جامعو اللوحات الفنية العالمية على موعد مع مجموعة ويتني في مزاد سوذبيز بنيويورك 5 مايو المقبل

TT

تعرض دار سوذبيز العالمية للمزادات في نيويورك يوم 5 مايو (أيار) المقبل اكثر من 40 لوحة تنتمي الى المدرستين الانطباعية والعصرية تضمها واحدة من أنفس المجموعات الفنية الاميركية التي ما تزال ملكية خاصة. وتقدر دار سوذبيز ان عائد المزاد يمكن ان يصل الى ما يتراوح بين 140 الى 190 مليون دولار.

تضم المجموعة اعمالاً لمانيه وديغا ومونيه وسارجنت، بالاضافة الى لوحة «الصبي والغليون» لبيكاسو التي ترجع الى المرحلة الوردية للفنان الاسباني الراحل. وقد تكونت هذه المجموعة عبر جيلين بداية من باين وهلين هاي ويتني اللذين ورثا ثروة ضخمة جمعت من النفط والتبغ والترام والعقارات، ثم بعد ذلك ابنهما جون هاي ويتني، الرياضي والناشر ورجل الاعمال الثري والسفير السابق لبريطانيا، وزوجته بتسي كوشينغ روزفلت ويتني.

الخبراء يعتقدون ان لوحة بيكاسو، التي تقدر سوذبيز قيمتها المبدئية بحوالي 70 مليون دولار، يمكن ان تصبح اغلى لوحة فنية تباع في مزاد، محطمة بذلك الرقم القياسي الذي سجلته عام 1990 لوحة فان غوخ «صورة الدكتور غاشيت» عندما بيعت في مزاد لدار كريستيز في نيويورك بمبلغ 82.5 مليون دولار.

يشار إلى ان جون ويتني (الذي توفي عام 1982) وزوجته (التي توفيت عام 1998) جمعا خلال زواجهما الذي استمر 46 سنة، واحدة من اجمل المجموعات الفنية في العالم وأهمها، لا تماثلها الا مجموعة الملياردير اليوناني ستافروس نياركوس، قطب النقل البحري الشهير. وفي الولايات المتحدة لا توازيها الا مجموعة عائلة هافماير التي تعتبر من اهم مجموعات مدرسة الرسم الانطباعي الفرنسي ومجموعة والتر انينبرغ، وهو سفير سابق للولايات المتحدة لدى بريطانيا توفي قبل عامين.

ومثل اسرتي هافماير وانينبرغ، كانت اسرة ويتني كريمة للغاية مع المتاحف. فعندما ماتت بتسي، التي كانت سيدة لامعة وفاعلة خير من نجوم المجتمع النيويوركي، تركت ثروة فنية قيمتها 300 مليون دولار تضم لوحات لكبار الفنانين العالميين من امثال بيكاسو وفان غوخ وماتيس ومونيه أوصت بها لاربعة متاحف: هي الناشونال غاليري اوف آرت (المعرض الفني الوطني) في واشنطن والميوزيوم اوف مودرن آرت «موما» (متحف الفن الحديث) في نيويورك والمتحف الفني التابع لجامعة ييل في مدينة نيوهيفن بولاية كونكتيكت، والناشونال بورتريت غاليري (المتحف الوطني للتصاوير) في واشنطن. وكان الزوجان ويتني قد بنيا مجموعتهما بمساعدة من جون ريوالد، المدرّس وخبير المدرسة الانطباعية وما بعد الانطباعية الذي توفي عام 1994 وجون ريتشاردسون، كاتب قصة حياة بيكاسو.

ومما لا شك فيه ان اهم لوحات المجموعة هي «الصبي والغليون» التي رسمها بيكاسو عام 1905 عندما كان ما يزال شاباً في سن الـ 24، بعد فترة قصيرة من استقراره في حي مونمارتر بباريس، وهي تصوّر صبياً معروفاً باسم «لوي الصغير» كان يزور مرسم بيكاسو باستمرار، ويبدو وهو ممسك بغليون بيده اليسرى ويضع إكليلا من الزهور على رأسه. وفي الخلف توجد باقتان كبيرتان من الزهور. ويتني وزوجته ابتاعا لوحة «الصبي والغليون» عام 1950 ووضعاها في غرفة المعيشة بقصرهما «غرينتري» في مانهاسيت (ولاية نيويورك) الواقع في مزرعة مساحتها 400 فدان. وكان ويتني، المعروف بلقب «جوك»، قد اسس شركة «ويتني اند كومباني» التي تعد اقدم شركة مضاربات استثمارية في الولايات المتحدة. وكان ايضا ناشراً ورئيساً لمجلس ادارة صحيفة «نيويورك هيرالد تريبيون» في نيويورك وناشرا لصحيفة «هيرالد تريبيون انترناشونال» (التي تملكها حالياً «نيويورك تايمز») في الفترة من عام 1966 حتى وفاته. وعام 1956 عينه الرئيس الاميركي الراحل دوايت ايزنهاور سفيرا للولايات المتحدة لدى بريطانيا. ووضع ويتني وزوجته ممتلكاتهما الفنية والعاديات (الانتيكات) التي اقتنياها في منازلهما الخمسة في مدينة نيويورك، وجزيرة لونغ ايلاند بولاية نيويورك، والعاصمة البريطانية لندن، ومنتجع ساراتوغا سبرينغز بأرياف ولاية نيويورك، وفي جورجيا. وقد بيع عدد من موجودات المجموعة من الاعمال الفنية والمجوهرات عبر دار سوذبيز في سلسلة من المزادات خلال عام 1999. وبلغ عائد الاعمال الفنية التي ضمت 50 عملا من مجموعة السيدة ويستني 128.3 مليون دولار، وهو اكبر عائد لبيع مجموعة فنية واحدة في تاريخ المزادات.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =