المجلس الأعلى للآثار في مصر يستأنف التنقيب بوادي المومياوات في الواحات البحرية

TT

وافق وزير الثقافة المصري فاروق حسنى على استئناف بعثة الآثار المصرية أعمال التنقيب والحفر بمنطقة الواحات بالجيزة، وهي المنطقة المعروفة باسم «وادي المومياوات»، وذلك بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات.

وقال الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، في تصريح له هذا الأسبوع، إن البعثة المصرية لن تستعين بأي خبرات أجنبية، مشيراً إلى أن نشاطها على مدار الخمس سنوات الماضية كان يتم بالكامل بجهود مصرية.

وأضاف أنه سيرأس عمل البعثة ـ التي تبدأ عملها أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ـ للكشف عن أسرار هذا الوادي والذي يتوقع أن تسفر أعمال التنقيب به عن العثور على عدد من المومياوات لتضاف الى المومياوات التي اكتشفت في السابق وعددها 234 مومياء والتي ترجع الى عصر الاسرة 26. وأوضح أن أشهر المقابر التى اكتشفت حتى الآن، هى مقبرة والد حاكم الواحات «بادي ايزيس»، إضافة إلى مقبرة زوجته التي يعود عمرها إلى نحو 2500 عام، واكتشفت كاملة ولم تفتح أو يعبث بمحتوياتها طوال هذه الفترة. وأشار الدكتور حواس إلى أنه سيجري خلال العمل بالوادي استخدام صور الاشعة على المومياوات المنقب عنها في الموقع ودراسة ما سيعثر عليه للوصول الى حقائق جديدة حول المعتقدات القديمة بشأن العالم الآخر خلال الفترة التى عاش فيها حكام الواحات.

وتابع حواس أن منطقة الواحات كانت معروفة ابان العصور الفرعونية القديمة باسم «الواحات الشمالية»، اذ سبق أن عثر بداخل احدى المقابر المكتشفة أخيراً على مقبرة باسم «الواحات البحرية»، وكتب في اجزاء منها ايضاً اسم «الواحات الراسخة». وأضاف أنه لا توجد في المنطقة أي أحجار جيرية، اذ أشارت النقوش بداخل بعض المقابر على أن المقابر كان تشيد بحجارة تنقل من محاجر في طرة، وتنقل نهرا عن طريق النيل حتى البهنسة، الى الواحات البحرية عن طريق البر، مما يشير الى التواصل وحركة النقل بين هذه المناطق قديما. من جهة ثانية، أوضح الدكتور حواس أن البعثة المصرية ستزيل عددا من المنازل بعد تجهيز البدائل المناسبة في المنطقة للكشف عن بقية أسرار تاريخ أهم الاسر القديمة التي حكمت المنطقة ومنها اسرة «جد خنسو عنخ»، احد حكام الواحات، ويصل عدد افرادها الى عشرة زعماء عثر على آثار لهم هناك. وأردف أن من أهم المقابر التي عثر عليها في المنطقة، مقبرة «شين خنسو» الذي حكم الواحات في عصر الاسرة الـ 26 ولقد عثر على اسمه وألقابه كاملة في الموقع المعروف باسم «مقاصير عين المفتلة» في الواحات البحرية.

* ندوة حول العلماء الروس والآثار المصرية القديمة بالإسكندرية

* ينظم المركز الثقافي الروسي في الاسكندرية بالتعاون مع جمعية الآثار المصرية بالمدينة يوم 21 نوفمبر المقبل ندوة عنوانها «العلماء الروس والآثار المصرية القديمة». وصرح غينادي غارياتشكين، مدير المركز، بأن الدكتورة فيرا غجريتشانينوفا، كبيرة الباحثين العلميين في مكتبة روسيا الحكومية بموسكو، ستتكلم متناولة الاهتمام الروسي بالحضارة المصرية القديمة والبحث في مكنوناتها، مع عرض للابحاث العديدة التي ساهم فيها عدد كبير من علماء الآثار الروس عن الآثار المصرية القديمة.

* توأمة أثرية بين مصر وجورجيا

* وقعت مصر وجمهورية جورجيا أخيرا أول اتفاقية من نوعها للتعاون المشترك بين البلدين في مجال الآثار والمتاحف، وذلك في إطار اتفاقية التآخي بين مدينة القاهرة ومدينة مسخيتا الجورجية، باعتبار المدينتين من المدن العريقة في مجال التراث. وقالت الدكتورة وفاء الصديق، مديرة المتحف المصري عقب توقيع الاتفاقية، إنها تتضمن التبادل الثقافي والأثري بين الجانبين، ويجري بموجبها ترميم الآثار واكتساب الخبرات المشتركة وتنظيم المعارض والمتاحف عن طريق الاستفادة بالخبرات المشتركة من البلدين.

