«صندوق السفراء الأميركي» يساهم في صيانة المقابر الأثرية في جنوب لبنان

TT

وقّع وزير الثقافة اللبناني غازي العريضي والسفير الأميركي لدى لبنان فنسنت باتل أخيراً اتفاقية، تساهم الولايات المتحدة الأميركية بموجبها بمبلغ 30 ألفاً و640 دولاراً للمساعدة في أعمال ترميم المقابر الاثرية في منطقة البص بضواحي مدينة صور. جاءت هذه المساعدات مساهمة من «صندوق مساعدات السفراء» للحفاظ على التراث الثقافي، وهي مساهمة خاصة من الكونغرس الأميركي «للحفاظ على التراث الثقافي حول العالم». وجرى التوقيع على الاتفاقية خلال احتفال اقيم امام المقابر في منطقة البص ضم الى جانب الوزير العريضي والسفير باتل كلاً من رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني والمدير العام للآثار السيد فريدريك الحسيني وممثلين عن الجمعيات الثقافية غير الحكومية وقسم الآثار في الجامعة اللبنانية.

وتمثل هذه المقابر، الى جانب قوس النصر الروماني الضخم وأحد اوسع الميادين الرومانية المكتشفة حتى اليوم، أهم الآثار الرومانية داخل موقع صور. وكانت اعمال الحفريات في هذه المواقع قد بدأت عام 1959 واستمرت حتى بداية الحرب اللبنانية ومن ثم استؤنف العمل فيها عام 1996. بل ان المديرية العامة للآثار وصفت بالذات هذه المقابر في موقع صور بأنها اهم مقابر رومانية مكتشفة في لبنان ومنطقة الشرق الأدنى كلها.

الجدير بالذكر ان الكونغرس الأميركي كان قد أنشأ صندوق المساعدات هذا عام 2001 من اجل توفير منح صغيرة لمساعدة البلدان في حماية تراثها الثقافي. ومنذ تأسيسه وفر هذا الصندوق منحاً لمساعدة اكثر من ثمانين بلداً حول العالم من خلال 154 مشروعا لحماية المواقع التاريخية والمخطوطات ومجموعات المتاحف وانواع الموسيقى التقليدية والرقص واللغة.

ومما قاله السفير باتل ان الاتفاقية «هي تقدمة صغيرة نحتفل بها لمساعدة مدينة صور واعطائها فرصة للجهود التي تبذل في المدينة لتعزيز الثقافة والتراث».

أما الوزير العريضي فقد توجه بالشكر الى السفارة الأميركية في بيروت «على هذه البادرة الايجابية التي تساهم في حماية تراث البلد وتشكل خطوة من خطوات التعاون آملاً في ان يكون قائماً ومسنداً على مستوى العمل الثقافي في لبنان لا سيما في ما يتعلق بالآثار»، مشيراً الى ان لبنان وان كان بلداً غنياً «بحاجة الى تعاون من قبل الجميع لأن هذه الثروة اللبنانية هي ثروة انسانية موجودة في لبنان، لكنها بالمعنى الانساني ملك للجميع من حيث المعرفة والمعلومات والاطلاع على الثقافات والحضارات التي مرت على ارض هذا البلد، والتي نأمل في عصرنا الحديث ان يكون تعاون من اجل حماية النوع الثقافي في العالم ومن اجل تلاقي الحضارات ووقوفها في وجه كل محاولات اثارة شعارات وأعمال تؤدي الى صدام حضارات لا تعود بالنفع وبالخير على العالم مما يولد حروباً ودماراً وخراباً ويؤدي الى تدمير ما هو قائم الآن، كما حصل في دول عدة في العالم وآخرها في العراق».