معرض الرياض للكتاب يسجل ارتفاعا في الحضور والمبيعات

رغم انتقادات لدور الرقيب ومنع بيع بعض الإصدارات

من المعرض
TT

اختتمت، أمس (الجمعة)، فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، مسجلا حضورا يناهز مليوني زائر، وتوقعات بأن تحصد دور النشر زيادة لا تقل عن 30 في المائة من حجم المبيعات قياسا بالعام الماضي، وهو عام زاهر في صناعة النشر.

وفي هذا السياق، قال عبد الله الكناني مساعد مدير معرض الرياض الدولي للكتاب لـ«الشرق الأوسط»: «سمعت بعض العارضين من دور النشر يتحدثون عن أن مبيعاتهم في يوم واحد بالمعرض تعادل حجم مبيعاتهم في كل أيام المعارض التي شاركوا فيها خارج السعودية، مما يؤكد تصاعد القوى الشرائية لدى السعوديين من الجنسين، وبمختلف الأعمار».

لكن المعرض لم يمر دون إثارة. فقد امتعض البعض مما عدوه ممارسة نوع من الرقابة، ومنع بعض الكتب، وتردد أن بعض دور النشر المشاركة عبّرت عن تذمرها بسبب ذلك، لكن الكناني يرد على ذلك بالقول: «إن أمر الرقابة تتولاه إدارة المطبوعات، وهي تستقبل أي شكاوى من أي نوع وتبت فيها حالا»، مشيرا إلى أنه لم يلاحظ مشكلة من هذا النوع.

وعلى خلاف شكوى البعض من الرقابة، قال أيضا فادي المقنزح، صاحب ورئيس دار «يونيفرسال للنشر والتوزيع» في لبنان والإمارات العربية، وعضو اتحاد الناشرين الإماراتيين والدوليين، أن هناك بعض الكتب التي كانت ممنوعة في السابق وجدت هذا العام طريقها للمعرض دون مصادرة من الجهات الرقابية.

ورأى المقنزح أن معرض الرياض من أهم المعارض في العالم العربي من حيث المشاركة والحضور لدى الجمهور، والقوة الشرائية لدى الزائر السعودي التي تفوق مثيلاتها خارج المملكة. ويلاحظ أيضا أن «القوى الشرائية لدى النساء أكبر من الرجال».

أما الناقد الدكتور معجب العدواني، فقال: «زرت المعرض مرات كثيرة وبشكل عام، فالمعرض جيد، وهناك إقبال كثيف من الزوار وحركة دؤوبة مبشرة، غير أن أكثر ما أزعجني مسألة الرقيب والرقابة من البعض، إذ لاحظت أن هناك تذمّرا من بعض أصحاب ومديري دور نشر من خارج السعودية، من هذه المضايقات، ومنع بيع بعض الكتب التي تشارك بها».

ويرى العدواني أنه فيما عدا ذلك فالمعرض قدم خدمة كبيرة للزوار وحقق نجاحات مشهودة ومرئية، بوصفه من أهم المعارض على مستوى المنطقة العربية، وأضاف: «غير أن الفعاليات الثقافية المصاحبة على قدر ما فيها من مواد ثقافية وفكرية دسمة وشارك في حضورها عدد كبير، فإنها لم تكن بمستوى ما كانت عليه قبل عامين».

مفاجأة المعرض هذا العام كانت الدور المصرية، التي جاءت للمعرض بعدد كبير من مخزون الكتب المتراكم لديها عبر سنوات ماضية لتبيعه بسعر خيالي. ولاحظ الزوار أن كثيرا من الدور المصرية لم تكتف بالكتب القديمة فقط، بل وبالغت كثيرا في الأسعار، وهذه المبالغة تشترك معها بعض الدور اللبنانية أيضا، التي لم تلتزم بالأسعار التي قدمتها لإدارة المعرض.