الكشف عن آثار جديدة تؤسس لإعادة كتابة تاريخ اليمن القديم

TT

كشفت البعثة الاميركية لدراسة الانسان التي تعمل في مجال الحفريات الاثرية بمعبد أوام في محافظة مأرب اليمنية عن شواهد اثرية مثيرة وغير مسبوقة تتمثل في 60 نقشا اثريا يحتوي بعضها على 45 سطرا دونت بخط المسند تتضمن معلومات متكاملة عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن القديم. ويعود معظم هذه النقوش الى الفترة ما بين القرن الاول قبل الميلاد وبداية القرن الرابع الميلادي.

وتكتسب هذه الاكتشافات اهميتها من كونها يمكن ان تشكل اساسا لاعادة كتابة تاريخ اليمن القديم، بما كشفت عنه معلومات جديدة تجلي الغموض عن فترات تاريخية مهمة في تاريخ أهم الممالك اليمنية القديمة.

وأوضحت رئيسة البعثة الاميركية مارلين فيليبس ان معبد أوام يضم المزيد من الاسرار التي تنتظر الاكتشاف والتي تعتبر وثيقة اساسية في ما يخص تاريخ اليمن القديم. واشارت فيليبس الى ان البعثة الاميركية بدأت العمل لأول مرة في هذا المعبد عام 1952 وتوقفت الحفريات على مدى الخمسين سنة الماضية، فتراكمت الاتربة على المعبد ودفنت معالمه بعمق 16 مترا قبل ان تعاود البعثة نشاطها عام 1998، وتنجز على مدى الاعوام الماضية ستة مواسم من العمل المتواصل، تمكنت خلالها من الكشف عن المعالم الاساسية للمعبد المكون من ثلاث طبقات ومدخله الرئيسي والممرات والاقبية الموجودة بداخله، كذلك كشفت عن الطريق الرئيسي الذي يربط معبد أوام بمعبد حرونم في مدينة مأرب القديمة بطول 3 كيلومترات ونصف الكيلو ويعرف هذا الطريق بطريق الاحتفالات الدينية، باعتباره الطريق الذي كان يسلكه الحجاج الذين يأتون الى معبد أوام من مناطق يمنية وأخرى في الجزيرة العربية كجزء من طقوس وشعائر الحج في ذلك الزمن. ايضا كشف عن 96 من تماثيل الوعول في المدخل الرئيسي (48 وعلا على كل جانب) وكمية من اللقى الأخرى التي تشير الى مناطق مختلفة وتتحدث عن شعوب وقبائل اليمن القديم والحروب التي دارت بين سبأ وحضرموت وحمير. كما تبين النقوش المكتشفة ان سبأ ربما كانت المملكة الوحيدة التي فرضت سيطرتها على اليمن القديم بكامله، وبالتالي تسلط المكتشفات الأخيرة المزيد من الضوء حول علاقة الممالك اليمنية القديمة ببعضها.

ومن ناحية ثانية تشير هذه النقوش ايضا الى نذور مقدمة الى إله المقه أحد آلهة اليمنيين القدماء ويعتبر معبد أوام مكرسا لعبادته، في مناسبات مختلفة من قبل شخصيات سبئية سياسية واجتماعية معروفة.

وحسب مارلين فيليبس فإن فريق البعثة الاميركية الذي يضم خبراء آثار من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وكندا سيعمل خلال الفترة المقبلة على وضع خريطة اثرية جديدة للمنطقة ما بين مدينة مأرب القديمة ومعبد أوام انطلاقا من الاكتشافات الجديدة، الى جانب تتبع شبكات الري القديمة والتراكمات الترسبية التي خلفتها انشطة الري في اليمن القديم بهدف توثيقها كجزء من تاريخ المنطقة خلال موسم الحفريات للعام المقبل.