يعد اليمن حالياً لتنفيذ أكبر مشروع من نوعه يعني بالحفاظ على التراث المعماري للبلاد، وذلك بعدما ابدى عدد من المنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة،استعدادها للمساهمة في تمويل إنشاء مركز وطني لتوثيق التراث المعماري في العاصمة صنعاء بتكلفة تصل الى اربعة ملايين دولار.
وحسب ديك استريخ، مدير برنامج ادارة التراث الثقافي الحضري الممول من الحكومة الهولندية، فإن ايجاد كيان مؤسسي، مستقل يعنى بجمع وتوثيق المعلومات الخاصة بالتراث المعماري للمدن والمعالم التاريخية اليمنية، يعتبر من اولويات عمل البرنامج اليمني الهولندي للحفاظ على التراث الثقافي المعماري. وهذا ما حدا بإدارة البرنامج منذ اطلاقه، للعمل على اعداد دراسة متكاملة تهدف الى انشاء هذا المركز الذي سيكون اطاراً موحداً لسجل وطني خاص بالتراث المعماري في اليمن.
واوضح استريخ ان الاعداد لانشاء هذا المركز جاء بعد مراجعة دقيقة لكل الجهات ذات العلاقة بالتراث المعماري والحضري في اليمن بالاستفادة من تجارب مراكز التوثيق المعماري في عدد من البلدان، بالاضافة الى جمع كم هائل من المعلومات والتصورات التي جرى اعدادها بمشاركة خبراء واختصاصيين دوليين في هذا المجال. وتابع انه اعقب كل ذلك عقد ورشة عمل موسعة ضمت ممثلين عن المنظمات الدولية العاملة في اليمن، وابدى الجميع حرصهم واستعدادهم للمساهمة في تمويل هذا المشروع الحيوي، شريطة ان يكون المركز كجهة معنية بجمع وتوثيق المعلومات المتعلقة بالتراث المعماري مستقلاً مالياً وادارياً لضمان استمراره، وان تكون جميع الكوادر العاملة من اصحاب الاختصاص والتفرغ لعمل المركز بشكل دائم.
ايضا اشار استريخ الى ان التكلفة التي حددت بموجب الدراسة الخاصة بإنشاء المركز كجهة مستقلة ومستدامة، يناط بها اجراء عملية المسح والتوثيق الى جانب التنسيق والتعاون مع المراكز الاخرى المماثلة، واعداد برامج لتدريب وتأهيل الكوادر اليمنية في هذا المجال، تقدر باربعة ملايين دولار على مدى خمس سنوات.
وقال المسؤول الهولندي ان مقر مركز توثيق التراث المعماري سيكون في صنعاء، وسيكون بالامكان ايجاد فروع له مستقبلاً في ثلاث محافظات اخرى. وسيضم سجلاً وطنياً متكاملاً للتراث المعماري اليمني ويشكل مرجعية يمكن من خلالها التعرف على جميع مكونات التراث المعماري الموجود في البلاد ومميزاته، كما سيستفاد من اعمال المسح والتقييم التي سيجريها المركز في رسم سياسات واضحة لاحتياجات اليمن من دعم مشاريع في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المعماري، وسيكون هذا المركز على اتصال دائم مع المراكز المماثلة في المنطقة العربية والعالم، عبر شبكة اتصالات متطورة بما يمكنه مستقبلاً من تزويد الجامعات ومراكز الابحاث محلياً وخارجياً بالمعلومات التي تحتاجها عن التراث المعماري اليمني.