مدير عام الأندية الأدبية الجديد: المثقفون صانعو ثقافة الحوار.. ولا يجوز أن يتخاصموا في المحاكم

الأمير سعود بن محمد بن عبد الله يرى أن الأندية الأدبية ينتظرها مستقبل مشرق

الأمير سعود بن محمد بن عبد الله بن مساعد مدير الأندية الأدبية
TT

يرى الأمير سعود بن محمد بن عبد الله بن مساعد آل سعود مدير عام الأندية الأدبية الجديد في السعودية، الذي تولى المنصب بعد استقالة حسين بافقيه، أن الأندية الأدبية ينتظرها مستقبل مشرق، مؤكدا سعي الوزارة لأن تستمر هذه الأندية في الحفاظ على مكانتها في المجتمع كعلامة من علامات الثقافة والإبداع والأدب، مؤملا أن تبتدع أساليب وطرقا لجذب الشباب.

وأكد الأمير سعود بن محمد حرصه على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في الأندية التي لا تزال تشهد سجالات، بغية الوصول إلى نقطة التقاء. وأما فيما يتعلق بفض نزاعات الأندية في المحاكم، فيقول الرئيس الجديد، إن «الخلاف أيا كان نوعه لا ينبغي له أن يصل إلى باحات المحاكم باعتبار أن الشريحة التي تعيش هذه الخلافات، هي نفسها صانعة لثقافة الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر». وقد نفى معرفته بحيثيات استقالة حسين بافقيه الذي استقال بعد ثلاثة أشهر من تقلده منصب مدير إدارة الأندية الأدبية. «الشرق الأوسط» أجرت الحوار التالي مع الأمير سعود بن محمد من الرياض:

* تتحمل أعباء مسؤولية إدارة الأندية الأدبية في وقت تعيش فيه سجالات حادة.. كيف تنظر إلى حجم هذه المسؤولية بالنسبة لك كمدير عام جديد لها؟

- بالتأكيد هي مسؤولية كبيرة تجاه المثقفين والأدباء، ولكن يبقى الهدف هو تكريس الجهد لتفعيل الأندية الأدبية لأداء رسالتها التي أنشئت من أجلها لأن تكون مصدر إشعاع ثقافي حضاري في المنطقة ومحيطها، وتوفير آليات الخدمة الأدبية والثقافية للمهتمين من أهالي المنطقة وشبابها. ولكن أعتقد أن ممارسة إدارة الأندية الأدبية تحتاج إلى حصافة مشحونة بالود والمحبة والتراضي والتفاهم، فنحن جميعا بجانب الأندية الأدبية نعمل تحت مظلة واحدة وهي وزارة الثقافة والإعلام وبهدف واحد.

* كيف تقرأ واقع الأندية الأدبية؟ ما أهم التحديات والمشكلات التي تعاني منها؟

- أنا أعد للقاء جامع مع رؤساء الأندية أرى أنه من ضروريات عملي لأستمع إليهم عن قرب وأحيط بمشكلاتهم وتحديات عملهم في الأندية، مع يقيني أن كل ناد له خصوصيته من حيث حجم الأعمال التي يقوم بها وطبيعتها. ولكن بشكل عام فهي متفاوتة فمنها ما لها خطط عمل وأنشطة واضحة، وهي تمثل مراكز حضارية. وعلى النقيض هناك أندية أقل حجما في الأعمال والأنشطة، وهذه نسعى لمضاعفة الجهد فيها لزيادة عجلة إنتاجها حتى تلحق بركب رصيفاتها من الأندية المشهود لها بأعمال وأنشطة كبيرة ومعروفة.

وطبعا هناك لائحة لعمل الأندية تنتظر إقرارها قريبا من قبل الوزارة لتنظيم العمل، مطروحة من قبل تسلمي المنصب، وهي تحت الإقرار وطرحت لأجل لأخذ آراء حولها قبل إقرارها بشكلها النهائي من قبل الأدباء والمثقفين. وهذا اتجاه صائب بحكم أنهم أهل الشأن ليكون لهم باع فيما يسيّر الأمور، ولكن أرى أن الأمور تسير إلى الأفضل، والاختلافات مجرد أشياء هامشية وإلى زوال.

