استئناف أعمال التنقيب والترميم في المسرح الروماني بموقع الفرما في شمال غربي شبه جزيرة سيناء

TT

صرح محمد عبد السميع، مدير آثار سيناء في المجلس الاعلى للآثار بمصر خلال الاسبوع الفائت بأن البعثة البولندية العاملة في موقع مدينة بيلوزيوم (الفرما) الرومانية بشمال غربي شبه جزيرة سيناء، ستستأنف مع فريق من الخبراء المصريين في نهاية الاسبوع الحالي اعمال التنقيب والترميم بالمسرح الروماني في الموقع وتشمل اعمال الترميم اعادة ترتيب اعمدة ومدرجات وغرف الممثلين بالمسرح بعد الكشف عن منصة العرض التي يبلغ طولها عند المقدمة مائة متر بجانب استكمال الحفائر لكشف عناصر المسرح.

واضاف عبد السميع ان البعثة تابعة للمعهد البولندي للآثار وان الخبراء المصريين تابعون للمجلس الاعلى للآثار. ثم اوضح ان المسرح المشار اليه من اقدم واهم المسارح الرومانية في مصر، وشيده الرومان اثناء بناء مدينة بيلوزيوم في القرن الثالث للميلاد في موقع استراتيجي من مدينة الفرما الاثرية التي كانت في ذلك الوقت المدينة الثانية في مصر بعد الاسكندرية.

وحسب عبد السميع يشرف الموقع على الممر الذي يربط بين القسمين الآسيوي والافريقي في الامبراطورية الرومانية وكان قد كشف عن اجزاء من المسرح عام 1997ومنذ ذلك الحين يستمر التنقيب للوصول الى اجزاء المسرح، اما اعمال الترميم فبوشر بها عام 2001.

الفرما: بالتحريك، والقصر، في الاقليم الثالث طولها من جهة المغرب اربع وخمسون درجة واربعون دقيقة، وعرضها احدى وثلاثون درجة ونصف، وهو اسم عجمي احسبه يونانيا ويشركه من العربية وقد يمد.

قال ابو بكر محمد بن موسى: الفرما مدينة على الساحل من ناحية مصر، ينسب اليها ابو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى بن يزيد الفرمي، قيل انه من موالي شرحبيل بن حسنة، حدث عن احمد بن داود المكي ويحيى بن ايوب العلاف، مات في سنة 334 وقال الحسن بن محمد المهلبي: واما الفرما فحصن على ضفة البحر لطيف لكنه فاسد الهواء وخيمه لانه من كل جهة حوله سباخ تتوحل فلا تكاد تنضب صيفا ولا شتاء، وليس بها زرع ولا ماء يشرب الا ماء المطر فإنه يخزن في الجباب ويخزنون ايضا ماء النيل يحمل اليهم في المراكب من تنيس، وبظاهرها في الرمل ماء اقال له الغديب ومياه غيره في آبار بعيدة الرشاء وملحة تنزل عليها القوافل والعساكر، واهلها نحاف الاجسام متغيرو الالوان، وهم من القبط وبعضهم من العرب من بني جرى وسائر جذام، واكثر متاجرهم في النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم، ولهم بظاهر مدينتهم نخل كثير له رطب فائق وتمر حسن يجهز الى كل بلد قال اهل السير: كان الفرما والاسكندر اخوين بنى كل واحد مدينة، فقال الاسكندر: قد بنيت مدينة الى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيت بهجتها ونضرتها الى اليوم، وقال الفرما: قد بنيت مدينة الى الناس فقيرة وعن الله غنية، فلا يمر يوم إلا وفيها شيء ينهدم حتى انه في زماننا هذا لا يعرف احد اثر بنائها لانها خربت وسفت عليها الرمال، وهي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط قرب قطية وشرق تنيس على ساحل البحر على يمين القاصد لمصر، وبينها وبين بحر القلزم المتصل ببحر الهند اربعة ايام وهو اقرب موضع بين البحرين بحر المغرب وبحر المشرق وهي كثيرة العجائب غريبة الاثار، ذكر اهل مصر انه كان فيها طريق الى جزيرة قبرس في البر فغلب عليها ماء البحر، وكان بها مقطع الرخام الابلق تغلب عليه البحر ايضا، وكان مقطع الرخام الابيض بلوينة غربي الاسكندرية، وقال ابن قديد: كان احمد بن المدبر قد اراد هدم ابواب الفرما وكانت من حجارة شرقي حصن الفرما فخرج اهل الفرما ومنعوه من ذلك وقالوا: ان هذه الابواب التي ذكرت في كتاب الله، قال يعقوب لبنيه: يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة، فتركها. ونخلها كان من العجب فإنه كان يتمر حين ينقطع البسر والرطب من سائر البلدان فإنه يبتدئ حين يأتي كوانين فلا ينقطع اربعة اشهر حتى يجيء البلح في الربيع في غيرها من البلاد ولا يوجد هذا بالبصرة ولا غيرها، ويكون في بسرها ما تزن البسرة قريبا من عشرين درهما، ويكون منه ما يقارب ان يكون فترا، وفتحها عمرو بن العاص عنوة في سنة 18 في ايام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.