أعمال ترميم واسعة تنفذها مؤسسة الآغا خان العالمية للثقافة في ثلاث قلاع سورية

TT

تعكف مؤسسة الآغا خان العالمية للثقافة حالياً، على تنفيذ مشروع كبير لترميم ثلاث قلاع سورية كبيرة مع تنمية المجتمع المحلي حولها، وهي قلاع: حلب ومصياف وصلاح الدين على الساحل السوري.

مشروع الترميم هذا، يأتي ضمن برنامج دعم المدن التاريخية الذي تنفذه المؤسسة المذكورة في سبع مناطق مختلفة من العالم، هي: باكستان وسمرقند (أوزبكستان) وزنجبار (تنزانيا) والقاهرة (مصر) والبوسنة وافغانستان وسورية.. كما يأتي مشروع المؤسسة في سورية ضمن اتفاقية ثقافية وقعتها مع الحكومة السورية قبل ثلاث سنوات.

حول ما أنجز من أعمال ترميم في هذه القلاع، وما سينجز في العامين المقبلين، تحدث عدلي قدسي، مسؤول أعمال الترميم في مشاريع المؤسسة بسورية إلى «الشرق الأوسط»، فقال:

ـ لقد قامت المؤسسة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية بأعمال ترميم واسعة في قلعة حلب، ومنها تدعيم وتثبيت إنشائي لأجزاء الأسوار وعدد الأبراج من الداخل والخارج في الجهتين الشمالية والغربية من القلعة، وجزء من الجهة الجنوبية كانت تضررت بتأثيرات بشرية وعوامل طبيعية مما اضعف متانتها، كذلك ترميم قطاع الأسوار الغربية من الداخل الذي يمتد من برج الأسوار وحتى جدار الجامع الكبير، والمجمع الأيوبي المؤلف من العقد الأيوبي والواجهة الرئيسية له والحمام الملكي وتأهيل دار السلاح لتكون متحفاً حربياً، وذلك بعد إجراء أعمال الترميم والصيانة عليها، اضافة الى المنحدر الحواري الذي ترتكز عليه القلعة، حيث تركز الاهتمام على معالجة بعض الاخاديد العميقة التي حفرتها التدفقات الغزيرة لمياه الأمطار من سطح القلعة. وشملت الأعمال ايضا تأهيل ثكنة ابراهيم باشا لتكون مركزاً للزوار والبرج المتقدم الشمالي ومشروع مسارات السياح والبرج الأيوبي 42 الذي خضع لأعمال الترميم وقطاعات من الأسوار الجنوبية وإزاحة أتربة الردميات المتراكمة والكشف عن اطلال عمائر ودور سكن في معظم السطح الغربي للقلعة.

في ما يتعلق بأعمال الترميم المخططة للعام الحالي والقادم في قلعة حلب، فإنها تتمحور على الشكل التالي: استمرار الأعمال في المجمع الأيوبي وعناصره المعمارية مقرنصات المدخل الرئيسي، والغرفة العثمانية، وتأهيل البرج الأيوبي، والساحة أمام مدخل القصر الأيوبي، وقصر الطواشي، واستمرار الأعمال في تنفيذ مشروع ممرات السياح، وتأهيل دار السلاح لتكون متحفاً، وتنسيق شبكة ارضية للتمديدات الكهربائية وغير ذلك.

