سيرة العقل المدبر لنصر أكتوبر 1973

كتاب مصري عن أحد أبرز القادة في التاريخ العسكري العربي

«الجنرال الثائر.. سعد الدين الشاذلي»المؤلف: خالد أبو بكرالناشر: دار الكتب والوثائق القوميةالصفحات: 371
TT

بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، صدر بالقاهرة كتاب «الجنرال الثائر.. سعد الدين الشاذلي»، الذي يتناول قصة أحد أبرز القادة في تاريخ العسكرية المصرية والعربية، الذي كان رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في حرب عام 1973، ويوصف بأنه مهندس عملية عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف.

صدر الكتاب عن دار الكتب والوثائق القومية، للصحافي خالد أبو بكر، المهتم بالشأن العسكري وتاريخ العسكرية المصرية، ليرصد تاريخ رجل غيبته الخلافات مع الرئيسين الراحل أنور السادات والسابق بعده حسني مبارك.

يرى المؤلف أن سعد الدين الشاذلي هو القائد الأكثر إثارة للجدل بين رفاقه من قادة حرب أكتوبر، بسبب الخلافات التي نشبت بينه والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية القائد العام للقوات المسلحة، خلال الحرب، والرئيس الراحل أنور السادات على بعض القرارات الاستراتيجية في سير العمليات الحربية وقتها.

ويصفه أيضا بأنه رجل السباحة ضد التيار الخاطئ باقتدار وبوازع من ضميره وشرفه العسكري. ففي الوقت الذي كانت فيه الخدمة في«الحرس الملكي» المصري في أربعينات القرن الماضي قمة الأحلام لضباط الجيش، تركها مفضلا الحياة في التشكيلات المرابطة في الصحاري المصرية حيث حياة الصبر والجلد. ومع تسارع القوات المصرية بالانسحاب في اتجاه الشط الغربي لقناة السويس في حرب يونيو (حزيران) 1967، كان الشاذلي قد اتجه شرقا هو ورجاله واحتل موقعا في الصحراء الفلسطينية. وفي الوقت الذي كانت فيه الغالبية تخطب ود الرئيس السادات، عارضه الشاذلي في غرفة عمليات حرب أكتوبر حول تصفية ثغرة «الدرفسوار» - المنطقة التي تمكن فيها الإسرائيليون من اختراق الخطوط المصرية.

وبحسب المؤلف، فقد زادت شهرة الشاذلي داخل مصر والوطن العربي بعد ذيوع صيت سجالاته مع الرئيس السادات في الفترة التي أعقبت توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1978 ومعارضته الكاسحة لها، وخروجه من العمل الدبلوماسي الذي ألحقه السادات به لإبعاده عن الجيش.

لم يكن اغتيال السادات عام 1981 شفيعا للشاذلي، فطيلة عصر مبارك غاب الشاذلي عن المشهد المصري الرسمي. ويتهم المؤلف نظام مبارك بالتخطيط لمحو اسم الشاذلي من تاريخ مصر، لكنه يرى أنه فشل في ذلك. فبعد وفاة الشاذلي في 10 فبراير (شباط) 2011 (اليوم السابق لتنحي مبارك عن سلطاته)، عاد سعد الدين الشاذلي إلى واجهة المشهد المصري الرسمي والشعبي معا، حيث عادت سيرته للمنتديات وواجهات الصحف وقنوات التلفزيون المصرية، بعد أن ودعه المصريون وداعا يليق به.

يقع الكتاب، الذي حظي بموافقة القوات المسلحة المصرية على نشره، في خمسة أبواب، وبه ملحق للصور التي تجسد لقطات من حياة القائد المصري.

من خلال فصول الكتاب، نقرأ عن ثلاث مراحل شكلت حياة الشاذلي: الأولى تبدأ من ميلاده حتى لحظة وصوله رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة، وهي مرحلة التكوين التي صنعت عبقرية هذا القائد. والمرحلة الثانية - وهي أهم مرحلة من وجهة نظر المؤلف - هي الفترة التي تولى فيها رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وشهدت مرحلة التخطيط والتدريب على حرب أكتوبر 1973، وانتهت بخوض الحرب نفسها.

ثم تأتي المرحلة الثالثة من حياة الفريق الشاذلي، التي تبدأ من يوم خروجه من القوات المسلحة نهاية عام 1973 إلى يوم وفاته، والتي أطلق عليها المؤلف «سنوات التحدي»، فالرجل بدأ أول أربع سنوات من هذه المرحلة سفيرا لمصر في لندن ثم لشبونة، ثم إقامته في الجزائر بعد عودته من البرتغال عام 1978 خوفا من عدم تمكنه من التعبير عن آرائه بحرية إذا ما عاد إلى مصر، حيث ظل في الجزائر لمدة 14 عاما، حتى عاد إلى مصر عام 1992، ليقضي عقوبة السجن (3 سنوات، خرج بعد أن قضى نصفها)، بعد أن حوكم بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، على خلفية نشر كتابه «مذكرات حرب أكتوبر» دون الحصول على تصديق بالنشر من القوات المسلحة.