الأمين العام لمركز الملك عبد الله للغة العربية: لغتنا تتنفس بشكل أقوى خارج موطنها

يرى أن أساتذتها والمختصين بها لا يملكون الثقة في قدراتهم

جانب من إحدى فعاليات مركز الملك عبد الله للغة العربية بالرياض
TT

اعتبر الدكتور عبد الله الوشمي، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربية، أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه اللغة العربية يكمن في أن المختصين بهذه اللغة يفتقدون الثقة في قدراتهم وفي أنفسهم، مشيرا إلى أن اللغة العربية تتنفس بشكل أقوى خارج البلاد العربية.

وقال الوشمي لـ«الشرق الأوسط»: «لو سردنا مشكلات اللغة العربية في محيطنا العربي، لعلي أجد أبرزها وأهمها على الإطلاق ما يمكن أن يفاجئ الجميع؛ وهو فقدان أساتذة اللغة العربية والمتخصصين فيها الثقة في أنفسهم وفي قدرتهم على توصيل الرسالة المنوطة بهم بشكل جيد». ودعا الوشمي لتعزيز التطبيقات الإلكترونية التي تعزز موقع اللغة العربية، وقال «أهم الإشكالات التي تعاني منها اللغة العربية تلك التي تتمثل في عدم وجود التطبيقات التقنية الحديثة المناسبة»، مؤكدا أن المؤسسات المعنية بهذه اللغة تقدم جهودا مميزة، لكنها تفتقد التنسيق والتحفيز والربط بينها.

وقال إن «الواقع يؤكد أن مقالا أو تطبيقا يكتبه شاب أو تحقيقا يقوم به إعلامي أو فكرة ينشرها شاب في (تويتر) تنشر وتخدم اللغة العربية على أفضل ما يكون. فعندما أطلق (هاشتاغ) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، يجد المتابع كما مهولا من الذين تفاعلوا معه وكتبوا عنه وروجوه»، منوها بأن الشيء نفسه يحدث عندما يتم إطلاق تطبيق بسيط لأحد البرامج الذكية المهمة، حيث يجد المتابع ما يذهله عن كيفية نشره وإذاعته بين الناس والاهتمام به».

مثل هذه الوسائل المتبعة، كما يضيف، هي إحدى أهم ركائز خدمة اللغة العربية، إذ ليس بالضرورة أن تكون خدمة اللغة العربية مختصرة في شكل إصدار كتاب على أهميته، لكن خدمتها تكون أكثر فعالية في تعدد التجارب ونقل التجربة المميزة من دولة إلى أخرى، وتأويل هذه التجارب والتعريف بها، مشيرا إلى أن مركز الملك عبد الله للغة العربية يجتهد في القيام بذلك من خلال البرامج ونقلها بشكل مفيد.

ويقوم «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربية» بالتنسيق والتحفيز والربط بين الجهود المتناثرة وإطلاق المشروعات، التي تخدم هذا المسار وعلى رأسها إنشاء قاعدة البيانات للمؤسسات والأفراد المعنيين، إذ إن تطبيق تعريب برنامج «الواتس أب» على سبيل المثال يغني عن 60 محاضرة، كما يقول الأمين العام للمركز.

يشار إلى أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربية أطلق مؤخرا فعاليات الملتقى التنسيقي للجامعات والمؤسسات المعنية باللغة العربية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي افتتحه وزير التعليم العالي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واستمر لمدة ثلاثة بالرياض، كما دأب على بحث المشروعات والبرامج النوعية الرائدة التي تسهم في خدمة اللغة العربية وإيجاد آليات لتنسيق الجهود وتكاملها بين الجهات الخليجية المختلفة، من خلال تنظيم الملتقيات وحلقات النقاش وإصدار مجلة «اللسانيات» وتنظيم المسابقات وكل ما من شأنه خدمة اللغة في المجالات المختلفة، والمحافظة على سلامة اللغة العربية وإيجاد البيئة الملائمة لتطويرها ونشرها والإسهام في دعمها، والعناية بتحقيق ونشر الدراسات والأبحاث والمراجع اللغوية، ووضع المصطلحات العلمية واللغوية والأدبية والعمل على توحيدها، وتكريم العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية. ويشرف على المركز وزير التعليم العالي، بينما يتولى إدارته مجلس أمناء مكون من رئيس وثمانية أعضاء غير متفرغين من ذوي الاختصاص والمهارات العلمية والتميز في مجال اللغة العربية. ويتولى مجلس الأمناء وضع السياسة العامة للمركز واعتماد اللوائح المالية والإدارية والداخلية ومشروع الميزانية وتشكيل اللجان وإقرار مشروعات استثمار أموال المركز.