أتبع فيها أسلوب الرواية، ولم أتبع كذلك أسلوب المذكرات وشروطها. لكني كتبت مذكراتي بطريقتي الخاصة، فوزعتها في 47 فصلا و250 صفحة».

الكتاب ينتقل من عالم محافظ، إلى عالم آخر. يقول الغامدي «ركبت الطائرة التي بدأ عند سلمها شعوري بالصدمة الثقافية، لتزداد عندما استقللت القطار من مطار (غيت ويك) في طريقي إلى محطة فيكتوريا في وسط لندن. ثم تبعتها بفصول لقائي بأخي المريض الذي سبقني إلى هناك، وبرواده من المجاهدين الفارين إلى لندن حيث كان أخي من منظري الجهاد أيام الثمانينات. ومن ثم دراستي للغة الإنجليزية وانفتاحي على لندن وتأقلمي معها، فاجتماعاتنا اليومية في (مقهى الفكر العربي) في شارع (الكوينز واي) مع رواد الصحافة المهاجرة. ثم سردت بقية الفصول التي يختلج فيها الحزن مع الفرح والحب والجريمة التي حصلت في لندن وعايشت أحداثها وتورطت فيها. ثم يأتي الشعر الذي يسبقه لقاء سريع ثم فراق سرمدي مع أصدقاء عرفتهم وأحببتهم في لندن».

وتضمن الكتاب فصولا عن لقاء المؤلف ببعض المشاهير، يقول الغامدي «كانت وما زالت لندن مدينة يسهل فيها اللقاء بالمشاهير، وقد قابلت العديد منهم وتسامرت معهم».

لكن لماذا اختار كتابة مذكراته اللندنية، يقول «لم أكن أعلم يوما أنني سأكتب قصتي اللندنية العتيقة، لكني وجدت في أحد الأيام في الإنترنت قصة لشخص عاش في لندن في الفترة نفسها فأحببت قصته وقلت لنفسي إن لدي قصة أثرى وأجمل وتستحق بكل تأكيد أن تروى، فلم لا أشارك فيها من حولي؟».

والغامدي انتهى قريبا من تجهيز كتاب ثان يقع في 400 صفحة باسم «الطريق إلى البعثة» في إشارة إلى برنامج الابتعاث للدراسة في الخارج، وهو يقول «أراهن أنه سوف يتخطى كتابي الأول (مذكراتي اللندنية) بمراحل، لأنني وضعت فيه قصة حياتي شبه كاملة بما فيها من مفارقات وأفراح وأحزان وأشجان، وسيتفاجأ القارئ بهذا الكوكتيل الغريب لحياتي التي أحبها. لكن دار النشر طلبت مني التريث في نشره لكي لا أعوق نجاح الكتاب الأول».