اكتمال أعمال ترميم جامع أحمد بن طولون في القاهرة التاريخية

TT

فرغت وزارة الثقافة المصرية من ترميم جامع أحمد بن طولون الأثري الواقع في منطقة القاهرة التاريخية، بتكلفة بلغت 13 مليون جنيه مصري، واستغرق ترميم الجامع أربع سنوات.

أيمن عبد المنعم، مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية، قال في لقاء مع «الشرق الأوسط» إن أعمال الترميم «جرت بخبرة المجلس الأعلى للآثار دون الاستعانة بالخبرات الأجنبية، اذ تشكلت خبرة مصرية في أعمال ترميم الآثار الاسلامية والقبطية تضاهي المدارس الأجنبية في هذا المجال».

وتابع عبد المنعم «ان مشروع الترميم يأتي في اطار تطوير القاهرة التاريخية بما تضمه من آثار مسيحية واسلامية وهي الآثار التي تضررت من جراء آثار الزلزال الذي تعرضت له مصر في عام 1992، ولقد حافظت أعمال الترميم هذه على الطابع المعماري والتاريخي للجامع الذي يقع في مدينة القطائع ثالثة العواصم الاسلامية، والتي أسسها أحمد بن طولون لتكون عاصمة البلاد آنذاك».

وأشار إلى أن الترميم «شمل اعادة محراب الجامع كما كان في الماضي، وتقوية أعمدته وتهيئة المنطقة المحيطة به، واجراء ترميم دقيق ومعماري للأثر الفريد، وابراز الزخارف والمئذنة الفريدة للجامع التي يمكن القول انه لا نظير لها في مآذن مساجد القاهرة، وتتخذ الشكل المربع في جزئها الأسفل، واسطوانية في جزئها الأوسط، ومثمنة، في جزئها العلوي، ولذلك فهي تشبه مئذنة جامع المتوكل في سامراء في العراق، المعروفة بالملويّة».

وأوضح عبد المنعم ان أعمال الترميم تضمنت ازالة الترميمات الخاطئة التي جرت للجامع في عام 1981، فضلاً عن أن بعض أجزائه كانت تحتاج إلى ترميمات عاجلة مثل واجهات العقود والأرضيات التي كانت متآكلة، وبعض الأكتاف التي تحمل العقود.

وقال إنه «جرى ترميم صحن المسجد الذي تصل مساحته إلى فدانين، وفرشه بالتربة الزلطية، واعداد ممرات من الحجر، اضافة إلى ترميم المنبر الأثري، والضبة الخشبية وترميم النوافذ ذات الزجاج المعشق. وتقرر ان يكون افتتاح الجامع بداية لافتتاح عدة مشاريع أخرى في منطقة القاهرة التاريخية».

الجدير بالذكر ان للمسجد خمسة محاريب، عدا المحراب الأًصلي المجوف، الموجود في جدار القبلة. وانشئت المحاريب الخمسة في العصور التالية لانشاء المسجد، الذي شيد في عام 265 هجرية، واستغرق بناؤه سنتين، وهو مربع الشكل، يتوسطه صحن مكشوف، تحيط به من جوانبه الأربعة أروقة مسقوفة. وقد حظى الجامع بعناية المؤلفين القدامى أمثال جامع السيرة الطولونية ابن لقمان والمقريزي والسيوطي، كما قام بدراسته كثير من العلماء المحدثين منهم علي مبارك وكمال المصري وشحاته عيسى وفريد شافعي وزكي حسن، ومن الأجانب كوربث بك كريول وغاستون فييت وفلوري وفان برشم.

* 410 ملايين دولار تكلفة تأمين «معرض البحث عن الخلود»

* كشف الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر، عن أن قيمة التأمين على معرض «البحث عن الخلود» للآثار المصرية المتجول في الولايات المتحدة الأميركية يصل إلى 410 ملايين دولار، وأنه سيحقق خلال مدة تجواله في المدن الأميركية والكندية قرابة 13 مليون دولار، تستفيد منها مصر في ترميم الآثار وتشييد المتاحف.

حواس صرح في حديث لـ«الشرق الأوسط» :«ان الجولة السابعة للمعرض بدأت في يونيو (حزيران) من عام 2002 وسينتقل إلى ولاية كولورادو، ضمن جولاته التي ستختتم في العاصمة واشنطن عام 2007 ، وتشمل قيمة تأمين مخاطر السرقة والمصادرة والكوارث الطبيعية والعمليات الارهابية». وتابع «ان المعرض سيمضي في كولورادو حوالي ثلاثة أشهر ينتقل بعدها إلى ولاية جديدة، وأن جولة المعرض السابعة في الولاية ستفتتح يوم 10 سبتمبر (ايلول) المقبل بحضور وفد أثري مصري».

وأشار حواس إلى أن المعرض «يناقش فكرة حضارية كانت أهم العناصر التي قامت عليها الحضارة المصرية القديمة، وهي فكرة الايمان بالبعث والخلود». مؤكداً أن آثار الملك تحتمس الثالث، من الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية (1479 ـ 1425 ق.م)، تعد بؤرة المعرض، خاصة وأن الملك الذي توطدت على يديه رقعة الامبراطورية المصرية في الشرق القديم شاملة بلاد الشام حتى شمال غربي العراق القديم، كما تميز عصره بفتوحات حربية مهمة.

وانهى حواس تصريحه بالقول «بالنظر لأهمية هذا الملك أعد الجانب الأميركي نموذجاً كاملاً (مستنسخاً) لمقبرته الموجودة بوادي الملوك في البر الغربي بالأقصر لتكون مرافقة لهذا المعرض، على أن تهدي بعد انتهاء المعرض في أميركا وكندا إلى مصر».