احتفالية في الأحساء بـ«يوم القصة العالمي»

تستحضر تاريخ السرد السعودي وتكرم محمد الشقحا

عبد الحفيظ الشمري - خالد اليوسف
TT

صادف يوم أمس الجمعة: «يوم القصة العالمي»، وبهذه المناسبة نظم نادي الأحساء الأدبي مساء الأربعاء الماضي أمسية عن القصة القصيرة في السعودية، استعرض فيها المشاركون تاريخ نشأتها، وريادة كتابها. وكرمت الأمسية القاص محمد الشقحا باعتباره واحدا من جيل الرواد في كتابة القصة القصيرة في السعودية. وشاركت في الأمسية مجموعة من المتخصصين في مجال القصة في الأدب السعودي وهم: محمد الشقحا، أبرز رواد القصة القصيرة، والباحث والروائي خالد اليوسف، والروائي عبد الحفيظ الشمري، والروائي عبد العزيز الصقعبي. وأدار الندوة القاص محمد المزيني.

الشمري: في البدء كانت القصة

بداية تحدث الروائي عبد الحفيظ الشمري عن عالمية القصة القصيرة بقوله: «نحن نتحدث عن نوع أدبي ولد حتى قبل الشعر، منذ قصص هابيل وقابيل أو لربما قبلهما بكثير، فكل الديانات والكتب السماوية تزخر بالقصة القصيرة وهذا ما يؤكد عالميتها والاحتفاء بها».

لكن الشمري عد النقد «واحدا من معضلات القصة القصيرة» إذ إنه «لم يلعب أي دور في تطورها»، و«ليس له أي دور في نجاحها أو تميزها».

ثم تناول الشمري في جانب من ورقته تجربة محمد منصور الشقحا باعتباره «واحدا من جيل الرواد في كتابة القصة القصيرة في السعودية».

يقول: «شخصيات الشقحا في العمل القصصي مجردة، أي ليست ملتوية واضحة وضوحا كبيرا، ولا تحمل أي دلالات أو أبعاد وهذا ما يميز جيل الرواد وهو منهم».

اليوسف: في أوج مجدها

أما القاص والباحث خالد اليوسف فيقول: «فيما يتعلق بواقع القصة القصيرة في السعودية من حيث الكم والكيف؛ فهي في أوج مجدها ومكانتها ونجاحها وتميزها، وهي في تصاعد فني ينافس مثيلاتها العربية، في شقيها: القصة القصيرة والقصيرة جدا».

فنيا، يعتقد اليوسف أن القصة القصيرة تختلف عن الشعر والرواية، في أشياء كثيرة، (فهي تحافظ على استقلاليتها وكينونتها، في جملتها وزمكانيتها، وفي كثافة اللغة والصياغة البنائية، وفي الصور والإيحاءات، في المساحة العامة للكتابة، وخصوصا بعد الانفتاح الروائي على الفنون والآداب والمعارف العامة).

وأما فيما يتعلق بأثر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة على القصة القصيرة، فقال: (من تجربتي في الـ«فيس بوك» أجد أن وسائل التواصل الاجتماعي قدمت خدمة كبيرة للقصة القصيرة والقصيرة جدا. وأرى أن الشباب أثروا التجربة القصصية المحلية، كحال كاتبة كزكية نجم مثلا).

وعن موقع القصة القصيرة في السعودية فعبر عن اعتقاده بأن «صدور مجموعتين قصصيتين شهريا مؤشر إيجابي. أما من حيث الكم، فإن عدد الكتاب المسجلين للقصة القصيرة يبلغ 300 قاص ولكن العدد الكلي بما فيها غير المسجل ولم يصدر له مجموعات قصصية يزيد عن الـ500».

وبين اليوسف في محاضرته بنادي الأحساء أن تجربة القصة السعودية تبلغ 7 عقود، إذ صدرت لأحمد عبد الغفور عطار أول مجموعة قصصية عام 1945.

وبالنسبة لشخصية محمد الشقحا الذي خصه نادي الأحساء الأدبي باحتفالية هذا العام، يقول اليوسف: الشقحا بالنسبة لي هو محور القصة القصيرة جدا، حيث كتب القصة القصيرة ثم بدأ يكتب القصة القصيرة جدا حيث لديه كثافة إنتاج كبيرة جدا وضمن مجموعات قصص ثم بدأ يخرجها كمجموعات فهو لديه مجموعتان خاصة بالقصة القصيرة جدا.

ونوه بأن اللغة التي استخدمها الشقحا في قصصه، انتقائية أحيانا يفرضها الحدث أحيانا تكون لغة شعرية وأحيانا لغة حوارية وبالتالي النص يفرض نوع اللغة التي يكتب بها، فهو لا يستقر على لغة قاموسية ثابتة، مع تركيزه على العلاقات الإنسانية في الأحداث الاجتماعية.

الصقعبي: أين النقاد؟

القاص والكاتب عبد العزيز الصقعبي شدد على أهمية التكوين الثقافي الذي يمثل الذخيرة التي تثري التجربة القصصية، وقال: «الأساس من كتابة النص القصصي أن يكون متشبعا بالثقافة والانتماء لأن النص القصصي لديه علاقة حميمة مع كاتبه». وشدد الصقعبي على أهمية وإنسانية وعمق القصة القصيرة، مؤكدا أنها أدب راق يستحق الاحتفاء به.

ويرى الصقعبي أن غالبية المنتج الشبابي اليوم عبارة عن نصوص قصصية غير حقيقية، فهي (مجرد خواطر ومقولات لا تحمل فكرة ولا مضمونا)، مشيرا إلى أن (قلة من الشباب والكتاب الجدد، الذين يجيدون في كتابتهم ويحملونها رسالة ذات بعد إنساني أو اجتماعي أو سياسي).

ويحمّل الصقعبي النقاد انتشار ما يعد (هذا الغث من النصوص المجازية)، مؤكدا أن هناك غيابا تاما للنقد، (فلا يوجد لدينا نقد مواكب للإنتاج ليس فقط في فن القصة القصيرة بل في كل أجناس الأدب).