نادي الشرقية الأدبي يكرم الشاعر عدنان العوامي

في أمسية استحضرت تراث شاعر الرومانسية شعرا ونثرا وتحقيقا

الشاعر عدنان العوامي الثاني (يمين) وسط عدد من المثقفين الذين حضروا أمسية تكريمه
TT

يعود نادي المنطقة الشرقية الأدبي، لممارسة دوره كحاضن للأنشطة الثقافية والأدبية، بعد سبات طويل انكفأ فيها النادي الذي كان من أكثر الأندية السعودية نشاطا، وذلك بسبب صراعاته الداخلية.

النادي أقام الأسبوع الماضي أمسية شهدت حضورا بارزا، كرم خلالها الشاعر والباحث السعودي المعروف عدنان العوامي، أبرز الشعراء الرومانسيين المعاصرين، ألقي فيها ملخص لدراستين، ألقاه القاص خليل الفزيع. وكان قد أعد الدراسة الأولى التي حملت عنوان: «وقفة على شاطئ اليباب» الشاعر مبارك بوبشيت، والثانية بعنوان: «العوامي ومشيخة في التحقيق» وأعدها الباحث خالد البوعبيد. وجاءت الأمسية بعد نحو شهرين من احتفاء وزارة الثقافة والإعلام بالشاعر عدنان العوامي، بمناسبة احتفالها باليوم الوطني السعودي.

ألقيت خلال الأمسية قصيدة شعرية للشاعر مصطفى أبو الرز، كما قدمت مقتطفات من أشعار العوامي بصوته. وألقى الكاتب محمد أمين أبو المكارم، نائب رئيس تحرير مجلة «القافلة»، كلمة أشار فيها إلى أن الشاعر عدنان العوامي، له «مسيرة حافلة بالعطاء، ومشوار كفاح يضج حركة وحيوية قضاها في خدمة الثقافة والأدب»، فهو «رجل عصامي بحق، مارس الفلاحة في مطلع حياته، ثم اشتغل بمهن عدة، وأثناء ذلك ثقف نفسه بنفسه، واختبر للشهادة الابتدائية مذكرا إيانا بالعقاد ونظرائه، وانتزع معارفه من فم الحياة القاسية، وعكف بجهده الذاتي على التعلم ومواكبة المعارف الحديثة، فهو شاب في إهاب شيخ، يتقن اللغة الإنجليزية، ويجيد استخدام الكومبيوتر والإنترنت. على الرغم من أنه لم يتلق ذلك في معهد وإنما بالاحتكاك بالزملاء، وبالاهتمام الذاتي».

أصدر العوامي ديوانه اليتيم «شاطئ اليباب»، وبقي شعره التالي متناثرا لا ينظمه عقد. وقد اتجه إلى البحث والتحقيق مؤخرا، وله أكثر من خمسين مقالة ودراسة بينها سلسلة مقالاته حول: «الصهاينة.. هل هم صهاينة؟»، وقد تناول بالنقد ترجمة عدد من الكتب مثل «رحلة بلجريف»، وكتاب «الخليج العربي»، وكتاب «الحدود الشرقية للجزيرة العربية»، كما تناول بالنقد كتبا أخرى مثل «سفرنامة» لناصر خسرو، وناقش عددا من التحقيقات لبعض الكتب والأشعار.

كما أثرى العوامي المكتبة العربية بعدد من الكتب، من أبرزها: «ديوان أبي البحر الخطي»، وهو تحقيق ودراسة في نصوص الشاعر وحياته وتاريخ المنطقة من واقع نصوصه. كما اقتبس «بقايا الرماد» من حريق منزل صديقه الشاعر المرحوم عبد الوهاب حسن المهدي، وهو الحريق الذي أودى بحياة الشاعر وأسرته في منتصف الثمانينات من القرن الماضي. كما قام على جمع وتحقيق تراث وامي، وجمع ديوان الشاعر عبد الله الجشي، ورصفه على الكومبيوتر ودققه، قبل أن يطبعه عبد المقصود خوجه، كما جمع وحقق كتاب «أبو السعود.. زعيم في ذاكرة الوطن»، وأخرج ديوان محمد رضي الشماسي.

في ورقة الباحث خالد البوعبيد، التي قدم ملخصا لها رئيس النادي خليل الفزيع تناول تحقيق «ديوان أبي البحر الخطي» وهو من أبرز المشاريع الأدبية التي اشتغل عليها العوامي، وأبو البحر الخطي هو: شرف الدين الشيخ جعفر بن محمد الخطي القطيفي، حيث لاحظ أن العوامي وبتحقيقه هذا الديوان «استجمع مواهبه، وقواه العلمية، ومهاراته، وأدواته البحثية». واعتبر أن الخطي كان «الشاعر الفحل الذي استفاضت المحاولات النقدية للتعريف به، وبشاعريته حين اختلفت أغراض شعره».

أما الشاعر مبارك بوبشيت، ففي دراسته لديوان العوامي «شاطئ اليباب» لاحظ أن «الديوان مكتنز بالوجدانيات والغزليات الطافية فوق غيوم الرغبة والجاذبية والعشق.. وقوة الضعف التي فيها من الرمزية ما يجعلها واقعية وفيها من الإغراء ما يجعلها موعظة وفيها من التحليل النفسي والفلسفة ما يجعلها من آثار علم النفس الاجتماعي الذي يشخص المشكلة ويشير إشارة ذكية إلى حلها».

يذكر أن النادي يقيم ضمن فعاليات موسمه الثقافي الحالي أمسية شعرية لكل من الشاعر عبد الرحمن موكلي، والشاعر علي الحازمي، والشاعر إبراهيم زولي، في تمام الثامنة من مساء اليوم (الأحد)، بمقره في الدمام.