مكتشفات أثرية جديدة في بادية تدمر بينها لقى أثرية في قصر الحير الشرقي وموقع الكوم

TT

تمكنت بعثات اثرية تعمل في بادية تدمر بسورية من الوصول الى عدة مكتشفات اثرية في مواقع اثرية مهمة في هذه البادية الشاسعة، كان ابرزها المكتشفات في قصر الحير الشرقي وفي مواقع الكوم وام تليل والكدير وغيرها. ويذكر الباحث الاثري خالد اسعد مدير آثار ومتاحف تدمر لـ «الشرق الأوسط» ان الاعمال في قصر الحير الشرقي تركزت على الرفع المساحي والهندسي والاثري للمواقع الاموية واجراء تنقيبات في الجامع الاموي الواقع في القصر وانشاء سبر في وسط القصر الصغير من اجل وضع الدراسات المطلوبة من خلال كشف اللقى الفخارية والخزفية والعناصر المعمارية. ولقد اكتشفت البعثة الاثرية العاملة في القصر صحونا من الخزف الرقاوي ومقتنيات عديدة اخرى. والقصر الذي يقع الى الشمال الشرقي من تدمر ويبعد غربا 110 كيلومترات شيده الخليفة هشام بن عبد الملك حوالي عام 110 هـ. ويتألف بناء القصر من قسمين، القصر الصغير والقصر الكبير وتفصل بينهما مسافة 42 مترا والقصر الصغير مربع الشكل طول ضلعه 70 متر والكبير طول ضلعه 170 مترا. في موقع ام تليل تابعت البعثة السورية الفرنسية المشتركة اعمال التنقيب ضمن السطح الجنوبي للتل الاثري اضافة لانشاء سبر من اجل دراسة العلاقة بين ما يسمى الحوض الصغير والكبير، وقد امكن استخراج العديد من الادوات الصوانية والعظام الحيوانية التي حفظت في دار البعثة بمنطقة الكوم لكي تدرس من اجل معرفة دقة وطبيعة هذا الموقع والاسلوب المعيشي وموارد الحياة المتبعة من قبل سكان الموقع.

اما البعثة الاثرية السويسرية ـ السورية التي عملت في موقع الندوية ـ بئر الهمّل في حوضة الكوم فقد عملت على متابعة التوضع الطبقي للسويات الفلوازية الموستيرية، اضافة للتنقيب في الطبقات السكنية وكشفها ودراستها والعثور على بعض الادوات التي كان يستخدمها انسان ذلك العصر.

وفي موقع الكدير الذي يقع الى الشرق من ام تليل عملت بعثة سورية ـ فرنسية مشتركة ضمن الطبقات المكتشفة في المواسم السابقة، كما قامت بتوسيع اعمال التنقيب لتشمل اجزاء جديدة وكشف طبقاتها واستخراجها وبما تحويه من ادوات صوانية وعظام وارشفتها.

اما بعثة المسح الاثري الهندسي السورية ـ السويسرية فقد قامت بالرفع الهندسي والطبوغرافي والاثري للمواقع والآثار الاموية المنتشرة في بادية تدمر، حيث اجرت مخططات اولية لهذه المواقع، خاصة الخانات التي كانت على الطرقات التجارية وقصري الحير الغربي والشرقي.

في موقع الندوية اكتشفت البعثة السورية ـ السويسرية طبقة سكنية جديدة يعود تاريخها الى 350 ألف سنة ماضية، حيث عثرت على انواع نادرة من الفؤوس والشظايا الصوانية ذات اشكال جديدة تظهر لاول مرة في سورية، مما يدل على الثقافة الآشولية المتنوعة والغنية المتواصلة مع بعضها بعضا، ويعتبر موقع الندوية مرجعا للعصر الحجري القديم ويمتاز بوجود سبع مراحل هيئات آشولية لم يتم التوصل لمثيلاتها في العالم حتى الآن.

اما البعثة الاثرية الفرنسية في موقع الكدير في بادية تدمر فكشفت عن وجود دلائل تشير الى ابجديات الزراعة في العالم كانت في هذا الموقع الغني جدا بمكتشفاته الاثرية. وما يميز هذا الموقع وحوضة الكوم هو استمرار السكنى وعدم وجود فراغات في المراحل التاريخية والتسلسل الزمني. كما كشفت الدراسات عدم وجود تبدلات او تغيرات كبيرة في اللقى الاثرية وهي محفوظة بشكل دائم، حيث تعود المنطقة الى عدة عصور مختلفة.