المعجل يسجل سرده عن حياة فيينا اليومية

بعد عمله خمس سنوات مع منظمة «أوبك» في النمسا

TT

للمرة الثالثة يعود الكاتب السعودي نبيل المعجل بـ«حبكة كتابية» تجمع بين الرشاقة في الأسلوب وسلاسة الفكرة، والاقتراب من أدب السفر والرحلات، مع تدوين للتجارب وتسجيل للانطباعات الشخصية.

ويمكن أن نقول إن هذا الكتاب الذي حمل اسم «النمس في النمسا»، قد يصلح أن يكون دليلا للمسافر العربي للنمسا، على الرغم من أن المؤلف لا يعده كذلك، فهو لا يكتفي بالحديث عن «فيينا كما عرفتها وعشتها» والتعريف بعادات الشعب النمساوي، وإنما يشمل أيضا التعريف بالمقاهي الراقية والأرستقراطية في فيينا ووصف أمكنتها وتواريخها، والمشروبات والأطباق التي تشتهر بها، كما يتناول في فصلين متتابعين رحلاته هناك من غابات النمسا صيفا إلى جبالها شتاء في وصف يتسم بالتلقائية والسرد الجميل.

استخدم المعجل في كتابه «النمس في النمسا»، الصادر عن دار «مدارك» للنشر، أسلوبا ولغة سهلتين تشبه إلى حد كبير طريقته في كتابيه السابقين «بيل ونبيل»، و«يا زيني ساكت»، الفارق الوحيد هنا أن مساحة السخرية والكوميديا أقل قليلا، وهذا متوقع لهذا النوع من الكتب.

يقول المعجل عن كتابه هذا إنه لا يمثل بالنسبة إليه «دليلا سياحيا ولا مذكرات ولا أدب رحلات»، لكنه «يقدم ما استطاع جمعه من مشاهد لسرد واقعي ربما يجد فيها القارئ بعض المتعة والفائدة».

واستفاد نبيل المعجل في كتابه الجديد من عمله لخمس سنوات مع منظمة «أوبك» منتدبا من قبل وزارة البترول السعودية. و«النّمس» (بفتح النون والميم) تعني في بعض معاجم اللغة العربية الهمس الخفيف، ولها معان أخرى مثل كتم السر وفساد الدهن، وإن قرأتها - خطأ - بكسر النون وتسكين الميم فهي لفصيلة من الثدييات!

يبدأ الكتاب بالحديث عن معضلة القراءة في العالم العربي، حيث يقول «لدينا إشكالية تاريخية في التدوين نستبدل بها ثقافة القيل والقال سابقا ووسائل التواصل الاجتماعي حاليا، تضيع معها القصص الأصلية ما بين إضافة ونقصان وبلا عودة، ربما يكون تدني نسبة القراءة عند (أمة اقرأ) سببا رئيسا، حيث إن من لا يقرأ لا يهتم بالتدوين ظنا منه أن بقية العالم مثله لا يقرأ!».

ويختتم المؤلف كتابه الجديد بحكاية تحمل عنوان «من يهاجر معي؟»، وفي هذه الحكاية استخدم برنامج التواصل «تويتر» عندما أرسل استفتاء لمتابعيه من الجمهور العربي لسؤالهم عمن يريد الهجرة خارج بلاده، وقام بعدها بسرد نتائج الاستفتاء، وختمها بحديث مع طبيب سوري - نمساوي هاجر إلى النمسا قبل 30 سنة على أمل العودة يوما ما إلى وطنه، ولكنه لم يعد!