سعدية مفرح: شعره عابق بنكهة البداوة

TT

عبرت الشاعرة الكويتية سعدية مفرح، عن رحيل سليمان الفليح بالقول: إن الراحل الفليح «غنى في صحراء الألم وحمل أحزان البدو الرحل على عاتقه الشعري طوال مسيرته الأدبية التي بدأها في الكويت منذ بداية السبعينات من القرن الماضي كاتبا صحافيا مشاكسا في جريدة (السياسة) من خلال زاويته الشهيرة (هذرولوجيا)، وبعده في عام 1979 صدر ديوانه الشعري الأول (الغناء في صحراء الألم)».

ووفق مفرح فإن سليمان الفليح أظهر من خلال تجربته الشعرية الأولى «عن روح شعرية جديدة حلقت في سماء القصيدة العربية آنذاك بسرعة ودهشة ميزت الشاعر الراحل الذي احتفى برحلة التحولات البدوية نحو المدنية والتحضر». وأضافت: «كان الفليح في دواوينه الشعرية الأولى تحديدا شاهدا مشاركا على تلك التحولات وفيها، فهو الطفل البدوي الذي نشأ يتيما في البادية وانتقل للعيش في المدينة لاحقا من دون أن يتخلى عن قيم البداوة ومعجم الصحراء، ولكنه في الوقت نفسه لم يستسلم لوطأة بعض هذه القيم والتقاليد ولم يجعل منها سدا يحول بينه وبين القيم النبيلة للمدينة أيضا».

وقالت: «بالإضافة إلى دوره في تكوين المشهد الثقافي والشعري في الكويت بشكل عام أسهم الفليح في بلورة ظاهرة الصحافة المهتمة بالشعر الشعبي في منطقة الخليج العربي وينظر له كثيرون من شعراء الثمانينات والتسعينات الشعبيين باعتباره الأب الروحي لهم، فقد ساعد الكثيرين منهم وأخذ بيدهم نحو النشر والاهتمام بالثقافة الأدبية العامة بعيدا عن محدودية الثقافة الشعبية».

ولاحظت مفرح أن سليمان الفليح «أثرى حياته بالشعر والمقالات الصحافية ذات النكهة الخاصة والعابقة بنكهة البداوة ومفرداتها، والتي ربما كان أول من اهتم بتطعيم قصيدته الفصيحة فيها بموهبة تأججت بشكل مدهش، وخصوصا في مرحلة البدايات، قبل أن تلم بها التحولات».

أما الشاعر السعودي إبراهيم الوافي فقال: «لم أعرف الشاعر سليمان الفليح إلا بمدنية بداوته.. ولا أذكر إلا حنوه على الكلام.. قرأت في سيرته المليئة بالشوك واليتم والحنين للصحراء، وعرفت أنه يخشى حتى من ظلاله أن تتلصص على الآخرين».