دار الشروق تعيد إصدار روايتين لخيري شلبي

غلاف «السنيورة» - غلاف «بغلة العرش»
TT

تصدر دار الشروق بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير (كانون الثاني) المقبل، طبعات جديدة من رواية «بغلة العرش»، لرائد الواقعية السحرية، الروائي المصري الراحل خيري شلبي. وهي الرواية التي نشرت طبعتها الأولى عام 1995، بأجوائها الأسطورية، والتي قال الروائي، إنها مستوحاة من قصة كانت تحكيها له أمه، كلما سألها لماذا هم فقراء، على الرغم من أصلهم العريق، وآخرون أثرياء مع أنهم من أصل وضيع؟ وكانت القصة أو الأسطورة تفتن خياله وهو طفل، وظلت تفتنه وهو كبير.

تدور أحداث الرواية في بلدة بني سالم في أواسط السبعينات، وتحديدا كل ليلة قدر. ينتظر أهل البلدة مجيء بغلة العرش، محملة بالذهب والمال الكثير، لتختار الموعود منهم وتثريه ثراء مفاجئا. وسرعان ما يتضح لاحقا، أن بغلة العرش تأتي وهي تئن، ومعها رأس قتيل، وعلى من يقبل المال أن يقبل دفن رأس القتيل في بيته أيضا. بين شهوة المال وثمن قبوله ترتبك الحسابات، وتختلف الآراء. ويظهر ذلك من خلال شخصيات الرواية وحكاياتهم التي يروونها لنا كشهود على هذا العصر.

كما تعيد دار الشروق إصدار رواية أخرى لشلبي اسمها «السنيورة»، صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويقدم فيها شلبي، عالم التراحيل كما لم يقدمه أحد. ومن أجوائها: «قبل أن تطلع الشمس تمتلئ شوارع البلد كلها بخلق الله من كل لون، رجال ونساء وصبيان وبنات وعجائز كلهم ذاهبون إلى (ملم الأنفار)، حيث يجتمع عمال اليومية، ليبدأ المقاول اختيار من يصلح منهم أو من يرضى عنه للعمل، بعد أن يسمعهم الشتائم، وربما يلسع كرباجه من يحيد عن الصف أو يتكلم ساعة الفرز».

تجسد الرواية عالما مليئا بالقسوة والخطورة، لكنها، مثل كتابات شلبي، لا تخلو من مواقف إنسانية، ولحظات سعادة تبرق وسط آلام الأحلام الضائعة لشباب القرية.