* على ذكر الخلافات.. هناك سجالات تحدث بين الفينة والأخرى في مرحلة الانتخابات، كيف تنظرون لهذا الأمر؟

- بالطبع الانتخابات شيء جديد في عمل الأندية، وكل جديد لا بد أن يحدث حوله خلاف، وهي عكس ما كان عليه الأمر سابقا، حيث كان يتم تكوين مجلس الإدارة ورئيسه في الأندية بالتعيين وبالتزكية من قبل الوزارة، وهذه من معالجات وحسنات الانتخابات، باعتبار أن كل شيء يتم بالانتخاب من قبل الجمعية العمومية، والذي يمثل الغالبية هو من يفوز بأصوات الجمعية العمومية وهي صاحبة الحق في اختيار أعضاء إدارتها، ولذلك لا بد من قبول نتائج العملية الانتخابية، ومع تكرار دورات تشكيل المجالس وتكرار التجارب الانتخابية يصبح هناك تعود عليها وتتسع دائرة ثقافة الانتخاب وحرية الاختيار والقبول برأي الأغلبية.

* كان حسين بافقيه مدير إدارة الأندية قبل توليك هذا المنصب، غير أنه استقال بعد نحو 100 يوم من تعيينه.. في أي سياق تقرأ ذلك؟

- أنا لا أعلم خلفية أو حيثيات استقالة حسين بافقيه، ولكن بالتأكيد أن في كل عمل هناك صعوبات وليس من عمل يخلو من ذلك، فالأمر يحتاج إلى أخذ وعطاء. غير أن أهم ما لدينا في الوزارة وفي الأندية الأدبية ألا تكون هناك جهتان متقابلتان متنافرتان، إذ أننا جميعا نكمل بعضنا البعض، فإن كان للوزارة رأي غير مناسب فإنها تأخذ برأي واستشارات الأندية الأدبية. وبرأيي أن رؤساء الأندية نخبة مميزة من الأدباء والكتاب والمثقفين وهم قامات وأكفاء، وبالتالي فإن الهدف يظل هو خدمة الوطن من خلال الثقافة والأدب.

* ما الخطط الأولية التي تبدأ بها إدارة الأندية وهل تعتقد أن عهد فض النزاعات فيها من خلال المحاكم ولّى؟

- كما ذكرت، أنني انتظر أن تقرّ لائحة تنظيم عمل الأندية الأدبية من قبل الوزارة، التي ستصدر بقرار من الوزير فهي التي نبدأ بها العمل لتنظيم العمل. أما مسألة الخلافات فهي سنة الحياة ولا بد من خلاف واختلاف في وجهات النظر هنا وهناك، ولكنني سأعمل على تقريبها والوصول بها إلى نقطة التقاء. وفيما يتعلق بفض نزاعات الأندية في المحاكم؛ فأعتقد أن الخلاف أيا كان نوعه لا ينبغي له أن يصل إلى باحات المحاكم باعتبار أن الشريحة التي تختلف في أمر كهذا هي نخبة مميزة من المثقفين وأصحاب الرأي وهي صانعة لثقافة الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر ولذلك مسألة المحاكم لا تشبهها في شيء.

* حسب قراءاتك.. هل هناك نية لإعادة الانتخابات في الأندية التي حدثت فيها خلافات؟

- حسب علمي أن الانتخابات في غالبية الأندية تمت بشكل عام وهناك أندية تعمل وفق ما وصلت إليه من نتائج في انتخاباتها، ما عدا بعض الأندية التي تتراوح من 2 إلى 3 نواد. وهذه في انتظار ما تفضي إليه المحاكم، ونحن لا نتدخل في ذلك. فإذا حكمت بإعادة الانتخابات فيها، لا بد من مراعاة أن هناك استئنافا ودرجات من الحكم حتى إذا ما استقرت على الحكم الأخير يكون هو الأمر الفاصل، وفي نهاية المطاف الأمر يكون في أيدي الجهات التنفيذية.

* كيف تنظر إلى مستقبل الأندية؟

- أعتقد أن الأندية الأدبية ينتظرها مستقبل مشرق وسوف تستمر في الحفاظ على مكانتها في المجتمع كعلامة من علامات الثقافة والإبداع والأدب، وآمل أن تبتدع أساليب وطرق لجذب الشباب، حتى يكون النادي قبلة للجميع وستفيد من خدماته لمجتمع.

* بما أنك كنت مدير عام الأيام الثقافية.. ما ثمرات ونتائج هذه الأيام؟

- هذا جزء من خطط وعمل الوزارة في محاولة منها في تحريك الواقع الثقافي، وهو عمل ثقافي كبير تقدمه الوزارة في شكل كبسولة مضغوطة يشتمل على مسرحيات وفنون تشكيلية وشعبية وتراثية بجانب أجناس الأدب والثقافة الأخرى المختلفة، وهي لم تكن منافسة للأندية الأدبية ولا سعت لسحب البساط منها، وإنما كانت مكملا لها في عدد من محافظات ومناطق السعودية، وعملا مكملا لعمل جمعيات الثقافة والفنون، لأن هناك إيمانا راسخا بأن اليد الواحدة لا تصفق بطبيعة الحال.