مستودع عظام مشكوك بأصالته يثير أزمة في إسرائيل مع تجار العاديات

TT

زعم برنامج وثائقي اسرائيلي بث أخيراً ان مستودع يعقوب (جيمس) لحفظ عظام الموتى، وهو صندوق حجري قديم عليه نقش مشكوك في صحته لاسم المسيح، لا يعدو ان يكون من عمل شبكة تزييف دأبت على مزاولة عمليات الغش والاحتيال على هواة جمع التحف والآثار النادرة طوال السنوات الـ15 الماضية. كانت التقارير الاولى التي نشرت عن المستودع في مجلة «بيبليكال آركيولوجي ريفيو» قد أثارت جدلا واسعا حول هذا الأثر القديم الذي يحمل نقشا باللغة الآرامية يقول «يعقوب، ابن يوسف واخو عيسى». اذ توجهت أعداد كبيرة من الزوار الى «متحف اونتاريو الملكي» لمشاهدة الصندوق الحجري الخاوي الذي طالما اتفق الكثير من العلماء على انه أصلي، ويعود الى حقبة «العهد الجديد» (اي الانجيل). ولكن حسب البرنامج الوثائق الاسرائيلي، الذي انتج بالتعاون مع مسؤولي هيئة الآثار الاسرائيلية، اتهم مالك الصندوق او المستودع، وهو اسرائيلي يدعى عوديد غولان، بالمشاركة في العشرات من عمليات المبيعات الاثرية المزورة. في حين نفى غولان، من جهته، التهم التي وردت خلال البرنامج ووصفها بأنـها «عصية على التصــديق».

مما يستحق الاشارة ان البرنامج زعم ان مواطنا مصريا أجرى عمليات التزييف لمصلحة غولان، الذي يقدم من جانبه تصاميم النقش للمزيف المصري قبل إعدادها ثم بيعها لهواة جمع التحف والمقتنيات النادرة. وسبق له ان عرض للبيع مصباحاً مزيفاً زعم ان تاريخه يعود الى فترة الانجيل لقاء مائة ألف دولار اميركي.

ايضاً مما يستحق الاشارة، ان القانون في اسرائيل يسمح ببيع التحــف والمقتنيات القديمة اذا اكتشفت قبل عام 1977. وكانت المستودعات والصناديق القديمة المخصصة لحفظ عظام الموتى تباع لقاء بضع مئات من الدولارات، علماً بأنها كانت من الاكتشــافات الاثــرية العادية في المنطقة. وكان اليهود بصورة عامة ينقلون عظام اقربائهم الموتى خلال الفترة من عام 20 قبل الميلاد وحتى عام 70 بعد الميلاد الى مستودعات لحفظ العظام تحفظ في اقبية المنازل.

اما في ما يخص هذا الأثر بالذات، فقد ذكرت هيئة الآثار الاسرائيلية العام الماضي انه مزيف، وابلغ مسؤولوها عن اكتشاف ما وصفوه بأنه «ورشة للتزييف يملكها عوديد غولان». وبالفعل عثر عند عملية التفتيش على الصندوق الحجري المعروف بـ«مستودع يعقوب» المؤمن بمبلغ مليوني دولار، داخل سقيفة على سطح بناية تضم شققا سكنية. وأسفر هذا الاكتشاف عن إجراء تحقيق واسع بشأن شبكة تزييف تضم عددا من بائعي التحف والمقتنيات النادرة وهواة جمعها. هذا، واشار عالم المصريات إيان رانسوم في كتاب صدر في الآونة الاخيرة بعنوان «مريم ومستودع حفظ عظام الموتى» الى ان هذه الشبكة ربما كانت تعمل لمصالح مسيحية انجيلية في فلسطين. اما رئيس تحرير مجلة «بيبليكال آركيولوجي ريفيو»، هيرشل شــانكس، فقد دافع عن أصالة المستودع في مقال نشرته المجلة مؤكدا ان دليل الادانة الذي قدم بشأنه غير قاطع. ودعا شانكس الى إجراء دراسة جديدة للنقوش التي يشتبه في انها مزيفة.

* خدمة «تريبيون ميديا سيرفيسيز» («يو اس آيه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»)