سورية: إنجاز أعمال ترميم في القلعة العربية بمدينة تدمر

TT

انجزت اخيرا مديرية آثار ومتاحف مدينة تدمر السورية اعمال ترميم مختلفة في القلعة العربية المطلة على آثار وأوابد تدمر وسهولها، التي تعرف باسم قلعة فخر الدين المعني، امير جبل لبنان 1572 ـ 1635.

وحسب مدير آثار تدمر فان اعمال الترميم تناولت ترميم جزء من سقف قبوة البهو الرئيسي الواقع بين بوابتي القلعة الداخلية والخارجية، حيث اعيد بناء تدعيم ركائز الاقواس الحجرية الكاملة لهذا السقف، كما بني سقف احدى قاعات القلعة التي تقع عند نهاية البهو المفتوح. وجرى تنفيذ درابزين معدني لتأمين الحماية لزوار الموقع فوق الجدار الاستنادي الواقع على طرفي الخندق المحيط بالقلعة. كذلك زودت الادراج والممرات الواقعة بين ابراج القلعة واسطحها المختلفة بدرابزين مشابه من خلال استخدام المواد التقليدية في البناء.

وحاليا تعمل مديرية آثار تدمر بالنظر لبناء القلعة على الفالق الصخري، الذي يتكون من طبقات صخرية متوازية ذات ميول عالية تحتاج لتدعيم وتثبيت بأساليب علمية مدروسة مع خبراء اجانب لتقديم الدراسات المنهجية اللازمة للتنفيذ وبشكل يضمن استقرار الطبقات الحاملة للمبنى.

ومن اعمال الترميم المستقبلية ايضا ترميم الابراج الواقعة على الواجهة الشرقية للقلعة واعادة بعض اجزائها التالفة والمنهارة بعناصرها المعمارية الاصلية.

مما يذكر هنا ان القلعة العربية بتدمر التي تنسب الى الامير فخر الدين المعني الثاني الذي حكم جبل لبنان واجزاء من سورية في بداية القرن السابع عشر الميلادي، تقوم فوق قمة جبل يعلو 150 مترا عن سطح المدينة، وهو جبل صخري ويحيط بها خندق عمقه 10 امتار وعرضه 15 مترا، استخدمت حجارته في بناء جدران القلعة، وشكل مانعا ماديا اضاف الى منعتها وتحصيناتها قوة رادعة جعلها بعيدة المنال.

وتبدو القلعة للناظر من بعيد كالعقاب الجاثم يحرس اطلال المدينة، ويبعد عنها عاديات الزمن، كما يذكر الباحث الاثري خالد الاسعد، وللقلعة مدخل يتجه الى الجنوب الشرقي، يصعد اليها عبر جسر متحرك يرفع عند الحصار لمنع وصول الاعداء.

ان طراز بناء القلعة وابراجها يعود الى العصر الايوبي المملوكي (القرن 12 ـ 13م) ففي هذه الفترة لقيت تدمر عناية خاصة، كما يؤكد الاسعد، فكانت تابعة للامير شيركوه عم صلاح الدين وكان نائبه فيها يوسف بن فيروز، وقد شيدت هذه القلعة لتكون مركزا حربيا يحمي تدمر والبادية من الاعداء الخارجيين ويحمي السكان من اعتداءات الصليبيين. ورغم ان الصليبيين لم يصلوا الى تدمر فان المدينة لقيت عناية خاصة في العهد الايوبي. للقلعة مخطط غير منتظم يماشي السطح الصخري للجبل وترتفع جدرانها وابراجها المستطيلة الى 20 ـ 25 مترا ومداميكها من الحجر المجلو من الكلس القاسي وصبت بمؤونة من الجص. وجميع الممرات والقاعات مسقوفة بسقوف من الحجر المغموس بالجص على شكل المهد المقلوب. ونجد في جدرانها وابراجها كوات لرمي السهام والحجارة والنار الحارقة اذا وصل الاعداء قريبا منها وهي مجهزة بالعديد من القاعات الواسعة والمطاحن ومستودعات المؤونة والاعلاف وخزانات المياه.

ولقد اقدم الامير فخر الدين على ترميم اجزاء من القلعة عند المدخل الرئيسي وبعض الابراج المتصدعة من العهد الايوبي، كما بني المسجد الصغير المقام على سطح القلعة والذي لم يبق منه الا جزء من المحراب.