الشاعر المغربي سعيد ياسف: 4 دواوين تنتظر.. والخامس طبع ولم يوزع

سعيد ياسف
TT

سعيد ياسف، شاعر مغربي وعضو اتحاد كتاب المغرب، صدرت له ثلاثة دواوين أبرزها ديوان «كي أدرك أنحائي» عام 2004، وهو العمل الذي فاز به بجائزة «بيت الشعر» لأحسن إصدار شعري، ومن بين الجوائز التي حصل عليها الجائزة الوطنية للإبداع الشعري لعام 2002، ويقيم سعيد ياسف حاليا في أميركا.

* ماذا تفعل حاليا؟

- أنهيت ديواني الرابع الذي سيصدر قريبا كعمل مشترك مع الشاعر والصحافي نور الدين بالزين، وحاليا أنا بصدد رسم الخطوط العريضة لمشروعي الروائي الذي أتمنى أن أجد له متسعا من الوقت في خضم الصراع اليومي مع لقمة العيش.

* وماذا تقرأ حاليا؟

- آخر ما وقعت عليه يدي رواية إبراهيم نصر الله «قناديل ملك الجليل».

* لماذا وقع اختيارك على هذا الكتاب؟

- تلقيته كهدية عيد زواجنا من توأم روحي ورفيقة دربي، وهي رواية ملحمية من العيار الثقيل كما عهدنا إبراهيم نصر الله في جميع متونه السردية. ويمكن أن أجزم أنه لا أحد تناول القضية الفلسطينية كما تناولها هذا الروائي، أعاد كتابة تاريخ القضية بأحداثها وأعلامها وأماكنها بالإضافة إلى إحيائه للتراث الفلسطيني الشفهي كنوع من مقاومة الزيف والتدليس.

* هل هناك مشروع قريب؟

- أنا كثير الأحلام، ومشاريعي كثيرة أيضا، لكن الواقع لا يدع المجال لتحقيق كل ما أصبو إليه، لدي خمسة دواوين نشرت منها واحدا في سلسلة الكتاب الأول الذي تبنته وزارة الثقافة لكنها لم تهتم بتوزيعه، أو التبرع بعدد النسخ التي طبعتها، بل بقي مكدسا.

وكما ذكرت، أنا بصدد إصدار ديوان مشترك مع صديقي نور الدين بالزين، ولدي عرض بطبع ديوانين عن «دار الجمل».

* تطورات منطقتنا الساخنة، هل انعكست في كتاباتك؟

- بالنسبة للربيع العربي، لم أستوعب بعد كل هذه المتغيرات، كمثقف مغربي وكمؤمن بالنضال ضد الظلم والقهر الذي عاشته وتعيشه شعوب المنطقة. بعد إعدام تشاوسيسكو دخلت رومانيا مباشرة في تطبيق ما جاءت من أجله الثورة، وكذلك بعد إعدام بينوشي في الأرجنتين. أما ما نراه اليوم في الدول العربية التي ثارت شعوبها وغيرت الأنظمة فهو مجرد عملية إعادة إنتاج الشر وسفك الكثير من الدماء.

أما مثقفونا فلا أحد منهم قادر على المواجهة كتابة أو فعلا، منهم من يمجد الثورة، ولكن قبلها مع من كان؟! ومنهم من ينتظر حتى يسقط الشهداء لتتفجر قريحته ويسيل الكثير من المداد والنفاق! ومنهم من كان له موطئ قدم عند ظالم زال فسكت، ومنهم من انتظر حتى واتته الفرصة ليتملق الحاكم الجديد باسم الثورة والتغيير. لكن هل من أحد استشهد؟! هل من قلم بضمير حي قال «لا» في وجه الاستبداد والتفقير والتهميش؟! كثير من الأسئلة تبقى عالقة.

* ما هو الدور المفترض في نظرك أن يلعبه اتحاد كتاب المغرب؟

- المؤسسات الوصية عن الثقافة والممارسة للفعل الثقافي في المغرب قاصرة عن القيام بواجباتها وتطالب دائما بحقوق ومستحقات ليست جديرة بها، بدءا من وزارة الثقافة التي كلما جاءها وزير جديد يغير واجهتها ويطليها باللون الذي يراه مناسبا «حقيقة أو مجازا»، ثم يتربع على ركام الملفات العالقة والمشاريع المؤجلة، أما اتحاد كتاب المغرب فهو بالنسبة لي كان ولا يزال واجهة حزبية تعمل عمل المضخة تستقطب الأعضاء الجدد ليتبناهم الحزب طوعا أو كرها، لذلك فالمشهد الثقافي المغربي محزن إلى درجة الاكتئاب، انطلاقا من السينما، والمسرح، والفن التشكيلي، ومرورا بالموسيقى، حتى نصل إلى الأدب، لا أرى في رصيدنا إلا القليل من الجاد والجيد مقارنة مع جيراننا.

إن اتحاد كتاب المغرب كعنصر مهم من عناصر نسيج المجتمع المدني الثقافي بالمغرب عليه مسؤوليات جسام تجاه الشعب عموما والمثقفين منه خصوصا، وهو المسؤول عن ترسيخ الجيد والنوعي والمتميز في ثقافتنا قديمها وحديثها، ولا يدع مكانا للرداءة والرديئين في ثقافتنا، وبذلك يساهم في تطوير الذوق العام ويفتح آفاقا جديدة للإنتاج السليم لتكون الرواية رواية والشعر شعرا والنقد نقدا. وهذا سيغير المجتمع من مجتمع يستهلك الرداءة ويمجدها إلى مجتمع يستهلك الجودة وينتجها، ولكم أن تتخيلوا النتائج!

* كيف تفسر تراجع مستوى القراءة؟

- في ظل الواقع المرير الذي يدفع الناس دفعا للبحث عن لقمة العيش لا أحد يجد مجالا للقراءة، ناهيك عن انتشار الأمية بمفهومها العصري، الذي لا يقتصر على مفهومي القراءة والكتابة، وإنما على القدرة على استعمال الحاسوب والتعامل معه. زد على ذلك قلة المنتوج الأدبي محليا وتراجع جودته وغلاءه.

* ما هو الحل من وجهة نظرك؟

- تحسين دخل المواطن سيغير حتما نمط عيشه، وليقبل الناس على القراءة يجب أن يعرفوا ما الفائدة منها، وهذا كله مرتبط بالتربية على فعل القراءة كسلوك يومي. لو أن مجتمعنا تهيأت له كل الظروف والبيئة المحفزة على القراءة لضاهى شعوب أوروبا، لكن للأسف الدارج على ألسنة الناس شيء محبط جدا.