وأضافت الدكتورة الصديق، أن المدينة الجورجية فيها قلاع أثرية وقصور أهلتها لأن تكون من المدن المدرجة على خريطة التراث العالمي أسوة بآثار مصر المدرجة على قائمة هذا التراث، الذي ترعاه منظمة اليونسكو.

ومن ناحية اخرى، وفي إطار تنمية الوعي الأثري في الداخل المصري، وعدم الاكتفاء بتنظيم المعارض الأثرية في الخارج، افتتح أخيراً بجامعة القاهرة عرض أثري يضم 50 قطعة من المستنسخات الأثرية المصنعة في مركز إحياء الفن المصري القديم بمقر الهيئة. وقالت انجي فايد، مديرة ادارة التنمية الثقافية والمؤتمرات في الهيئة، ان تنظيم المعرض «يأتي في إطار نشر الوعي الأثري بين طلاب الجامعة، وهو نشاط يضاف الى انشطة اخرى تقيمها الهيئة لنفس الغرض، كما هو حاصل حالياً في اقامة مدرسة لتعليم اللغة المصرية القديمة، وتنظيم الندوات لخلق حالة من الوعي الأثري بين المصريين».

هذا، ويأمل الأثريون المصريون عبر نشر الوعي الأثري بين المواطنين أن تختفي ظاهرة التنقيب العشوائي عن الآثار في الصحراء أو بجانب المنازل كما هو الحال في الصعيد. فضلا عن محاولة إخفاء ظاهرة تهريب الآثار او بيعها للاجانب، في الوقت الذي أعلنت الهيئة فيه عن مكافآت مالية لمن يدلي عن آثار مكتشفة في محاولة لمعالجة بعض الظواهر السلبية.

* تطوير المتحف اليوناني ـ الروماني في الأسكندرية

* قررت وزارة الثقافة في مصر أخيراً تطوير المتحف اليوناني ـ الروماني بمدينة الأسكندرية، وإعداده للزيارة السياحية بالشكل الذي يتناسب مع أهميته التاريخية وأهمية مقتنياته أيضاً.

وقال الدكتور محمود مبروك، رئيس قطاع المتاحف في هيئة الآثار، انه جار اعداد المتحف وفق أحدث النظم الحديثة، وستصل تكلفة التطوير إلى 15 مليون جنيه مصري. وأردف ان المتحف سيظل مغلقا امام الزوار لمدة 12 شهراً للمباشرة في عملية التطوير التي تتضمن إعداد قاعات العرض بالمتحف وتزويدها بنظم اضاءة مناسبة لحماية القطع الأثرية. وتابع أن مشروع التطوير سيتضمن تزويد المتحف بنظام الكتروني لحماية المقتنيات من السرقة والعوامل الجوية، وإجراء ترميم شامل للمبنى، الذي نشأت فكرة انشائه عام 1891، إلى أن افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في عام 1895. وتراعي عمليات التطوير الجارية حاليا الاهتمام بإجراء الترميم المعماري والدقيق للمتحف، وتنسيق العرض في القاعات تبعا للتطوير والتسلسل التاريخي.

الجدير بالاشارة ان في المتحف تماثيل برونزية ومومياوات من العصر اليوناني ـ الروماني، وتماثيل من الغرانيت والبازلت، وصلت كهدايا لمصر، إضافة إلى ما عثر عليه خلال أعمال التنقيب في عدة مناطق مختلفة من مصر. كذلك يعرض المتحف تماثيل لملوك مصر من العصر البطلمي (البطالسة)، وأباطرة العصر اليوناني ـ الروماني الذين كان لهم أثر في تاريخ مصر، والأسكندرية بصفة خاصة، وأشهرهم الأسكندر وبطليموس الرابع وكليوباترا السابعة وبطليموس الخامس، ويوليوس قيصر الذي بدأت بمجيئه لمصر ملامح التغيير وانتقال السلطة إلى روما، ومن تبعه من أباطرة، وأيضاً عرض لأعمال فن النحت اليوناني الروماني من أنحاء مصر المختلفة.

هذا، وأسس المتحف عام 1893 ويضم 25 قاعة وله حديقة متحفية كبيرة، سيعاد تنسيقها في أعمال التطوير.