الروائي المصري بهاء عبد المجيد: أقرأ في الدين والتراث وأنهي رواية جديدة

بهاء عبد المجيد
TT

حرص الروائي المصري بهاء عبد المجيد أستاذ الأدب الإنجليزي، صاحب راوية «سانت تريزا»، على قراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان. ويقول عن قراءته هذه: «كلما كبرت في العمر ونضجت في التجربة، تجدني أقرأه بعين مختلفة، وأرى تأويلات متعددة المستويات، ففي سورة الأعراف مثلا، ورغم أنها تستفيض في سرد قصة سيدنا موسى عليه السلام، فإنها لا تقف عند هذا المستوى، وإنما تتحدث عن الإنسان في علاقته بالإله، والفرعون الذي أوحى للناس بأنه إله، وعن علاقة الحاكم بالمحكوم، وعن الطغاة من الحُكام». وما يشغله الآن هو تفكيره بالكتابة عن القرآن الكريم من خلال مذهب بلاغي أو سياسي.

وهو يقرأ الآن أيضا مجموعة من الكتب المرجعية في الدين والتراث. يقول: «هناك كتب اكتشفتها وأعيد قراءتها عدة مرات، منها (قصص الأنبياء) للثعلبي، الذي وجدت فيه متعة واكتشافا لكتاب قد لا يعرفه كثيرون، كذلك (ألف ليلة وليلة) التي هي من عيون الكتب في الأدب».

قرأ عبد المجيد أيضا في الفترة الأخيرة عدة أعمال أدبية يراها متميزة فيقول: «هناك أصوات متميزة على الساحة الأدبية، فقد قرأت رواية (عالم المندل) لأحمد عبد اللطيف، و(الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس) لطارق إمام، وهما روايتان متميزتان جدا، ويؤكدان على ديمومة الإبداع، كما أعيد قراءة أعمال الراحل الروائي والقاص محمد البساطي، كذلك مختارات قصصية للقاص المصري سعيد الكفراوي».

وحول الأدب الإنجليزي يقول: «أعيد قراءة أعمال تشارلز ديكينز، وجميس جويس اللذين أعتبرهما من أكثر الأدباء عمقا وحكمة، فقراءتي لهما تثير شهيتي للكتابة، والتفكير، فلديهما الفلسفة العميقة للوجود الإنساني، وكتاباتهما تترك لدى المبدع خيوطا وفراغات يمكن أن يتبعها ليصنع حوارا أدبيا مخالفا أو متفقا أو متماسا مع رؤيتهما».

يعكف عبد المجيد الآن على الانتهاء من روايته الجديدة «بحر القراقول»، ويقول عنها: «يمكن أن نصف الرواية على أنها تاريخية، بصورة ما، حتى لو كان هذا التاريخ تاريخا شخصيا، فإنه ينسحب على المجتمع، بل على الكون كله، وأنا أرى أننا نحتاج للعودة للتاريخ لنفهم الحاضر الذي أصبح ضبابيا».

وعن أجواء الكتابة يقول عبد المجيد: أكتب حينما أشعر أنني مشحون فنيا، أعطى لنفسي الفرصة للمعايشة، الحياة تجعلني أكتب بعمق واستمتاع، أكتب تحت وطأة الرغبة في الوجود، وأرى أن الكتابة هي الأثر الباقي بعد وفاة المبدع.

يتابع: «ربما لذلك أكتب بقلم جاف أزرق، وفى كشاكيل، فهي تكفل لي عدم ضياع أوراقي، وأحرص على شراء كشاكيل جميلة الشكل، واحتفظ بكل ما أكتبه ورقيا، فلدى كثير من الكتابات غير المنشورة والتي أعود لها لأضيف وأعدل، فقد تتحول قصة قصيرة لدي لرواية، أو العكس، فأذكر أنني عدت لروايتي (خمارة المعبد) بعد 11 سنة، وأجريت عليها تعديلات حتى تم نشرها».