فرانسيس فوكوياما في حوار مع «الشرق الأوسط»: إدارة أوباما ترتكب خطأ استراتيجيا بعدم التدخل في سوريا

صاحب «نهاية التاريخ» يرىأن الخطورة في العالم الإسلامي تكمن في الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة

TT

قال المفكر والعالم السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما إنه كان على أوباما دعم دول الخليج في سعيها لإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد، حيث إنه من المؤسف أنه كلما طال أمد النزاع، تزداد الأوضاع سوءا، وأوضح أن هذا سيؤدي إلى تعميق الخلافات والصراعات الداخلية، حتى لو أبعد الأسد. وحذر المفكر الأميركي من أن سوريا في وضع كهذا قد تتحول إلى دولة فاشلة، وقال إن هذا أمر خطير في منطقة الشرق الأوسط.

ووصف فوكوياما في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في واشنطن، ما يحدث في سوريا بالمأساة الحقيقية، منتقدا حذر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وتوجسها «المبالغ فيهما» بخصوص التدخل و«إصلاح الفوضى».

وتحدث فوكوياما عن التيارات الدينية التي تصدرت المشهد بعد «الربيع العربي»، فقال إنه لا يمكن لها أن تختفي أو تذهب من تلقاء نفسها، كما أن أميركا بدورها لا تستطيع معها شيئا، إلا أن تشجعها لتكون أكثر انفتاحا وليبرالية.

وهنا نص الحوار

* لم تكن متفائلا بشأن ما بات يسمى «الربيع العربي» على عكس الكثير من الكتاب والمحللين هنا في أميركا، وأشرت لذلك في مقال موسع نشرته في مجلة «المصلحة الأميركية»؟

- هذا صحيح، ولكن لو نظرنا لأوروبا لأدركنا أن الديمقراطية استغرقت وقتا طويلا جدا لكي تترسخ. مرت مائة عام أو معظم القرن التاسع عشر حتى أصبحت العملية الانتخابية مستقرة وطبيعية، يصوت فيها الناس بطريقة حرة. يجب ألا يقع أحد تحت الوهم القائل بأنه من السهولة تأسيس نظام ديمقراطي فاعل في ليلة واحدة، خصوصا أن المنطقة لم تعرف بتاريخ ديمقراطي يساعدها في هذا التحول. تحتاج لأحزاب سياسية وقضاء مستقل وحكم القانون، وكل هذه أشياء تقريبا غير موجودة، لذا هي بحاجة لمزيد من الوقت حتى تتطور.

* تحدثت أيضا عن أهمية أن تسبق الليبرالية، الديمقراطية كنظام سياسي، قلت إن هذا ما تحتاجه الصين في العقود المقبلة. ماذا عن العالم العربي؟

- في الحقيقة إذا عدنا لأوروبا، فسنرى أنها لم تتحول لديمقراطية بسرعة، بل كان بشكل تدريجي. كانت هناك الصراعات الدينية التي لم تتوقف إلا بعد أن أدرك المتقاتلون الدينيون صعوبة الاستمرار في القتال إلى الأبد. من المهم في رأيي للصين أو العالم العربي، أن يمرا بهذه المرحلة، عليهما حتما ذلك؟ الحقيقة لا أعرف.

* حزب الإخوان المسلمين يثير الكثير من الشكوك بشأن إيمانه بشكل حقيقي بالمبادئ الديمقراطية. هناك من ينتقده لكونه يستخدمها فقط كوسيلة للوصول للسلطة. في مصر مثلا هناك مخاوف حقيقية من محاولات إخوانية لتحويلها إلى جمهورية إسلامية على غرار ما حدث في إيران؟

- في الحقيقة الإشارات المقبلة من الإخوان المسلمين في مصر غير مشجعة. لا يبدو أنهم يرغبون في مشاركة الآخرين، وإنما يطمحون للاستفراد بالقوة. على سبيل المثال عندما نتحدث عن الدستور، فمن المهم الإدراك أن وثيقة الدستور شديدة الأهمية وتختلف عن العملية الانتخابية التي يكفي أن تفوز بـ51 في المائة من نسبة الأصوات فيها لكي تصدر قرارات معينة. ولكن الدستور مختلف، لأنه يعكس تطلعات المجتمع ككل، ولهذا السبب فمن الضروري أن تأخذ في الاعتبار آراء الأقليات وتفتح باب الحوار والاستشارة والتعاون مع الآخرين. لكن يبدو أن هناك من هم داخل الإخوان المسلمين من غير المستعدين لكل هذا، وإنما يريدون فرض طريقتهم فيما يخص القضايا الأساسية في الدستور.

