الكويت تعد لإصدار طوابع جديدة بذكرى الاستقلال والتحرير

القضية الفلسطينية كانت حاضرة في المناسبات قبل اغسطس 1990

TT

يعد المسؤولون عن اصدار الطوابع البريدية في الكويت لاصدار مجموعة طوابع جديدة بمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال والتحرير يومي 25 و26 فبراير (شباط) من كل سنة. وقد طرحت وزارة المواصلات الكويتية، وهي الجهة المسؤولة عن البريد، مناقصة لتصميم مجموعة طوابع بريدية تعكس اهمية هاتين المناسبتين اللتين تتزامنان مع احتفالات مدينة الكويت باختيارها «عاصمة للثقافة العربية لعام 2001»، خصوصا ان الطوابع البريدية تلعب دور الشاهد والمسجل لتاريخ واحداث البلدان.

فمن خلال الطوابع تتيسر معرفة تاريخ اي بلد دون الحاجة للرجوع الى الكتب التاريخية والوثائق الرسمية. وعلاوة على ما تمثله الطوابع من قيمة مادية فهي سجل ناطق لاحداث الدولة التاريخية والعمرانية والاجتماعية بالاضافة الى كونها اداة ثقافية.

وفي جولة قامت بها «الشرق الاوسط» الى ادارة البريد في الكويت اطلعت خلالها على مجموعة الطوابع التي اصدرتها الكويت على مر تاريخها. وظهر من خلال هذه الطوابع تغييرا في المناسبات وتبدلا في السياسات، خصوصا على الصعيد الفلسطيني، ذلك ان القضية الفلسطينية ظلت حاضرة في معظم الطوابع الكويتية الصادرة قبل الثاني من اغسطس (آب) 1990.

ففي ابريل (نيسان) 1965 وبعد سبع سنوات من صدور اول طابع بريد كويتي سنة 1958حيث تسلمت الكويت الخدمات البريدية الداخلية من الادارة البريطانية اصدرت طابعا في ذكرى مجزرة دير ياسين. كما اصدرت في ابريل 1968 طابع اخر بمناسبة «ذكرى مرور عشرين سنة على وحشية العدوان ومذبحة دير ياسين في فلسطين المحتلة» وفي مايو (ايار) من العام ذاته اصدرت طابعا عن «يوم فلسطين». وفي يونيو (حزيران) من السنة ذاتها ايضا اصدرت طابعا اخر بمناسبة السنة الدولية لحقوق الانسان حمل اسم «حقوق الانسان للاجئين الفلسطينيين».

ثم اصدرت في اكتوبر (تشرين الاول) وديسمبر (كانون الاول) 1969 طابعين الاول بمناسبة يوم الامم المتحدة، وحمل مناشدة الى «الضمير العالمي مطالباً بتحقيق العدالة في فلسطين». بينما صدر الثاني بمناسبة «الاسبوع العالمي للاجئين والنازحين الفلسطينيين». ويذكر انه عام 1970اصدرت الكويت مجموعة طوابع بفئات مالية مختلفة عن الفدائيين الفلسطينيين.

وتوالت اصدارات الطوابع عن القضية الفلسطينية الى ان توقفت قبل نحو 11 سنة إذ كان آخر طابع بريدي صدر في الكويت عن فلسطين في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 بمناسبة يوم اعلان دولة فلسطين، وحمل الطابع شعار دولة فلسطين المستقلة يحيط به غصنان من شجر الزيتون.

ويوضح رئيس قسم هواة الطوابع ومسؤول المعارض البريدية المحلية والخارجية في قطاع البريد في وزارة المواصلات الكويتية محسن ناصر الموسوي ان الكويت اوقفت اصدار الطوابع المتعلقة بفلسطين بسبب موقف السلطة الفلسطينية يومذاك من احتلال الكويت.

