صنعاء القديمة: حملة تجميلية للحفاظ على طابعها المعماري

TT

تشهد مدينة صنعاء القديمة حالياً، تنفيذ أكبر حملة تجميلية للحفاظ على طابعها المعماري المتميز، تشمل إزالة المخالفات المعمارية كافة، ممثلة بالبناء العشوائي وزحف الاسمنت المسلح، وغيرها من الاستحداثات التي شوّهت الطابع المعماري التقليدي للمدينة القديمة، وذلك في إطار الإعداد لإعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية العام المقبل 2004 . وتعد الحملة الحالية التي تقودها الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن، واللجنة العليا للحفاظ على صنعاء القديمة، أكبر حملة يجري تنفيذها في سياق الجهود الوطنية لصد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها صنعاء القديمة على يد سماسرة العقارات وزحف أنماط المعمار الحديث، وذلك منذ إعلان منظمة اليونسكو ضمها لقائمة التراث العالمي عام 1986.

وحسب عبد الله زيد عيسى، رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن، يصل عدد المخالفات المعمارية، التي أمكن حصرها في صنعاء القديمة، ويجري العمل على إزالتها، إلى 1757 مخالفة صنفت الى عشرة أنواع من المخالفات، تشمل البناء باستخدام الحجر المنشور والبناء باستخدام الخرسانة المسلحة والطوب الأحمر والبلك الاسمنتي، ثم تشييد مبان في فراغات ومتنفسات المدينة، واستحداث محلات تجارية جديدة خارج أسواق المدينة التقليدية، إلى جانب هدم عدد من المباني القديمة وإعادة بنائها باستخدام مواد حديثة تتضمن ايضا اضافة طوابق لا تنسجم مع طابع المدينة التقليدي، حيث المادة والشكل، يضاف إلى ذلك استخدام الألومنيوم والزنك والزجاج في نوافذ هذه المباني.

وتمهيداً لتنفيذ الحملة التجميلية الحالية، أعادت هيئة المدن التاريخية خريطة تفصيلية لكل المخالفات والتشوهات التي وقعت خلال السنوات الماضية. ووفقاً لتلك الخريطة هناك 160 منزلا بنيت بالحجر المنشور، و240 مبنى خرسانياً، و300 بالطوب الصناعي، و237 شيدت بالبلك، و101 مبنى بنيت في فراغات ومتنفسات عامة، و261 محلا تجاريا مستحدثا، و90 حالة هدم وإعادة بناء باستخدام مواد حديثة، و272 حالة اضافة طبقات غير مطابقة للطابع المعماري للمدينة، اضافة إلى 82 حالة استخدام نوافذ زجاجية من الألومنيوم والزنك.

هذا ورغم ان قانون حماية المدن التاريخية والحفاظ عليها، الذي جرى اعداده قبل سنوات، لم يصدر بعد، فإن ملكية مباني صنعاء القديمة تعد ملكية خاصة، لكنها مقيدة ايضا على اعتبار انها إرث عام وتراث لا يخص اليمن وحدها، بل هو جزء من تراث البشرية جمعاء، بعد قرار منظمة اليونسكو ضمها إلى قائمة التراث العالمي.