سلوى النعيمي: أتمنى أن يمنع كتابي الجديد كي يباع أكثر

بعد أن سحبت شركة «أبل» روايتها «برهان العسل» من مخزن «آي تيونز»

سلوى النعيمي
TT

بعد أيام تصدر الترجمة الفرنسية لكتاب الأديبة السورية سلوى النعيمي «شبه الجزيرة العربية» عن دار «روبير لافون»، قبل أن يخبو الغبار الذي أثارته النسخة الإنجليزية من كتابها «برهان العسل».. فقد سحبت شركة «أبل» نسخة هذا الكتاب من مخزن «آي تيونز» الإنترنتي في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بسبب الغلاف الذي تظهر عليه امرأة بوضع غير محتشم، باستهجان الكاتبة، وخاصة أن النسخة الفرنسية من الكتاب التي تحمل الغلاف نفسه بقيت تعرض وتباع، ولم يتم الاعتراض عليها. ووصفت شركة «أبل» غلاف الكتاب بأنه «غير لائق».

وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع سلوى النعيمي، شرحت أن كتاب «برهان العسل» «صدر بالإنجليزية منذ 3 سنوات ولم يسحب طوال تلك الفترة». وأضافت: «إذا كنا نقول إن المنع في بلاد العرب عشوائي، فإن المنع في الغرب سابقة غريبة، كما أن كون ما حصل وقع على كتاب عربي ففيه شيء من الطرافة».

وتعتبر الأديبة أن حجب كتاب على موقع «آي تيونز» «سابقة خطيرة، وقد كان الاستنكار كبيرا في الصحافة الأميركية، ونفس الشيء حدث في فرنسا وصاحبته سخرية من لجوء شركة (أبل) إلى هذا القرار. لقد تصرفوا مع كتابي بطريقة عشوائية، ولا أمنع نفسي من ملاحظة أن الرقابة أصبحت معولمة. باختصار إننا نشهد غباء الرقابة المعولم».

ذهلت الكاتبة وهي تتلقى الخبر، الذي بدا بالنسبة لها لا يصدق، لكنها قالت بينها وبين نفسها: «إنهم أغبياء آخرون يقدمون لي خدمة. ثمة، دائما، أغبياء يقدمون لنا خدمات مجانية، وخصوصا أن الترجمة الفرنسية لكتابي الجديد (الجزيرة العربية) ستصدر في 17 يناير (كانون الثاني) 2013.. لقد صدر الكتاب قبل 5 سنوات وهي فرصة لتذكيرهم بوجوده. إنه أحسن إعلان مجاني لكتابي الجديد، بل ولكتبي الأخرى. وأنا صادقة لو قلت لكم أتمنى أن يمنعوا كتابي الجديد حتى يباع أكثر.. ».

كتاب سلوى النعيمي «برهان العسل» الذي ترجم إلى 19 لغة أجنبية أزعج أكثر من جهة بحسب رأيها، حيث «أزعج الإسلاميين والمتشددين لأن الكتاب يقول إن الحرية في هذا الجانب هي جزء من ثقافتنا العربية والإسلامية، وبالتالي تستطيع اللغة العربية أن تنقل هذه الأشياء، كما أنه أزعج الليبراليين (العرب) أيضا، لأن كتابي يصرح بأن حريتي تنبع من تراثي وثقافتي العربية الإسلامية، على الرغم من وجودي في بلد الأنوار والحرية. ويزعج أطرافا في الغرب لأنه ينسف الكليشيهات والستريوتيبات الغربية التي تعتبر الثقافة العربية ثقافة قمع وخصي ومنع.. ».

وعن ارتفاع المبيعات تقول «نعم، لقد أكد لي الناشر الإنجليزي ارتفاع المبيعات، بفضل هذا المنع، خصوصا في كندا وبريطانيا وأميركا، إضافة إلى أن صحيفة (الغارديان) كتبت عن الموضوع. لقد أصبح القارئ يقبل على الكتاب بدافع من الفضول المعرفي. كما أشير إلى أن المبيعات بفرنسا ارتفعت هي الأخرى. إنه زمن العولمة! ونحن نعيش في قرية كونية».

كلمة أخيرة عن العمل الجديد «شبه الجزيرة العربية»، وهو أن الترجمة التي أنجزتها ليلى طاهر، جيدة وتغري القارئ وتجعله لا يتوقف عن القراءة حتى ينتهي من الكتاب. وهذا راجع إلى أسلوب سلوى النعيمي، حيث الجمل القصيرة المعبرة والمشحونة بالمعاني والإيحاءات.

ولأننا نحتفل بمعرض «ألف ليلة وليلة» في «معهد العالم العربي»، هذه الأيام، ولأن سلوى النعيمي لا يمكنها أن تتنكر لجدتها، شهرزاد، فهي تقول في تصدير الكتاب الجديد: «لقد كانت نهاية القصة، ولكن القصة لم تكن قد انتهت. إنها تمتلك، من الآن فصاعدا، نهاية أخرى. وباستطاعتي كتابة البداية والنهاية في الأيام القادمة».