اصدارات

TT

* «قطرات»

* صدر عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع في بيروت ديوان شعر جديد للشاعر العربي سليمان العيسى بعنوان «قطرات» وقد تضمن القصائد التي كتبها الشاعر في السنتين الأخيرتين 2010 و2011 وهو آخر ديوان يصدر للشاعر.

يفتتح الشاعر هذا الديوان بشكوى من الضعف الذي أصابه مع تقدمه في السن، فيسمّيه «قطرات» لقلّة ما يكتب الآن مقارنة بالغزارة التي عرفت عنه في السنوات الماضية. هذا العطش المستمرّ الذي يدفع للكتابة جعله يسجل المقطوعات القصيرة بعد أن كان يكتب القصائد الطوال؛ يسجلها قطرة قطرة حتى بلغت ديوانا هدهد فيها العمر. والواقع أنّه كتب معظم قصائد الديوان خلال ما لا يزيد عن عام، مرت خلاله بالشاعر أحداث كبيرة: خاصة وعامة.

كما صدر عن «جداول» رواية جديدة للروائي التونسي حسونة المصباحي بعنوان «يتيم الدهر». وتدور أحداث هذه الرواية في يوم واحد، يوم بلوغ بطلها الستين من عمره. وبطلها يونس أو «يتيم الدهر»، وهو الاسم الأدبي الذي اختاره لنفسه حين شرع في الكتابة في سنوات الشباب، أستاذ في اللغة الفرنسية، متخصص في فلوبير «معلمه» في الكتابة كما يصفه.

على عتبة التقاعد ينفصل يونس عن زوجته، ويترك العاصمة ليستقر في «نيابوليس» على شاطئ البحر راغبا في الوحدة، وإمضاء ما تبقَّى من حياته بين الكتب التي يحب. في يوم عيد ميلاده الستّين، يقوم يونس برحلة طويلة في الماضي مستعيدا المحطّات الأساسية في حياته: طفولته التي فتن فيها بالمتصوِّفة والزهاد الذين يعيشون في الجبال والأحراش وليس على أجسادهم غير الصوف الخشن، وسنوات الشباب التي شرع فيها في كتابة قصص وحكايات تحت تأثير كُتَّابه المفضّلين خصوصا فلوبير. غير أنه يقرِّر عدم نشر ما يكتب لأنَّ الكتابة في بلاده «عمل عقيم» كما يرى.

كما يستعرض يونس قصة الحب العاصفة التي عاشها مع الفتاة التي ستصبح زوجته في ما بعد، وعشقه الجنوني وهو في منتصف العمر لطالبة جميلة مغرمة بمحاضراته عن فلوبير.

وفي رحلته الطويلة في الزمن، لا يهتمّ يونس بفصول حياته فقط، بل بحياة آخرين أيضا مثل المعتمد بن عبّاد، الأمير والشاعر الأندلسي الذي نفاه المرابطون المتزمِّتون إلى جنوب المغرب بصحبة زوجته وبناته ليموت في أغلال أسره كمدا وقهرا. وهناك أيضا هشام وبشير اللذان يعودان إلى الوطن بعد غياب طويل ليموتا بالذَّبحة الصدرية جرّاء الصدمة العنيفة التي أصيبا بها أمام التحولات التي طرأت على المجتمع وعلى الناس. ومن خلال يونس وهشام وبشير وشخصيّات أخرى في الرواية، نحن نتعرف على أحوال بعض البلدان العربية مثل الجزائر بعد الاستقلال، وليبيا في ظل نظام القذافي، ولبنان في الحرب الأهلية. وتعكس العديد من أحداث الرواية أوضاع تونس في سنوات حكم بن علي والتي أدت إلى زلزال 14 يناير (كانون الثاني) 2011. وفي الرواية تأُملات في الحياة والموت والحبّ والكتابة وأيضا عن المثقَّف والسلطة والتزمت والتطرف في العالم العربي راهنا.

* «يدا أبي» بالعربية

* أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة رواية جديدة بعنوان: «يدا أبي» للكاتب الأميركي مايرون أولبرغ، والتي نقلها إلى العربية مازن معروف.

في رواية «يدا أبي»، اختار أولبرغ شظايا من عالمه الخاص كطفل، ليسلط من خلالها الأضواء على الفواصل التي تقف بين عالم الصم والبكم، والعالم الصوتي، وهي فواصل اجتماعية وبيئية ونفسية، قبل أن تكون تقنية تتعلق بحاستي النطق والسمع. واعتمد الخط الزمني التقليدي في معالجة الحدث الروائي وتطويره، فالرواية تبدأ مع ولادة الكاتب عام 1933، لتشير - من خلال ظروف هذه الولادة - إلى أبويه الأصمين، وخلفيتهما الاجتماعية في باقة من المفارقات. وفي خضم أزمات على المستوى اليومي، عاشها الفرد الأصم تلك الفترة، نتيجة لسوء فهم المحيط له، واعتباره «معطوبا».

