اكتشافات أثرية جديدة في مدينة الأندرين السورية

TT

تقع اطلال مدينة الاندرين الاثرية الشهيرة في سورية على مسافة 80 كلم شمال شرقي مدينة حماه، وعلى حدود محافظة حلب، وتكتسب هذه المدينة اهمية كبيرة من حيث تاريخها ومقتنياتها الاثرية المهمة. وقد خلدها الشاعر الجاهلي التغلبي عمرو بن كلثوم في معلقته الشهيرة.

وتعمل في هذه المدينة حاليا بعثة اثرية بريطانية المانية سورية مشتركة، تمكنت في الموسم الاخير لتنقيباتها من اكتشاف مبان ولقى اثرية مهمة وهي، كما يوردها راضي عقدة مدير آثار حماه، اكتشاف حمامين اثريين الاول بيزنطي والآخر اسلامي يعود الى العصر الاموي، كما عثر على عدد من اللقى والمقتنيات الاثرية كالقساطل والاواني والقوالب الفخارية والسرج والاعمدة والتيجان البيزنطية والنقود الاسلامية والبيزنطية والكؤوس والمكاحل الزجاجية وقطع الكريستال. كما امكن اكتشاف قطع رخامية نقش على واحدة منها اسم احد الاشخاص الذين كانوا بصحبة الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان حينما كان اميرا، قبل تسلمه الخلافة بدليل ان العبارة المكتوبة تقول «عامل الامير معاوية».

وكانت البعثة قد اكتشفت في مواسم سابقة في الاندرين مباني مهمة ومنها سوران مستديران وشارعان رئيسيان وكنيسة وحصن عسكري ضخم وابنية عامة وعدد كبير من المنازل واربعة خزانات ضخمة في اطراف المدينة وكشف النقاب عن عناصر زخرفية عبارة عن كمية كبيرة من رخام الاكساء وارضية من الفسيفساء ورسوم جدارية باشكال بشرية، بجانب حمام بناه توماس الذي بنى الحصن ايضا عام 558، كما تشير الكتابة اليونانية في مدخل الحصن.

ويذكر هنا ان الاندرين مدينة ازدهرت في العصر البيزنطي في القرنين الخامس والسادس الميلاديين وكان اسمها قديما Androna وقد ورد اسمها في «صبح الاعشى» للقلقشندي وفي معجم «البلدان» لياقوت الحموي وقد عدها من قرى حلب، كما تحدث عنها الكاتب والمؤرخ الراحل احمد وصفي زكريا في كتابه «جولة اثرية» قائلا انه تجول بين كنائسها السبع وتحدث عن خزان الماء الضخم الذي يقع خارج اسوار المدينة، طول كل ضلع فيه 61 مترا مبني باحجار الجير بعضها ذو نقوش ورسوم روحانية والقسم الاعلى يؤلف ممشى عريضا يدور حوله الخزان.