ضمن الفعاليات الثقافية الموازية للدورة الـ23 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يُشارك ما يزيد على 60 خبيرا وأكاديميا من 20 دولة عربية وأجنبية، في مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة تحت شعار «تمكين المترجمين»، والذي بدأ أعماله مساء الأربعاء الماضي ويختتم يوم بعد غد الاثنين.
ينظم المؤتمر مشروع «كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويحضره ممثلون عن المؤسسات والهيئات الثقافية الكبرى في مختلف الدول العربية والأجنبية وعدد من المختصين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
ويسعى المؤتمر لتأكيد أهمية الدور الذي تلعبه الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب وبناء قدرات المترجمين الشباب ورفد الجيل الصاعد لاستكمال مسيرة نقل الثقافات والعلوم والآداب من وإلى العربية وإعداد كوادر مُدربة من المترجمين العرب في مجال الترجمة الأدبية والارتقاء بجودة الترجمة في العالم العربي وعلى وجه الخصوص في مجال الترجمة الأدبية بالإضافة إلى إلقاء الضوء على إشكاليات الترجمة الأدبية وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المترجمين الشباب والمترجمين ذوي الخبرة في هذا المجال.
خلال الافتتاح، قال جمعة القبيسي المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في الهيئة مدير معرض أبوظبي للكتاب (إن المؤتمر سيبحث سبل التشارك بتطوير مخزون الفكر الإنساني)، مضيفا أن الدورة الحالية ستكون (فضاء حقيقيا للتبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات).
ونوه بأن المؤتمر يأتي بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ23 وتكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب والإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، فضلا عن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي لمعرض نشأة متحف في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات.
ويتضمن برنامج المؤتمر عقد 4 ورش عمل متخصصة 3 للترجمة من العربية إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية ورابعة من الإنجليزية إلى العربية ويُشرف عليها مترجمون متخصصون وأكاديميون هم الدكتور محمد عصفور مدير الورشة الإنجليزية والدكتور كاظم جهاد مدير الورشة الفرنسية ومصطفى السليمان مدير الورشة الألمانية وفخري صالح مدير الورشة العربية.
وتضم اللجنة الاستشارية للمؤتمر بالإضافة للشعالي كلا من الباحث والأكاديمي الدكتور عز الدين عناية والباحث والمترجم تحسين الخطيب والناشطة الثقافية والمترجمة مروة هاشم التي شاركت في موضوع حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، حيث ركزت على ترجمة الأدب مُبيّنة تاريخ نقل الآداب العربية إلى اللغات الأجنبية وموضحة أهمية النقل الأدبي لما يحمله من مضمون ثقافي وحضاري وأهم الإنجازات وأبرز الجهود التي بُذلت في هذا الشأن منذ بدايات عصر الترجمة العربية وتعرض لحالة ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الأخرى، مشيرة إلى الأسباب المؤدية إلى ما تعيشه حركة ترجمة الآداب العربية، مقترحة طرق التغلب عليها لتحقيق دورها في نقل رسالة واضحة راقية تجسد ثقافة وحضارة العرب.
كما شارك في المؤتمر فيليب كيندي المحرر الرئيسي في مكتبة الأدب العربي الذي قدّم عرضا قصيرا عن المكتبة التي أُطلقت حديثا ويستعرض الأهداف والتحديات التي تواجه مكتبة الأدب العربي كمشروع ثنائي اللغة وتحديات ترجمة ونشر المواضيع المستعصية كالنصوص العربية الكلاسيكية ونظرة عامة على الأعمال المقبلة بما في ذلك استعادة الشعر القديم في ترجمات القرن الحادي والعشرين الإنجليزية.
ومن المتوقع أن تعقد في اليوم الأخير للمؤتمر ندوة موسّعة تستهدف حضور مختلف فئات المترجمين والأكاديميين وضيوف المعرض والإعلاميين وممثلي المؤسسات العاملة في مجال الترجمة والنشر لمناقشة واقع وإشكاليات الترجمة وتحديات نقل المنتج الثقافي العربي إلى الآخر.