يجد والد أولبرغ وظيفة وسط ضجيج آلات الطباعة. من هنا، تبدأ الحياة بالتأرجح، مرة لصالح الأب العنيد والمثابر والمصر على تساويه في الحقوق مع الآخرين، ومرارا لصالح مجتمع خرج من الحرب العالمية الثانية، كما دخلها: غير مؤمن بحقوق الصم والبكم وبلغتهم الخاصة، وهي لغة الإشارة التي يعتبرها أولبرغ الأبلغ من لغة اللسان، لتَدَخُّلِ الجسم كله، فيها.

وشكّلت ولادة الصبي مايرون، خشبة الخلاص للأب صاحب سوء الفهم المزمن مع محيطه القائم على الصوت، إذ يولد الابن سليما، قادرا على النطق والسمع، وهو ما يشكل إغراء وجوديا للوالد فيعمل بكل السبل على تعزيز «ذاكرة الصوت» لدى الطفل، مرعوبا من احتمال تحوله مستقبلا إلى مثيل مصغر له.

وخلال مراحل نضوجه المبكر تترصد عين أولبرغ ردة فعل محيطه، بما ينجم عنها من أحداث يومية، وتفاصيل قاسية ومثيرة للغرابة والإعجاب، يتقاسمها مع والده الأصم بشكل خاص، وتتسع الدائرة شيئا فشيئا لتشمل أفراد العائلة الآخرين، فيكون وإلى جانب مواكبته لأبيه، مضطرا لرعاية أخيه وخدمة أمه أحيانا، فيما يصارع في الوقت عينه، للقبض على طفولته نقية وتلقائية و«عادية»، واستخراجها من براثن الفضاء الذي يتقاطع فيه عالم الصمم وعالم السمع بلا رحمة.

رواية شخصية جدا ينجزها الكاتب الأميركي بأسلوب هيِّن ومخادع، لتأخذ هيئة مذكرات لابن تتجاذبه لغتان، واحدة باليدين وأخرى بالفم، ويتنازعه موقفان أحدهما رافض لأسلوب والده وآخر متواطئ معه بحكم حبه العميق له.

* كتاب عن الخلل السكاني في أربع دول خليجية

* عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، صدر أخيرا كتاب «اقتلاع الجذور - المشاريع العقارية وتفاقم الخلل السكاني في مجلس التعاون لدول الخليج العربية» لمؤلفه للدكتور عمر هشام الشهابي.

ويناقش الكتاب الذي يقع في 238 صفحة، قضية الخلل السكاني في دول مجلس التعاون من منظور تحليلي جديد، حيث يركز على تطورات هذه القضية على مدى العقود الأخيرة وما لها من تبعات على دول المنطقة. على وجه الخصوص، تركّز الدراسة على سياسات المشاريع العقارية الضخمة والمدن الجديدة الموجهة بشكل رئيسي إلى المشتري الدولي في أربع من دول المجلس: الإمارات والبحرين وعمان وقطر.

ويرى المؤلف، أنه في كل من هذه الدول الأربع، اتجهت السياسات نحو دعم مشاريع التوسع العقاري، وتم وضعها في صلب واقع وتطلعات المنطقة. وبهذا تغيّرت الرؤية نحو ظاهرة تدفق الوافدين إلى المنطقة من النّظر إليها كظاهرة عرضيّة لا بد منها، هدفها سد متطلبات الإنتاج، إلى تبني استقطاب الوافدين كهدف استراتيجي ينبغي تحفيزه وتشجيعه من خلال بناء المدن الجديدة الموجهة بشكل رئيسي إلى القاطن الدولي، مما قد يؤدي إلى اقتلاع جذور المجتمع، بحسب المؤلف.

والكتاب يركز على أن أوجه الخلل في المحاور السياسية والاقتصادية والسكانية مترابطة وتغذي بعضها البعض في جدلية مستمرة، حيث لا يمكن فصل هذه المحاور عن بعضها البعض والنظر إليها منفردة.

ويتضمن الكتاب تقديما للدكتور على خليفة الكواري والدكتور علي فهد الزميع، مؤسسا مركز الخليج لسياسات التنمية وأعضاء مجلس الأمناء.

وكتاب «اقتلاع الجذور» يتعدى كونه مجرد دراسة تحليلية أو دراسة اقتصادية لحجم الاستثمارات العقارية وتحويلات الوافدين، وإنما يمثل تحذيرا تجاه الخلل السكاني ومضاعفة عدد الوافدين على حساب دور المواطنين ونسبة مشاركتهم في قوة العمل، والتي تدنت إلى 6 في المائة من إجمالي قوة العمل في كل من الإمارات وقطر عام 2010.

ويشير المؤلف إلى أن هدف دول المنطقة منذ عقود هو إصلاح الخلل السكاني وإعادة دور المواطنين باعتبارهم التيار الرئيسي في دول المنطقة وهم القيادات والكوادر الرئيسية في الدولة.

ويحتوي الكتاب على مقدمة كتبها الدكتور علي خليفة الكواري، ثم قسم تناول تاريخ نشوء الخلل السكاني في دول مجلس التعاون، تلاه قسم ثان عن تفاقم الخلل السكاني: حمى المشاريع العقارية. بينما حمل القسم الثالث، عنوان: آفاق المستقبل في ظل الخلل السكاني: جرس إنذار أخير.