واضاف الموسوي لـ«الشرق الاوسط» ان اشكال الطوابع التي تصدر في الكويت «اختلفت بعد التحرير عما كانت عليه في السابق حيث اظهرت مناسبات جديدة كما غلب الشأن المحلي على تصاميم الطوابع وقل الاهتمام بالمناسبات الاخرى». ولفت الى «.. انه في السنوات العشر الاخيرة صدرت مجموعة طوابع اغلبها كان يتعلق بالتحرير والعدوان والاسرى والدول التي وقفت مع الحق الكويتي».

ثم ذكر ان «اول طابع صدر في الكويت بعد التحرير صدر في مايو (ايار) 1991 وهو عبارة عن ثلاث مجموعات حملت اسم «الحرية» وهو يمثل صورة رجال من الجيش الكويتي رافعين العلم الوطني الذي ترفرف حوله حمامتا السلام وخلفهم يظهر برجا الكويت ودبابة اتبعة لدول «التحالف». ويظهر في المجموعة الثانية (السلام) حمامة تنزل بحركة بطيئة الى خريطة الكويت بألوان العلم الكويتي. وظهر في المجموعة الثالثة «إعادة الاعمار» نصف كرة وابراج وخريطة والعلم الكويتي في شكل قوس قزح».

وتابع الموسوي «في يوليو (تموز) 1991 عرضا لبيع اصدار خاص تحية لدول «التحالف» واحتفالا بتحرير الكويت حمل عنوان «الكويت تشكر العالم» وهو خامس اكبر مجموعة اصدرتها ادارة شؤون البريد». واوضح ان هذا الطابع «عبّر عن فرحة التحرير حيث كانت الحمامات تطير في خلفية بلوني الازرق الداكن والازرق الخفيف وهي تمثل منظمة الامم المتحدة ودول «التحالف».

.. وتوالى إصدار الطوابع المتعلقة بقضية التحرير، فأصدرت بذكرى 2 اغسطس (آب) مجموعة طوابع شملت مواضيع مختلفة هي الرعب البشري واجتياح الكويت والارهاب البيئي و«عاصفة الصحراء»، وصدر ايضا في نوفمبر 1991 طابعان بعنوان «لا تنسوا اسرانا»، كما صدرت بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الثانية عشرة لدول مجلس التعاون الخليجي في الكويت ثلاثة طوابع تحمل اسم «دول الخليج».

وأكد الموسوي «ان الطوابع وثيقة تاريخية مهمة لكل بلدان العالم لانه من خلالها تثبت كل دولة ان لها كيانها وسياستها وحكوماتها الخاصة بها لذلك فان عملية اصدار الطابع تولي اهمية خاصة ...ثم ان اصدار الطوابع يخضع لمعايير واعتبارات عدة وتدرسه جهات متخصصة قبل الموافقة على تصميم اي طابع».

واضاف «ان بعض المؤسسات ترغب في عمل طوابع خاصة بمناسبات معينة فترسل لنا التصميم جاهز لنقرّه واحيانا نجري عليه بعض التعديلات قبل اعتماده، اما في ما يتعلق بالمناسبات الرسمية كالاحتفالات بالاعياد الوطنية فإن تصميم كل طابع يجري عبر طرح مسابقة يشارك فيها الفنانون والمهتمون كل حسب رؤيته في كيفية ابراز هذه المناسبة».

وذكر الموسوي ان آخر طابع صدر في الكويت كان في شهر نوفمبر الفائت وهو يتعلق بمعرض الكويت للكتاب الدولي الذي عقد اخيرا. واشار الى انه «... في موقع بريد الصفاة، الذي يعتبر من اقدم مواقع البريد في الكويت، يوجد ارشيف خاص يحتوي على كل الطوابع البريدية التي أصدرت في الكويت.

ونحن نأخذ نحو 4 آلاف مجموعة من الطوابع التي تُطبع والتي تقدر بنحو مليون نسخة ونودعها في الارشيف للمشاركة بها في المعارض العربية والعالمية. وعام 1961 صدرت اول مجموعة طوابع كويتية بالفلس والدينار بعدما ألغيت في العام نفسه ايضا جميع الطوابع التي تحمل القيمة بـ«الناية وبيزة والروبية» التي كانت العملة المتداولة في الكويت. =