* قضايا مثل الحرية الفردية وحرية التعبير أو العبادة تقوم على أساس من التفكير المدني المتجاوز للانغلاق الديني أو الطائفي. ألا تعتقد بأهمية أن يكون هناك إصلاح أو تحديث ديني، يمهد للتحول إلى نمط من الحياة الديمقراطية السليمة. أتحدث الآن عن قضية أساسية طرحها عدد كبير من المفكرين العرب والمسلمين منذ أكثر من 100 عام أو ربما أكثر؟

- حسنا، يمكن أن تفسر الدين بطرق مختلفة ومتعددة. هناك التفسير المتشدد جدا للإسلام، وهو ليس الوحيد بالطبع. إذا ذهبت إلى ماليزيا أو إندونيسيا ستجد فهما مختلفا للدين الإسلامي، حتى داخل العالم العربي هناك قراءات مختلفة. المهم، كما أعتقد، هو التفكير بطريقة عملية حول هذه المسألة. مهما كان إيمان الشخص هو يعيش الآن في عالم متنوع، حيث يوجد أناس آخرون يحملون تصورا مختلفا عن الدين. لذا المطلوب هو تكوين مجتمع يقبل التعايش من دون صدامات. كما قلت سابقا، في أوروبا بزغت الأفكار الليبرالية وانتشرت بعد الصراعات الدينية المريرة، وبعد أن أصبح من المؤكد بالنسبة للقادة الدينيين والمحاربين أن الحروب عملية عبثية، ولن تفضي إلى شيء سوى القتل. لهذا كان لا بد من مجتمع متسامح يحتضن الجميع. أعتقد أن الخطورة في العالم الإسلامي تكمن في الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة. النظام الليبرالي هو القادر على استيعاب هذا التنوع الديني، الذي يمكن أن يتبع فيه الفرد تفسيره الخاص للدين، ولكنه يترك الآخرين يعيشون بسلام.

* ماذا عن سوريا. سوريا هي المشكلة الأكبر في العالم العربي وإدارة أوباما، لم تقم بأي دور حقيقي لوقفها. هناك الكثير من الانتقادات حيال الموقف الأميركي نحو هذه القضية؟

- ما يحدث في سوريا مأساة حقيقية. أعتقد أن إدارة أوباما كانت حذرة ومتوجسة بشكل مبالغ فيه بخصوص التدخل في هناك. كان على أوباما دعم دول الخليج في سعيها لإقصاء الأسد. المؤسف أنه كلما طال أمد النزاع، تزداد الأوضاع سوءا، مما سيؤدي إلى تعميق الخلافات والصراعات الداخلية حتى لو أبعد الأسد. في الحقيقة أن سوريا في وضع كهذا قد تتحول إلى دولة فاشلة، وهذا أمر خطير في منطقة الشرق الأوسط.

* ما سر تردد أوباما. هذا أمر حيّر الكثير من المحللين السياسيين خلال العامين الماضين. من الواضح أن أحدا لا يطلب تدخلا أميركيا، بل المطلوب هو فرض منطقة حظر الطيران، ودعم الجيش الحر بالسلاح؟

- أعتقد أن السبب فقط يعود للتوجس المبالغ فيه من قبل إدارة أوباما، بسبب غزو العراق وحرب أفغانستان، يعتقد أوباما أن على أميركا تجنب الدخول عسكريا في منطقة الشرق الأوسط. لكن في اعتقادي هذا خطأ، لأنه على المدى الطويل سيكون هناك تأثيرات عميقة على استقرار المنطقة، وهذا سيضر بالمصلحة الأميركية. على الولايات المتحدة أن تمارس دورها القيادي في العالم إلى حد ما، وتفي بالتوقعات الأخلاقية المنتظرة منها، ولكن هذا لا يحدث الآن في سوريا كما نرى للأسف.

* ما رأيك في الموقف الروسي والصيني بخصوص هذه القضية؟

- الروس فقط لا يريدون أن يضيعوا استثماراتهم القديمة في نظام الأسد، بالإضافة إلى موقفهم المعادي لأميركا. إذا كنت تتذكر، بوتين غضب جدا من الرئيس الروسي ميدفيديف الذي سمحت موافقته في ليبيا بتدخل قوات الناتو والإطاحة بنظام القذافي. هذه أحد الأسباب التي زاد من رغبة بوتين في العودة كرئيس وإقصاء ميدفيديف. بوتين لا يريد مرة أخرى أن يتفق مع قرارات الأمم المتحدة التي تقف معها أوروبا والولايات المتحدة، لذا يلعب في سوريا دور المعيق. أضف إلى ذلك الوجود الروسي في سوريا وحتى الاتصال على المستوى الشخصي.

