القرشي: النقد ليس مجرد مبشر بأعمال إبداعية

دافع عن دور النقاد في المشهد الثقافي السعودي

الدكتور عالي القرشي (وسط) مترئسا الجلسة الثانية للملتقى
TT

على هامش حضوره ومشاركته في الملتقى الخامس للنقد الأدبي، التقينا الناقد الدكتور عالي سرحان القرشي، الذي دافع عن النقاد المتهمين بعدم مواكبة النتاج الأدبي السعودي، الذي عرف ازدهار واضحا في السنوات الأخيرة، كما ونوعا. هنا نص الحوار:

* كيف ترى واقع النقد اليوم في الساحة الثقافية السعودية؟

- أنظر إلى واقع النقد الأدبي الآن في السعودية على أنه في وضع جيد ومتابعة، بغض النظر عن الأصوات التي تعلو بأنه بعيد الفاعلية، أو أن غياب النقد عن مواكبة حركة الإبداع، فهناك إصدارات نقدية تتابع وهناك ملتقيات مخصصة للنقد الأدبي وتطرح فيها أوراق وتجرى فيها حوارات، وهذه الأمور بمثابة مؤشر على أن هناك مساحة اشتغال جيدة للنقد الأدبي.

* لكن هناك سيل من الاتهامات تكال للنقاد بعدم فاعلية حضورهم..

- هذا مدخل لسجال وجدال لا ينتهي بنتيجة مهمة، وخلاصة الأمر أن النقد الأدبي لدينا يتابع ويواكب تدفق الإصدارات الإبداعية على الساحة الأدبية والثقافية بشكل مقبول، ولكن من وجهة النظر النقدية وليست من وجهة نظر أن يكون مجرد راصد أو مبشر بأعمال إبداعية وإلى ما ذلك.

* هل هذا يعني أن النقاد انتقائيون؟

- كما يختار المبدع ميدانه الذي يكون منطلقا لإبداعه، فالناقد أيضا له خياراته في ميدانه الذي يشتغل عليه من الأعمال الإبداعية، وإذا حاولنا الحديث في هذا المجال لما توصلنا إلى نتيجة أيضا، وذلك لأن البعض يعتقد ضرورة تناول أي كتابة أو قصة أو قصيدة بشيء من النقد على الفور، غير أن المسألة تحتاج لوقت لاختيار ما يستحق فعلا الجهد النقدي لتكون له الأولوية، فالانتقائية لا تقوم إلا في هذا السياق، أما غير ذلك ما هو إلا انطباع أو اتهام لا يستند إلى دليل.

* هل تذكر لنا بعض نماذج لأعمال نقدية جديدة واكبت الحراك الثقافي؟

- خلال الأعوام الماضية صدر كتاب الدكتور معجب الزهراني الذي جاء بعنوان «مقاربات حوارية» فاز به بجائزة النادي الأدبي بالرياض العام الماضي، وكذلك كتابي تحت عنوان «تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية» الذي فاز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام في معرض الكتاب لهذا العام.

* ما أبرز الاشتغالات التي تناولها كتابك «تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية»؟

- الكتاب دخل إلى الميدان الروائي وحاول أن ينظر ويتتبع التحولات والتغيرات التي طرأت على البناء الروائي وأيضا تطرق إلى التحولات التي طرأت في عالم السرد، بجانب تسليطه الضوء على جماليات السرد الروائي، وأيضا حاول الاهتمام باشتغالات الرواية وعوالمها وتفاعلها وتحولاتها في محيط الحراك الاجتماعي، ومن ثم مرده وأثره في عالم السرد الروائي وكيف ارتد ذلك على الروائي من حيث الأبنية المتغيرة والأبنية المتحولة، بالإضافة إلى الأبنية المتجاورة داخل العمل الروائي.

* كيف رأيت ملتقى النقد الأدبي الخامس؟

- فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية التي انطلقت تحت عنوان «الحركة النقدية السعودية حول الرواية»، تشير إلى طبيعة الملتقى وتخصصه الذي عني به، وهو السرد، وتدل على أهميته. لقد قدمت أوراق وأبحاث على قدر كبير من المهنية والدقة المعلوماتية في هذا المجال، ولكن بطبيعة الحال فإن هذه المسألة لا تطوق بوجهة نظر عابرة، غير أن هذه الأوراق والأبحاث من خلال تفاعلاتها وحواراتها من شأنها أن تحدث تطورا كبيرا في عوالم النقد ومساراته المختلفة، كما تبني جسرا للتواصل بين النقد والإبداع يعود بالنفع لمصلحة الساحة الثقافية والأدبية.