العثور على قلاع تركية في السودان على نهر النيل

TT

توصلت بعثة الآثار بجامعة الخرطوم بالمشاركة مع المعهد البريطاني في شرق افريقيا الى موقع القلاع التي بناها العثمانيون على نهر النيل في السودان وقالت رئيسة البعثة الدكتورة انتصار صغيرون لـ «الشرق الأوسط»: «ان العثمانيين زحفوا نحو السودان لدى دخولهم مصر عام 1523 واستقروا في سواكن على البحر الاحمر، وحولوها الى ميناء هام وموقع تجاري بارز، وشيدوا فيها الاسواق والمخازن والمساكن المميزة بمعمارها الاسلامي، وكذلك الدواوين الحكومية، ثم اتجهوا غربا نحو نهر النيل، حيث شيدوا على ضفتيه القلاع المحصنة في منطقة المحس بالشمال».

وكشفت الخبيرة الاثرية: «ان البعثة الاثرية تحركت للبحث عن هذه القلاع استنادا الى معلومة اوردها رحالة تركي عن ان الامبراطورية العثمانية شيدت قلاعا على ضفاف النيل لحماية مصالحها وامنها من مصر. وعلى الاثر توجهت قافلة المنقبين واتجهت الى الشمال، حيث تمثلت المفاجأة بوجود هذه القلاع التي لم يحصر عددها بعد في المنطقة. هذه القلاع مبنية من الحجر الصلد وعلى قمم مرتفعات عالية لتفي بأغراض التأمين والحماية. وقد ظلت هذه المحميات او القلاع محتفظة بقواتها حتى نهاية العهد التركي العثماني في السودان».

كذلك قالت الدكتورة صغيرون انه رغم مرور عدة حقب على بناء هذه القلاع في شمال السودان فإنها المرة الاولى التي تعرف وتصور وتسجل اماكنها. وتابعت: جاء الآن وضع خريطة للقلاع وتسجيل المواقع الاثرية.

مما يذكر ان الحكومة التركية ابدت اهتماما كبيرا بالمعالم والآثار العثمانية في السودان، لا سيما ميناء سواكن التي كانت تعتبر من اجمل المدن العربية والافريقية، حيث عرفت المباني ذات الطابقين والقصور الفخمة الكبيرة واشهرها قصر الشناوي الذي ضم غرفا بعدد ايام السنة. وكذلك مخازن الغلال والبضائع. كما انها عرفت الاضاءة الليلية، وكذلك اهتمت انقرة بالمباني العثمانية التي شيدت في الخرطوم، لكن في ما يخص القلاع فإن الوصول اليها نقلة مهمة في توثيق سجل التراث العثماني في السودان.