دعوة من رئيس اتحاد الآثاريين العرب إلى التنسيق والتعاون بدلا من التنافس

TT

قبل حوالي العام وتحديدا في سبتمبر (ايلول) الماضي جرى اشهار وتأسيس اتحاد الآثاريين العرب الذي يضم دوائر ومؤسسات الآثار العامة في الدول العربية ويتبع جامعة الدول العربية. وفي حينه اتخذ الاتحاد من دمشق مقرا دائما له، كما انتخب مكتبا تنفيذيا له واعطيت رئاسة الاتحاد لمدير عام الآثار والمتاحف السورية الدكتور تمام فاكوش الذي تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن هذا الاتحاد الوليد وعن وجود جمعية الآثاريين العرب في مصر التي غيرت اسمها بعد تأسيس الاتحاد المذكور الى الاتحاد العام للآثاريين العرب بحيث يبدو وكأن هناك تشابها في المهام وتنافسا في الاعمال.

فاكوش قال: اتحاد الآثاريين العرب الذي اعلن عن تأسيسه اواخر العام الماضي في دمشق هو ثمرة لتنادي دوائر الآثار العربية والدوائر المعنية بالتنقيب عن الآثار وادارات المتاحف وحماية الآثار والتراث الحضاري والثقافي في الوطن العربي. وهذه الادارات بعضها يتبع لوزارات الثقافة العربية وبعضها تابع لوزارات السياحة او التربية او التعليم او لهيئات مستقلة على اختلاف انتماءاتها الادارية، وهناك مؤتمر عربي يسمى مؤتمر الآثاريين العرب يعقد مرة كل سنتين. وسلسلة المؤتمرات امتدت على مدى نصف قرن. وفي المؤتمرات الثلاثة الاخيرة تقرر ان يكون هناك اتحاد للآثاريين العرب جرى الاعلان عنه في سبتمبر (ايلول) 2003، بإجماع كل الوفود العربية وممثلي دوائر الآثار العربية، على ان يكون مقره في دمشق، وانتخب على هامش المؤتمر الاخير الذي انعقد في نواكشوط عاصمة موريتانيا في ديسمبر (كانون الاول) 2003، مكتب تنفيذي لهذا الاتحاد من ست دول عربية واسندت رئاسة الاتحاد الى سورية ومدير عام الاثار والمتاحف السورية هو رئيس الاتحاد، وحقا بدأ الاتحاد نشاطه من خلال مقر مؤقت في مبنى متحف دمشق التاريخي عن طريق ارسال المراسلات لكل دوائر الاثار والجمعيات الاثرية والكليات الاثرية في الجامعات العربية من اجل الانتساب الى الاتحاد افرادا او مؤسسات لانه يضم الجهتين. وهو منبثق عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الايسيسكو وممول من الجامعة العربية ومن الدول الاعضاء. ولم تتخلف اي دولة عربية عن المشاركة بهذا الاتحاد وستكون هناك اجتماعات دورية للمكتب التنفيذي بدمشق، وان شاء الله سيبدأ نشاط الاتحاد بزخم من خلال الندوات العلمية والمؤتمرات وستكون له مشاركة فعالة في تنظيم مؤتمرات الآثاريين العرب اللاحقة، وللعلم المؤتمر المقبل ستستضيفه قطر عام 2005.

لكن في مصر الشقيقة، يضيف فاكوش، انشئت عام 1996 جمعية الآثاريين العرب وهي تضم اساتذة الجامعات ومنبثقة من اتحاد الجامعات العربية وهو تجمع للجامعات العربية ينبثق عنه بعض المنظمات مثل مجلس البحث العلمي العربي، ومنها ايضا جمعية الآثاريين. وبعد تأسيس اتحادنا دعونا هذه الجمعية لدخول اتحاد الآثاريين العرب، خاصة ان دائرة الاثار المصرية مشاركة في تأسيس هذا الاتحاد، لكن ما حصل انه بعد تأسيس اتحادنا دعت الجمعية المذكورة في مصر لاجتماع جرى تغيير اسمها الى «الاتحاد العام للآثاريين العرب» ونحن وان كنا لا ننظر الى هذا الموضوع بشكل سلبي، لكن كاتحاد يضم دوائر الآثار العربية والاكاديميين والاساتذة نتمنى لو كان هناك انسجام اكبر مع هذه الجمعية (الاتحاد فيما بعد) وان يبقى اسمها جمعية نحن نعتز بأعمالها في السنوات الماضية من خلال ندواتها ومؤتمراتها العلمية.

وتابع، نحن لا نعتبر أنفسنا طرفا وهم طرف آخر ونأمل ان يكون هناك تعاون وتنسيق ونشاطات مشتركة وليس تنافسا، وهناك جمعيات اهلية كجمعية المؤرخين يمكن ان تنتسب لاتحادنا، حيث وجد الاتحاد والفكرة قائمة منذ سنوات طويلة لتأسيسه ليضم كل الآثاريين العرب مؤسسات واساتذة جامعات وخبراء وجمعيات اثرية.