تشكيليون: أين دور المؤسسات الثقافية في تواصل الأجيال؟

TT

مع النمو المتزايد لحركة الفن التشكيلي، تأتي أهمية التواصل بين التجارب الفنية عبر الأجيال، ولذلك فقد تحدث تشكيليون شباب عن الحاجة لأن تنهض مؤسسات الثقافة بهذا الدور في إقامة البرامج والمعارض المشتركة ومعها ورش العمل والدورات التدريبية لكي تتاح للتجارب الجديدة الاستفادة من المبدعين في هذا المجال.

ويشير الفنان التشكيلي فهد الربيق إلى أن الفن التشكيلي في السعودية يعيش طاقة كبيرة جدا على يد المبدعين، سواء كانوا من الرواد الجادين أو الشباب، لكن هذا الفن لا يحظى برعاية المؤسسات الثقافية.

وقال البريق: «المعنيون بالثقافة لم يعطوا ما يجب للفنانين الشباب ولم يلعبوا دورهم المتكامل لتعزيز التواصل بين الأجيال».

ويضيف: «ليس هناك أداء إيجابي من قبل جمعية الثقافة والفنون لرفع قيمة العمل التشكيلي.. فغالبية الفنانين اعتمدوا على جهدهم الذاتي خارج المؤسسات الرسمية».

وأضاف: «الفن التشكيلي في السعودية يحتاج إلى دعم مادي كبير وتوفير الإمكانيات وتشجيع الفنانين الرواد في إقامة معارض سنوية ليطرحوا تجربتهم للجيل الجديد للاستفادة منها». وهو يرى أن «الفن التشكيلي في السعودية وصل إلى مرحلة غير عادية من حيث الأعمال الإبداعية، فهناك أكثر من 3 آلاف فنان وفنانة من التشكيليين والتشكيليات، يشغلون الساحة بإبداعهم بشكل متميز، ولو يجري رعاية 100 فقط منهم لوصلت رسالة الفن التشكيلي لكل أنحاء العالم بشكل أفضل مما هي عليه».

الغامدي: تواصل متأرجح

من جانبه يتحدث التشكيلي فهد الغامدي عن عملية التواصل بين الجيل الذي ينتمي إليه وجيل الرواد، موضحا أن ثمة فجوة تفصله عن التجارب التشكيلية المعروفة في السعودية.. وأن هناك تواصلا متأرجحا بين الأجيال الثقافية على الصعيد الفني.

وقال: «هناك تواصل مع بعض الرواد وليس كلهم، حيث هناك من انعزل عن الساحة وأغلق عليه الباب، وهناك من فتح داره ومرسمه وفكره ووقته لاستقبال المبدعين من الشباب والبراعم من الجنسين، فمثلا طه الصبان وعبد الله حماد، على سبيل المثال لا الحصر، موجودون في الساحة ومتواصلون مع الشباب ومع المعارض، ومناسبات الافتتاحات بشكل مستمر».

أما فيما يتعلق بالعلاقة الرسمية بين المؤسسات والفنانين التشكيليين، فأوضح أن علاقة وزارة الثقافة والإعلام بالمبدعين التشكيليين لا تتجاوز علاقة برامج ومسابقات ومشاركات دولية وندوات ومحاضرات. وهو يعتقد أن المؤسسات الرسمية «لا تستطيع أن تقدم أكثر من ذلك»، مضيفا: «كل الذي تقدمه هذه المؤسسات هو توفير الفرصة للمشاركات باللوحات في عدد من البرامج والمسابقات».

بوب: التواصل موجود ولكن!

أما التشكيلي الشاب عبد العزيز بوب، فيرى أن المعارض يمكنها أن تحقق التواصل بين التجارب الفنية، وليس المؤسسات أو غيرها. وفيما يتعلق بمساهمة المؤسسات الثقافية، لا يرى أن لها دورا واضحا في هذا السياق.

وشدد على ضرورة أن تنتهج هذه المؤسسات المعنية بالفن التشكيلي، خططا جديدة ومستحدثة ترتقي بالعلاقات بين الأجيال وتخدم الفن في الوقت نفسه.

وهو يرى أن غالبية التشكيليين استطاعوا أن يحققوا ذاتهم خارج هذه المؤسسات، رغم أنهم لا يزالون في حاجة ماسة لمساعدة ودعم المؤسسات الرسمية، معنويا وماديا.