أما عن قلعة صلاح الدين وهي من أجمل القلاع السورية، اذ تتموضع في سلسلة الجبال الساحلية وسط غابات اشجار طبيعية وتبعد عن اللاذقية شرقاً بحوالي 35 كلم، فقد قامت مؤسسة الآغا خان للثقافة بأعمال ترميم عديدة فيها، منها ترميم المئذنة بإكمال الأحجار الناقصة لأسباب إنشائية وإعادة الإكمال وترميم الأجزاء العلوية، وترميم الجامع والبناء والملحق به والمدخل وممراته، حيث جرت إزالة المونة والإكمالات الاسمنتية المستخدمة سابقا في الترميم وابدالها بالمواد الكلسية الأصلية، وتأمين أبواب ونوافذ خشبية ومعدنية للفتحات، وتمديد الكهرباء، وإعداد المجمع ليصبح مركزاً للزوار في القلعة، كذلك انجز ترميم القصر والحمام، بالإضافة لإجراء حفريات أثرية قدمت معلومات مهمة عن الوضع التاريخي لهذه المنشآت، ومنها التأكيد على أنها فعلاً قصر أيوبي وليست حماماً فقط كما كان يظن في السابق.

كذلك جرى إنشاء خدمات سياحية كرصف ممر الزوار وترميم وإصلاح قصر النبات وإنشاء دورات مياه خارج القلعة. ومن المتوقع في نهاية عام 2005 الانتهاء من ترميم مركز الزوار، حيث سيصار عرض لوحات تبين الشخصية العسكرية لصلاح الدين الأيوبي والتطور التاريخي لإنشاء القلعة وتهيئة اللوحات الاستدلالية والإشارات عبر الموقع ككل، وتهيئة الكافتيريا (المقصف)، وتجهيز موقع استقبال الزوار في المدخل. واقتراح موقع القلعة محمية تاريخية للحفاظ على البيئة الطبيعية المحيطة بالقلعة.

* مدينة مصياف وقلعتها

* وتابع قدسي شرحه، فقال:

ـ وتقوم المؤسسة بأعمال واسعة في ترميم قلعة مصياف وبعض المواقع التاريخية في مدينة مصياف، حيث رممت وأعادت إحياء السوق القديمة. وفي القلعة تمت ازالة المونة الاسمنتية وإبدالها بأخرى كلسية، وأعمال تبليط ورصف الارضيات والممرات وعزل أسطح وتمديد كهرباء، كما عولجت جدران أسوارها الداخلية والخارجية. وجرى تنفيذ بنية تحتية سياحية لزوار القلعة، وتسعى المؤسسة لحماية النسيج العمراني لمدينة مصياف القديمة من خلال ازالة التجاوزات الحاصلة على مجال القلعة، فأقدمت على شراء مجموعة من العقارات في الجانب الغربي للقلعة وازالتها، وبوشر اخيرا تنفيذ مشروع حديقة لتحسين محور الدخول الى القلعة والمظاهر المرئية للمناطق المجاورة. ومن المشاريع المستقبلية في المدينة ترميم السراي العثماني وهو مبنى إداري يعود للقرن التاسع عشر وتوظيفه كمركز خدمات اجتماعية، وتحسين المحور بين القلعة والسراي عبر المدينة القديمة وتخصيصه للمشاة وتوظيف ساحة قطر الندى بغية تطويرها واعادة رصفها وجعلها خالية من مرور الآليات وتحسين واجهات الأبنية المطلة عليها.

* سبعة أهداف للترميم

* وردا على سؤال لـ «الشرق الأوسط»، قال قدسي:

ـ يهدف مشروع برنامج دعم المدن التاريخية الذي تنفذه المؤسسة في سورية إلى سبعة أمور وهي: الحفاظ وترميم البنية الإنشائية للقلاع الثلاث عبر توثيق ورفع هندسي للأبنية المقترح ترميمها، وإجراء عمليات حفر وتنقيب اثري في مواقع الترميم، وترميم وإعادة بناء الأجزاء العمرانية التي تتطلب مداخلة طارئة لوقف حالة تدهور البناء، وتطبيق تقنيات الترميم الحديثة المعترف بها دوليا، وتدريب الكوادر المحلية على أعمال الترميم، واستخدام مواد مماثلة لتلك المستخدمة في البناء الأصلي، وتنشيط السياحة لهذه المواقع باستخدام بعض الأبنية فيها كمراكز خدمات سياحية.