سجاد شرقي فاخر في مزاد «سوذبيز» الخريفي بلندن

مجموعة من قطع الكاشان والتبريز والقوقازيات

TT

تشهد صالات دار «سوذبيز» العالمية للمزادات في العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء المقبل مزادها الخريفي الكبير للسجاد الشرقي. والواقع ان هذا المزاد الذي ينتظره موسمياً كبار هواة السجاد الشرقي وجامعيه يعود بزخم هذا العام، مقدماً تشكيلة لافتة من القطع الايرانية (العجمية)، بجانب قطع قيمة وجميلة قوقازية وتركية وتركمانية واوروبية.

ومما يعد عنصر جذب استثنائي في معروضات هذا المزاد كثرة القطع الكاشانية التصاويرية التي حرصت «سوذبيز» على ايرادها تحت اسم «محتشم» أشهر اسم في تاريخ صنع السجاد في كاشان، والقطع التبريزية التي أشير الى انها من انتاج حاجي جليلي الذي هو بدوره أشهر اسم مرتبط بسجاد تبريز. ايضاً بين القطع الايرانية العديدة هناك قطع اصفهانية احداها تحمل توقيع صيرفيان الشهير، وقطعتان كرمانيتان بديعتان احداهما صنعت ببلدة راور (قرب مدينة كرمان) التي طارت شهرة انتاجها الفاخر في الغرب تحت الاسم المحرف «لافير»، وبالتالي صار الـ«كرمان لافير» يعرف تقليدياً بأنه افخر انواع الكرمان.

ثم هناك مجموعة من سجاد الزيغلر النفيس (صنع مدينة آراك / سلطان آباد) وقطع من انتاج محل، ومجموعة من السجاد القبلي ولا سيما الأفشار والقشقائي. غير ان اعلى الأسعار عموماً ـ باستثناء أسعار الزيغلر ـ ما زالت تقدر لسجاد الهريس والسرابي هريس، الذي تلائم تصاميمه المبسطة وخطوطه المستقيمة او القليلة التعرج وألوانه القرميدية الحمراء فلسفة التأثيث الغربي. ومنذ بعض الوقت سواء في اوروبا او أميركا الشمالية يحصل الهريس على أسعار عالية لهذا السبب بالذات، رغم بساطته وخشونته وتدني عدد عقده، بالمقارنة مع سجاد المدن العريقة كأصفهان وتبريز وكاشان وكرمان ومشهد، ثم لاحقاً سجاد قم ونائين. وبالفعل ثمة قطع هريس تجاوزت تقديرات أسعارها الـ25 الف جنيه استرليني.

المعروضات من السجاد التركي والقوقازي والتركماني ايضاً مهمة في مزاد الاربعاء. ومع ان معظمها بحالة جيدة فان أسعارها عموماً مقبولة، وبالذات السجاد القوقازي. اما أكثر القطع التركية جدارة بالملاحظة فقطعة «ترانسلفانيا» أثرية، غير انها تعرضت لعملية اصلاح خرقاء اذ حيك طرفها بطريقة مختلفة عن تصميمها الاصلي. كذلك هناك قطع سميرنا (ازمير) قديمة. في المقابل بين القوقازية ثمة سجاجيد صلاة بحالة جيدة من انتاج بيريبيديل ـ كوبا وشروان وكازاك وسجاجيد ممرات طولية (ليانات) من انتاج غنجه وكازاك وكوبا. ويبقى السجاد التركماني الذي اعتادت العامة ان تدعوه «بخارى»، ومن اهم القطع المعروضة عدة قطع بيشير واخرى قبلية التصميم منها التكه والتشودور واليومود (اليموت).

خارج هذه المجموعات، امام رواد المزاد سجاجيد هندية بديعة ثمينة وبخاصة تلك المنتجة بمدينة أغرا ومدينة امريتسار، ومنسوجات شرقية من نوع السوزاني الجميل، وسجاد صيني قديم ومتوسط القدم، وسجاد اوروبي فرنسي (اوبيسون) واسباني (كوينكا) لا شك في انه ضروري لاكمال مجموعات كبار الجامعين.

وللعلم فالقطع الاسبانية تستحق المتابعة، لا سيما ان تصاميم السجاد الاسباني المنتج في كوينكا والكاراس (الكرسي) يحمل جوانب او ملامح تصميمية شرقية تختلف كثيراً عن سجاد الاوبيسون والسافونيري الفرنسي وسجاد ويلتون البريطاني. غير ان الحاكة الاسبان اعتمدوا في عقد سجادهم اسلوباً خاصاً مختلفاً عن الاسلوبين الفارسي «السنه» (العقد اللامتوازية) والتركي «الغورديز» (العقد المتوازية) يتمثل بالعقد على خيط واحد لا خيطين من خيطان السداة.