اليونسكو تطلق السنة الدولية للنضال ضد العبودية من قلعة كايب كوست في غانا

TT

اطلق مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا، رسميا السنة الدولية لذكرى النضال ضد العبودية، والغائها في قلعة كايب كوست بجمهورية غانا. يذكر ان كايب كوست، المصنفة حاليا ضمن مواقع التراث العالمي كانت منطلقا رئيسيا لتجارة الرقيق، وكان مؤتمر دوربان العالمي لمناهضة العنصرية والتمييز العرقي وكره الاجانب والتعصب، الذي انعقد عام 2001، اعتبر تجارة الرقيق جريمة ضد الانسانية. وينتظر من السنة الحالية التي كرست لهذه المأساة غير المسبوقة ان تتيح للانسانية ان تقوم بما عليها من واجب الاستذكار، وكذلك تعزيز محاربة كل اشكال العبودية والعنصرية في عالم اليوم.

وقد حضرت اليونسكو «منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» في اطار الاحتفالات الخاصة بهذه السنة، بصفتها المسؤولة الاساسية عن هذا الامر، مجموعة من الانشطة، بالتعاون مع الدول الاعضاء واللجان الوطنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ونوادي اليونسكو والحائزين جائزة نوبل والفنانين من اجل السلام وسفراء اليونسكو للنوايا الحسنة.

من هذه النشاطات، الدراسات العلمية حول المحافظة على المستندات، وترقيم المجموعات الوثائقية وكذلك توفير قواعد البيانات. وبمناسبة المؤتمر العالمي للمحفوظات الذي سيعقد في فيينا ما بين 23 و 29 اغسطس (آب) المقبل سينظم لقاء عالمي حول محفوظات تجارة الرقيق في اطار مشروع مخصص لهذه الغاية.

وكذلك اقامة متاحف ومراكز ابحاث وشروح حول العبودية وتجارة الرقيق على غرار المركز المقرر انشاؤه في جزيرة غوريه بالسنغال التي استخدمت كنقطة انطلاق لملايين العبيد والافارقة وهي اليوم واحدة من مواقع التراث الانساني، وترميم النصب التاريخية مثل «بيت البرازيل» في اكرا «عاصمة غانا» و«غابة التماسيح» في هاييتي لغرض انشاء مسارات للذاكرة السياحية.

وتنظيم مجموعة من المعارض منها: «طريق الرقيق: العلاقات ما بين افريقيا وجمايكا» في مقر اليونسكو في باريس يوم 27 فبراير (شباط)، ومعرض «من طريق العبودية الى دروب الحرية» وهو معرض ينظم بالتعاون مع مركز شومبورغ في نيويورك للابحاث حول الثقافة السوداء. وينتظر ان يقام هذا المعرض في مقر الامم المتحدة خلال الدورة التاسعة والخمسين، نهاية العام الجاري. وهناك معرض لاعمال النحات الفرنسي جيرار فوازين تحت شعار «الحوار الثقافي» في مدينة نانت الفرنسية، في شهر سبتمبر (ايلول) المقبل.

ايضا سترعى اليونسكو مشروع «العبيد المنسيون» الذي تقوده مجموعة ابحاث علم الاثريات البحرية الفرنسية ويعود هذا المشروع لاكتشاف حطام سفينة نقل العبيد «لوتيل» التي كانت تعمل لصالح الشركة الفرنسية للهند الشرقية والتي غرقت عام 1761 امام جزيرة تروملين في المحيط الهندي. وسيعرض هذا المشروع في اليونسكو في شهر فبراير المقبل.

مما يجدر ذكره ان مشروع «طريق العبيد» اطلق عام 1995، بالتعاون مع منظمة السياحة الدولية من اجل اعادة رسم دروب تجارة الرقيق برنامجا للسياحة الثقافية في افريقيا على «طريق الرقيق». ويتوخى البرنامج تحديد المواقع والابنية واماكن الذاكرة لهذه التجارة وترميمها والترويج لها. وهذا المفهوم الاقتصادي والتاريخي والاخلاقي للسياحة هو في الوقت عينه، احد التحديات التي تواجه الذاكرة.

وقد جرى تسجيل نحو عشرة مواقع مهمة ذات علاقة بطريق العبيد، حتى الآن، على قائمة التراث العالمي لليونسكو ومنها جزيرة غوريه في السنغال، وقلاع وقصور فولغا واكرا في غانا، وجزيرة موزمبيق في موزمبيق واطلال كيلوا كيزيواني وسونغو منارا في تنزانيا، وقصور ابومي الملكية في بنين، وقلعة سان سوسي في هاييتي ومراكز عديدة ومدن تاريخية في كوبا والبرازيل وجمهورية الدومينيكان وبنما. اما جزيرة روين آيلند في جنوب افريقيا ، فرغم انها لم تكن معنية مباشرة بتجارة الرقيق فإنها تبقى الشعار الاقوى لنتائجها المستديمة اي بث العقلية العنصرية الممنهجة في نظام الفصل العنصري.

وطبعا، كما سبقت الاشارة، من احد هذه المواقع قلعة كايب كوست الواقعة على بعد 170 كلم من اكرا عاصمة غانا.