احتفاء سعودي ـ بولندي بذكرى أول زيارة للملك فيصل لوارسو قبل 70 سنة

TT

احتفلت الحكومتان السعودية والبولندية في كل من الرياض ووارسو اخيراً بذكرى الزيارة التاريخية الأولى التي قام بها الملك (الأمير يومذاك) فيصل بن عبد العزيز (رحمه الله) لبولندا يوم 23 مايو (أيار) عام 1923، وما تمخضت عنه من نتائج ايجابية على كل الأصعدة، اذ انها شكلت مفصلاً شهد فتح قنوات الاتصال والعلاقات بين الجانبين.

وقال السفير البولندي في الرياض كريشتوف بلومنيكس، لـ«الشرق الأوسط» ان هذه الاحتفالات تقام لأول مرة «لأهمية هذه الزيارة التاريخية في وقتها حين ابدى الملك فيصل اهتماماً بالموقف البولندي من قضايا وأوضاع الشرق الأوسط». وبّين السفير أن هذه الذكرى ساعدت مجموعة من الخبراء والمتخصصين في الجانبين على الاهتمام بأبعاد هذه الزيارة ودورها في تاريخ العلاقات الثنائية، مضيفاً «الجميع يدركون ويستفيدون اليوم بعد مرور 70 سنة على الزيارة من معرفة أفضل لتاريخ العلاقات السعودية ـ البولندية في التعاون المعاصر».

من ناحية ثانية، اشار السفير بلومنيكس الى ان السفير السعودي في وارسو اسامة أحمد السنوسي والبروفسور كابشيسكي، الاستاذ في جامعة وارسو اكتشفا وجود ما يقرب من 20 صورة فوتوغرافية في الارشيف كان يظن انها فقدت او تلفت خلال الحرب والتدمير الذي تعرضت له وارسو. وتابع السفير البولندي في الرياض ان زيارة الملك فيصل «خرجت، في وقتها، باتفاق على تزويد الجيش السعودي بمعدات وأسلحة بولندية خاصة البنادق والرشاشات، كما نوقشت خلالها امكانية تزويد السعودية بطائرات بولندية قتالية، إلا أن هذه الصفقة لم تعقد بسبب نشوب الحرب لاحقاً».

من جانب آخر، نظمت السفارة البولندية في الرياض بالتعاون مع «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية» يوم الثلاثاء الفائت ندوة علمية ومعرضاً للصور عن العلاقات السعودية ـ البولندية بمناسبة مرور 70 سنة على الزيارة.

وشارك في الندوة المنظمة برعاية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وافتتحها نيابة عنه الدكتور نزار عبيد مدني، مساعد وزارة الخارجية، نخبة من المحاضرين المتخصصين من البلدين هم من الجانب السعودي الدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي عضو مجلس الشورى عن أثر الرحلات الدولية المبكرة للملك فيصل في سياسته الخارجية، والدكتور صالح بن محمد الخثلان استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض الذي اختار المحاضرة عن علاقات المملكة مع دول وسط وشرق أوروبا.

أما عن الجانب البولندي فسيشارك كل من البروفيسور جيري زدانوفسكي مدير مركز البحوث للبلدان غير الاوروبية في اكاديمية العلوم البولندية بورقة عمل تتناول آثار زيارة الملك فيصل على العلاقات الثنائية بين البلدين، والبروفيسور يانوش دانيسكي رئيس قسم الدراسات العربية والاسلامية في معهد الاستشراق بجامعة وارسو حول العلاقات التاريخية البولندية ـ العربية.

وكانت ندوة مماثلة قد نظمت أخيراً في جامعة وارسو برعاية وزير الخارجية البولندي، حضرها من الجانب السعودي الامير تركي الفيصل، رئيس مجلس ادارة «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية» وشارك فيها نحو 200 من الدبلوماسيين والساسة والمفكرين والصحافيين بالاضافة الى البعثة التجارية السعودية التي زارت بولندا خلال الفترة ذاتها.

=