* الوضع في سوريا يكشف عن قلق حول مصير النظام الدولي، الذي ساهمت أميركا في تأسيسه والمحافظة عليه بعد الحرب العالمية الثانية. يبدو أن إدارة أوباما غير مشغولة كثيرا بهذه القضية الهامة. هل نعيش في عالم ما بعد أميركا؟

- أعتقد أن جانبا من الجواب موجود في السؤال. هناك الكثير من المشكلات بحاجة للقيادة الأميركية لحلها، لأن لا أحد غيرها قادر على ذلك، ولكن من دون هذه القيادة الضرورية سنشهد عالما تعمه الفوضى. مشكلة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة هي تدخلها المفرط كما حدث في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، ونحن الآن بالاتجاه الآخر، حيث تمارس واشنطن توجسا مبالغا فيه من التدخل وإصلاح الفوضى.

* فريد زكريا كتب «عالم ما بعد أميركا». العالم الذي لم تعد فيه أميركا القائدة في ظل صعود قوى أخرى مثل الصين وروسيا والهند، وفي المقابل كتب المؤرخ روبرت كاخان «العالم الذي صنعته أميركا» الذي يشدد فيه على أهمية أن تمارس فيها أميركا دورها القيادي العالمي، الذي مارسته خلال العقود الأخيرة. إلى أي اتجاه تميل؟

- أعتقد أن الواقع سيكون بين هذين التصورين. أميركا لن تتلاشى كإحدى القوى التي تشكل العالم، وهذا في الحقيقة يعتمد على الطريقة التي تختار بها الولايات المتحدة استخدام قوتها. لكن نراقب الآن الصين، التي لا أحد يستطيع إيقاف نموها السريع، وبالتالي لا يمكن تجاهل قوتها. في وضع كهذا من المؤكد أن قوة أميركا ستضعف جزئيا.

* قارنت مرة بين مصر وليبيا، وأكدت أن فرص نجاح مصر في التحول الديمقراطي أكبر من ليبيا. أعدت ذلك إلى وجود الهوية السياسية، وكذلك قدم الدولة المصرية. لكن من يتابع الأخبار، يرى أن الأحداث اتخذت طريقا مختلفا وسوداويا بعض الشيء. ما السبب في رأيك؟

- هذا صحيح. ويبدو أن التطورات غير جيدة. ولكن مع هذا في مصر توجد دولة على عكس ما فعل القذافي، خلال أربعة عقود من تدمير كل مؤسسات الدولة. لكن الملاحظ في مصر، وهي إحدى المشكلات المعيقة، أنه لا يوجد اتفاق على الهوية السياسية. الإخوان المسلمون لديهم نسخة مختلفة لهذه الهوية، عما لدى التيارات الليبرالية.

* هناك رهان من إدارة أوباما على أن الإخوان المسلمين سيتحلون بالواقعية، ويتخلون عن فرض آيديولوجيتهم الأصولية الشمولية، في حال تم إشراكهم في العملية السياسية. لكن هذا لحد الآن لا يبدو قريبا من الصحة. في الواقع هناك تقارب أكبر بين التيار السلفي والإخواني في مصر؟

- التيارات الدينية لا يمكن لها أن تختفي أو تذهب من تلقاء نفسها. أميركا بدورها لا تستطيع معها شيئا، إلا أن تشجعها لتكون أكثر انفتاحا وليبرالية.

* تنتقد الولايات المتحدة بصورة متكررة فيما يخص انسحابها السريع من البلدان التي تتدخل فيها، من دون أن تساهم في إعادة الاستقرار لها، أو مساعدتها في بناء مؤسسات الدولة بشكل سليم ومستقر. أقول ذلك وأنا أفكر بالعراق؟

- أميركا يجب أن تحذر من التدخل في بادئ الأمر، ولكن إذا فعلت ذلك، عليها أن تبقى بشكل أطول حتى تساعد في البناء وإعادة الاستقرار. لكن فيما يخص العراق لم يكن هناك فرصة لأميركا للبقاء بحسب المفاوضات التي تمت بين الحكومتين. لم يعد هناك مجال للولايات المتحدة سوى الانسحاب سريعا.

* وماذا عن أفغانستان؟

- أفغانستان قضية مختلفة. هناك البلد بحاجة لوجود أميركي. في الواقع هناك نقاش دائر حاليا فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب كليا أم ستبقي لها حضورا عسكريا أكبر. أملي أن تبقى قوات أميركية هناك لكي تحافظ على استقرار البلد.

* بعد أحداث 11 سبتمبر، ركزت في أبحاثك على موضوع «بناء الأمم». لماذا؟

- في الحقيقة لم يكن اختيارا. بعد ذهاب أميركا للعراق وأفغانستان، شغلتني قضية الدول الفاشلة وبناء الأمم. كان لا بد من التفكير في هذه القضية مع المحاولات المتكررة لإنجاح مثل هذه الدول، ولكن هذه المحاولات لم يتحقق لها النجاح. لذا كان من الضروري بالنسبة لي التفكير في أسباب الفشل العميقة.

