بعثة أثرية فرنسية وأخرى مصرية تكتشفان قصرا أثريا في قلعة شمال سيناء ومخازن للخمور

TT

تتأهب بعثة جامعة باريس ـ السربون، الفرنسية وبعثة المجلس الأعلى للآثار المصرية بمنطقة تل الحير ـ شمال سيناء (27 كيلومتراً شرق قناة السويس) لاستكمال أعمال الحفائر والتنظيف لموقع القلعة التي سبق اكتشافها هناك وتعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد مع اجراء عدة دراسات لقطع الفخار والقطع الأثرية الأخرى المكتشفة في المواسم السابقة واجراء عمليات تصوير وترميم لها.

وكانت اللجنة الدائمة للآثار المصرية قد عقدت اجتماعها يوم الأربعاء الماضي برئاسة الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار من أجل استكمال العمل بالقلعة الذي بدأته البعثة في العام الماضي باجراء عمليات تنظيف في الجزء الجنوبي الشرقي من القلعة. وتبين أنها منطقة مخازن مشيدة من الطوب اللبن ولها جدران سميكة تبلغ متراً، وتم الكشف في أحد هذه المخازن على ست عشرة آنية فخارية كانت مخصصة لحفظ النبيذ والزيوت.

وقال الدكتور زاهي عقب الاجتماع إنه أمكن الكشف في الطريق الممتد من الشرق إلى الغرب والمتقاطع مع منطقة المخازن عن مبني آخر لم تحدد بعد وظيفته حيث غطي بطبقات من الطوب الاسطواني الشكل يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وكشف في الطبقات السفلى من هذا الطريق عن درجات سلم تؤدي الى الجزء العلوي من المخازن بواسطة أعتاب دائرية.

وذكر صبري عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية أن البعثة كشفت الى الغرب من منطقة المخازن عن كتلة شبه دائرية من الطوب اللبن رممت عدة مرات على فترات متباعدة وتمثل عنصراً معمارياً مهماً في السياق المعماري العام للقلعة وقد تكون أحد جناحي بوابة لها شكل جديد غير معهود في القرن الخامس قبل الميلاد.

أما الدكتور محمد عبد السميع مدير عام آثار سيناء، فقد أوضح أنه كشف بين هذه الكتلة والجدار الغربي للمخازن عن قاعتين متصلتين تشكلان جزءاً تنظيمياً من آنية فخارية كبيرة تأخذ شكلاً اسطوانياً ورقبة مزخرفة من أصل فينيقي. كما اكتشفت البعثة جراراً من أصل سوري وقبرصي، وعن عدد من كسرات الفخار الرفيعة ترجع لأوائل القرن الخامس قبل الميلاد وهي ذات قاع أبيض مزخرف بزخارف على شكل زهور ملونة باللونين الأسود والأحمر.

وصرح الأثري مجدي الغندور مدير عام اللجنة الدائمة والبعثات بأن اجراء الحفائر في المستوى الأعلى وهو الأحدث من تاريخ القلعة كشف عن مبنى ضخم قد يكون قصراً سكنياً تبلغ مساحته 126 متراً مربعاً ويتكون من ست قاعات تفصل بينها جدران سميكة يصل سمكها ما بين 80 سم و100 سم، وكشف بجواره على ورشة لصناعة الأدوات البرونزية تضم أفراناً للصهر وقاعات للتصنيع في حين أفادت دومينيك فالبيل رئيسة البعثة الفرنسية بأن الأعمال التي أنجزت في غرب القلعة أسفرت عن مجموعة مهمة من كسرات الفخار تعود الى أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، منها ما هو مصري مصنوع من طمي النيل وطليت جدرانها باللون الأحمر وآنيتين تأخذان شكل «الاله بس» الاله المصري القديم الذي يرمز للمرح بجسم بيضاوي ينتهي برقبة ضيقة. كما عثرت البعثة على آنية فخارية أخرى من أصل سوري أو قبرصي غلفت وأعدت بعناية لنقل زيت الزيتون.

وأشارت الى أن التنوع في أشكال وأصل المواد والأدوات المكتشفة يعطي مؤشراً على استمرار النشاط الاقتصادي والتجاري الكبير بين مصر والعالم الخارجي الذي كان سائداً منذ بداية العصور التاريخية في مصر عام 3200 قبل الميلاد وخلال العصور الفرعونية المتعاقبة عبر سيناء.