هل يملك الروبوت أخلاقا؟

مجموعة من علماء وخبراء في مجالات علوم الروبوتات والعلوم الإنسانية يطرحون مخاوفهم

غلاف الكتاب
TT

صدر حديثا، كتاب «أخلاقيات الروبوت: الآثار الاجتماعية والأخلاقية»، عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي الشهير (MIT)، من تحرير ثلاثة أساتذة بجامعة ولاية كاليفورنيا الأميركية للفنون التطبيقية، هم كل من باتريك لين، مدير مجموعة العلوم الناشئة والأخلاقيات، وكيث أبني أستاذ فلسفة العلم، وجورج بيكي أستاذ متقاعد بقسم علوم الكومبيوتر والهندسة. يقول المحررون بأنه، مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، تصبح المخاوف الأخلاقية أكثر إلحاحا، ويتساءلون: هل يجب أن يتم برمجة الروبوت لكي يسير على نظام كود معين في قواعد السلوك؟ وهل هذا ممكن؟ وهل هناك مخاطر من إقامة روابط وعلاقات عاطفية بين البشر والروبوتات؟ وكيف يمكن للمجتمع والأخلاقيات أن تسهم في تغيير أسلوب التعامل مع الروبوتات؟

ويعد هذا الكتاب الأول من نوعه، الذي يجمع عددا كبيرا من المقالات الاستقصائية للقضايا المتعلقة بأخلاقيات الروبوتات لمجموعة من علماء وخبراء بارزين في مجالات علوم الروبوتات والعلوم الإنسانية، حيث يستكشف مجموعة من التساؤلات في مجال أخلاقيات الروبوت، الذي يعد من مجالات البحوث المهمة والناشئة حديثا، ويتناول القضايا والنظريات الأخلاقية ذات الصلة بمجال الروبوتات، وإمكانية برمجة الروبوتات لمعرفة الصواب والخطأ، بالإضافة إلى تساؤلات أخرى قانونية وسياسية، بما في ذلك حدود مسؤولية الروبوتات واعتبارات الخصوصية، والكتاب بالتالي يسد ثغرة في المؤلفات العلمية ومناقشة السياسيات المتعلقة بالروبوتات، من خلال تقديم مجموعة متميزة من تحليلات الخبراء حول الموضوعات ذات الأهمية المتزايدة في مجال أخلاقيات الروبوت، ولهذا فهو مناسب لكل من طلبة الجامعات وواضعي السياسات والصناعيين وقطاع عريض من الجمهور.

والكتاب ينقسم إلى 8 أبواب، 22 فصلا، فقد تناول أخلاقيات الروبوت، وإمكانية برمجة الأخلاقيات عند تصميم الروبوتات لضبط سلوكها ومعرفة الصواب والخطأ من تلقاء نفسها، والاستخدام الأخلاقي للروبوتات في المجالات العسكرية، والروبوتات والمسؤولية القانونية واعتبارات الخصوصية، والأخطار الكامنة المتصلة بالعلاقات والجوانب العاطفية بين البشر والروبوتات، والقضايا الأخلاقية الناجمة عن استخدام الروبوتات في المجالات الطبية والرعاية، واحتمالية أن يكون هناك حقوق واعتبارات أخلاقية للروبوتات.

يشير المحررون إلى أن الروبوتات حاليا تقوم على سبيل المثال بالأعمال العسكرية وبرعاية الأطفال والمسنين، لهذا أصبح من الضروري معرفة كيفية التعامل معها، وما هو أخلاقي حول تصنيعها واستخدامها والتعامل معها، وهو ما يطلق عليه «أخلاقيات الروبوت» (Roboethics).

وهناك بالفعل الكثير من التساؤلات الأخلاقية المتخيلة والأخرى ملموسة وصريحة وناجمة عن استخدام الروبوتات والتعامل معها، من قبيل: إذا أصاب الروبوت عطل وتسبب في حدوث أضرار لشخص ما، من هو المسؤول؟ هل صاحب الروبوت أم الشركة المصنعة له أم الروبوت نفسه؟ وتحت أي ظرف من الظروف يمكن وضع الروبوتات في مواقع المسؤولية والسلطة مع أفراد مطالبين بالانصياع لهم؟ وهل هناك خطأ من الناحية الأخلاقية أن تستحوذ الروبوتات على أحاسيسنا ومشاعرنا العاطفية؟ وهل يجب على الروبوتات أن تذكرنا صراحة أو ضمنيا أنها مجرد آلات فقط؟ وإلى أي درجة من الأمان يجب أن تكون عليه الروبوتات قبل أن يتم نشرها في المجتمع ككل؟ وهل يجب أن يكون للـ«سيبورغ – Cyborgs» (بشر مزودون بأجزاء روبوتية) وضع قانوني خاص في حالة إذا تعطلت الأجزاء الروبوتية وتسببت في أذى وضرر لشخص ما؟ وهناك تساؤل في ما يتعلق بالمراقبة الروبوتية والخصوصية، وهو: إذا كان هناك «روبوت - شرطي» يستخدم أجهزة استشعار لتنفيذ عمليات مراقبة، هل هذا يدخل ضمن المراقبة والبحث؟ وهل بإمكان هذا الروبوت أن يقرر ما إذا كان هناك سبب محتمل لهذه المراقبة؟ كما أن هناك كثيرا من القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام الروبوتات في المجالات العسكرية مثل الطائرات من دون طيار والأسلحة الروبوتية الأخرى، وضرورة تصميم روبوتات مسؤولة تستطيع التمييز بين الصواب والخطأ في مجال الحروب.

ويختتم المحررون الكتاب بالقول إنه لكون الروبوتات قد تطورت ودخلت بالفعل إلى المنازل وأماكن العمل والمدارس والمستشفيات وساحات القتال، والمجتمع ككل، فإنه بات من الضروري، وأكثر من أي وقت مضى، أن نقوم بدراسة جادة لأخلاقيات الروبوت، لنصبح أكثر علما ومعرفة بالقضايا الأخلاقية والاجتماعية المتعلقة بها، وأكثر استعدادا لعالم أكثر تعاملا مع الآلات والروبوتات، ومواجهة التحديات المحتملة التي قد تسببها الروبوتات للأخلاقيات والمجتمع.