* في انتخابات 2008 صوتّ لأوباما، على الرغم من أنك جمهوري. أذكر أنك قلت «لا أريد أن أكافئ الجمهوريين بعد تخبطهم في العراق». في الانتخابات الأخيرة لمن ذهب صوتك؟

- صوتّ لأوباما أيضا.

* لماذا؟

- أعتقد أن الحزب الجمهوري بات يميل كثيرا نحو اليمين، واتخاذ الكثير من المواقف التي لا أجد نفسي متفقا معها. لماذا أصوت لهم إذن؟!

* كتابك «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» شهير لدى القارئ العربي، وفيه قلت إن التاريخ ينتهي عند الليبرالية الرأسمالية. لكن في كتابك الأخير «جذور النظام السياسي» تبدو الصورة أكثر تعقيدا. تقول إن قوة الدولة وحكم القانون القوي والبرلمان المسؤول، لا تأتي كلها معا. أي إن الديمقراطية الناجحة والفعالة، لا تأتي بسهولة، إذا لم تتوفر هذه العناصر.

- نعم، هذا صحيح، ولكن قد تأتي مع بعضها في سياق طويل من التطور. الحقيقة من الصعوبة أن تصل إلى هناك.

* من الصعوبة أن تصبح مثل الدنمارك، كما أشرت في كتابك؟

- نعم، هذا صحيح. المؤسسات السياسية تتطور مع الوقت، ولكن صحيح، ليس هناك طريق سهل للكثير من الدول، لكي تصبح مثل الدنمارك.

* سؤالي الأخير: لماذا أنت مقل في الحضور الإعلامي. لا نراك كثيرا على الشاشات؟

- إذا كنت قلقا على حضوري التلفزيوني، فمن المؤكد أني لن أقوم بأي أبحاث جادة.

* فرانسيس فوكوياما... في سطور

* فرانسيس فوكوياما، الذي ألف كتاب «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» (1992)، المثير للجدل في نهاية حقبة الحرب الباردة، باحث ومفكر أميركي من أصل ياباني. ويومذاك ترافق صدور هذا الكتاب، ليس فقط مع نهاية التحدي السوفياتي للغرب، بل مع صدور مؤلفات أخرى في الاتجاه نفسه بينها كتاب صامويل هنتينغتون عن «صراع الحضارات»، ومعظمها يبدو كأنه يزهو بانتصار الرأسمالية على الاشتراكية، ويبشر بعصر جديد تسود فيه الديمقراطية وتنتشر مثلها وقيمها على امتداد العالم. غير أن فوكوياما راجع نفسه بشجاعة في كتاب أصدره لاحقا بعنوان «الثقة: الفضائل الاجتماعية وبناء البحبوحة» (1995)، عدل فيه طرحه الراديكالي في «نهاية التاريخ» وأقر باستحالة فصل الحضارة والثقافة عن الاقتصاد. ثم إنه، وإن تزامنت شهرته بعد «نهاية التاريخ» مع بروز دور «المحافظين الجدد»، فإنه حرص في السنوات الأخيرة على النأي بنفسه عنهم وعن سياساتهم.

ولد يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول) 1952 في مدينة شيكاغو الأميركية، وكان جده لأبيه قد فر من اليابان هربا من الحرب الروسية - اليابانية عام 1905 وعمل في التجارة. ونشأ أبوه يوشيو فوكوياما مواطنا أميركيا، ودخل سلك الكهنوت المسيحي وغدا قسيسا، ونال شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة شيكاغو، أما زوجته (أم فرانسيس) فتنحدر من أسرة أكاديمية يابانية مرموقة.

تربى فرانسيس، وهو الابن الوحيد لوالديه في مدينة نيويورك، وتخرج في جامعة كورنيل بولاية نيويورك، حيث تخصص بالفلسفة السياسية وتعرف ببول وولفويتز السياسي والأكاديمي المحافظ البارز. وفي ما بعد، واصل دراساته العليا، فاختار أولا الآداب المقارنة في جامعة ييل. لكنه سرعان ما زهد في الآداب وتحول إلى دراسة السياسة من جديد، منتقلا إلى جامعة هارفارد، حيث نال الدكتوراه وكانت أطروحته عن التهديد السوفياتي في الشرق الأوسط.

عام 1979، التحق باحثا ومحللا بمؤسسة راند. وبين 1996 و2000، عين أستاذ كرسي للسياسة العامة في جامعة جورج مايسون بضواحي العاصمة الأميركية واشنطن. ثم عمل حتى 2010 أستاذ كرسي العلاقات الدولية في معهد نيتزه للدراسات الدولية المتقدمة التابع لجامعة جونز هوبكنز، بالعاصمة واشنطن. وهو حاليا زميل مقيم بمعهد الديمقراطية والتنمية وحكم القانون بمعهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية في جامعة ستانفورد.