استبرق أحمد: عقلية الرقيب «طلسم» لا يمكن فك تعويذته

استعرضت تجربة دار «الفراشة»

شعار الدار
TT

تمثل دار «الفراشة» الكويتية نتاج حلم مشترك يجمع الناقد فهد الهندال مع القاصة استبرق أحمد والدكتورة هاله رسلان. وهي تطمح منذ تأسيسها في عام 2009 أن يكون لها دور في الحراك الثقافي في الكويت وخارجها.

ورغم عمرها القصير، تمكنت الدار من نشر أكثر من 25 كتابا تجمع بين الرواية والقصة والسيرة والاجتماع. بينها الطبعة الثانية لكتاب الناقد البحريني أمين صالح «السوريالية في عيون المرايا».

تقول القاصة استبرق أحمد، لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة تأسيس الدار جاءت «عبر حلم وإدراك مجموعة من الطامحين المصريين إلى تشكيل سماء للحرف، ضرورة القيام بدور المساهم في دفع الكتاب للقارئ وتفعيل عملية وصوله لنطاق أوسع، وفق يقين بأن ترجمة الحلم تحتاج إلى إمكانيات ووسائل لا بد من وجودها وضرورة العمل على توفيرها». وتضيف مستعرضة تأسيس الدار «اجتمعنا، فهد الهندال والدكتورة هالة رسلان وأنا، كأصدقاء وكتاب وشركاء ندرك أهمية الثقافة للمجتمع، لمحاولة تأسيس مشروعنا في دار نشر تحمل اسم (الفراشة) للنشر والتوزيع».

لماذا كانت «الفراشة» اسما تستلهم منه المجموعة شعارها؟ تجيب استبرق «في انتقال (الفراشة) وفعلها الرهيف والمستمر في تعدد الأمكنة والأزمنة سمة مؤثرة في دورة الحياة، ونحن أردناها دارا واعية لوجود مجال مختلف يحمل سماته، ونجاحاته، وعراقيله».

وعن اختلاف «الفراشة» عن غيرها من دور النشر، تقول «من اللافت آنذاك أن دور النشر في الكويت رغم محدوديتها فإن الغالبية قصرت اهتمامها على النشر من دون التوزيع، ووفق اشتراطات حول نوعية المؤلُف وطغيان فكرة الربحية على غيرها، وبالتالي كانت من أكثر التحديات صعوبة، وما زالت، محاولة ابتكار وسائل للترويج وإيجاد أسواق للتوزيع، فكان أحد الحلول اللجوء - أحيانا - للنشر والتوزيع المشترك مع دور عربية عريقة وقادرة على التوزيع الخارجي بمهنية وقدرة فائقين مع عدم إغفال بناء شبكة توزيع خاصة بدار نشرنا الفتية، مع التمسك بالحرص التام على ألا يقفل الباب أمام أي نوع من الكتب سواء الإبداعية أو المعرفية، خاصة أن مبدأ (الربحية) لدى البعض من دور النشر يرسم ذائقة الجمهور ويتماشى مع السائد من اتجاهاتها من دون أن يسهم بدوره الحقيقي في توصيل النصوص الأكثر ثراء وقدرة على تأسيس وثبة للوعي، فيضع قائمة لتفضيلاته مستقطبا مثلا النتاج الروائي باعتباره الأكثر شيوعا ومقصيا النتاجات الأخرى، من غير التفات لدرجة نضج النص من عدمه. لقد حرصنا كذلك على تنوع إصداراتنا وتجدد الأسماء المطروحة وعدم قصر التعاون على أسماء محلية فقط، وإن كان التركيز على استهدافها يأتي كأولوية لكون النص المحلي يحتاج لوجوده في بيئته ليؤسس قارئه، لكنها أولوية لا تُلغي أو تزيح التواصل مع النتاجات العربية».

وتشتكي استبرق من هيمنة الرقابة في العالم العربي بقولها «إن ارتحال الكتاب عبر طرق وآليات مع وجود اهتمام حقيقي بوصوله، لا يعني أن الطريق ممهدة له دائما، حتى لو بذلت جهدك، فالطموحات تصطدم بحواجز بعضها لا علاقة له بحرصك، ومن أبرز العراقيل وجود (الرقابة) كحاجز يمنع تداول الكتب».

وتضيف «هناك عقلية إقصائية نحاول تجاوزها، لكننا لا ننجح دوما، فـ(عقلية الرقيب) طلسم لا يمكن فك تعويذته في أحيان كثيرة، خاصة في نفي (الوعي) وحضور (الخوف)، فيتكشف لنا مشهد من (الكوميديا السوداء) للمنع والرفض من دون حجج منطقية، وعبر سلسة من العراقيل والمسببات التي تتوجس وتفتش في النوايا. لذا فإن أي كتاب يتم نفيه لدوامة الحجب نضطر للالتزام بهذه الحدود آسفين، والتي – شخصيا - أراها قد تزداد اتساعا نتيجة ما أفرزته الثورات والحراكات في الدول العربية من نتائج شوهت - حتى الآن - أهداف التغييرات النبيلة».