اكتشاف 88 موقعاً أثرياً جديداً يعد بمزيد منها في جنوب العراق

TT

عُثر على 44 موقعاً اثرياً جديداً في مكان يستكشف لاول مرة في منطقة سوق الشيوخ القريبة من مدينة الناصرية بجنوب العراق، والتي كان قد اكتشف فيها قرب مدينة سوق الشيوخ وهور الحَمّار 27 موقعاً أثرياً من قبل. ويتوقع الخبراء ان يرافع عدد المواقع في جنوب العراق الى نحو ألف عندما تسمح الظروف الأمنية للمنقبين بتوسيع نطاق عملهم.

مصدر في مفتشية آثار الناصرية، الذي أعلن النبأ هذا الأسبوع، قال أنه أمكن أيضاً اكتشاف 17 موقعاً في محيط منطقتي الدوابة والميمونة، بين مدينتي الناصرية والعمارة يعود تاريخها إلى الحضارة السومرية التي كانت من حواضرها المزدهرة مدينة أور التي يعود تاريخها الى ستة الاف سنة. وأبلغ المصدر «الشرق الأوسط» انه من المتوقع تزايد عدد المواقع الاثرية المكتشفة بعد زوال الموانع والمواقع العسكرية التي تسببت بتعثر وصول المتخصصين بشؤون الآثار، الى أمكنة تحتوي على 80 موقعاً مما يرفع عددها إلى أكثر من ألف موقع. وأضاف انه جرى بالفعل تثبيت 256 موقعاً على الخرائط الجديدة بهمة فرق المسح المزودة بالأجهزة الحديثة التي تحدد موقع التل وارتفاعه بدقة لارتباطها بالأقمار الصناعية. من ناحية ثانية، أفاد احد مفتشي الآثار في الناصرية انه ضبطت ألف قطعة أثرية يعود تاريخها إلى العصور السومرية والأكدية (الأكادية) والساسانية والاسلامية، وذلك بالتعاون مع الشرطة العراقية والقوات الإيطالية المتخصصة في شؤون الآثار.

وكانت عصابات منظمة قد استغلت الانفلات الأمني في جنوب العراق قد سطت على هذه القطع بعيد سقوط النظام السابق. وأشار المفتش إلى تسليم هذه القطع إلى المتحف العراقي في بغداد، ونوه بتشكيل قوة لحماية المواقع الاثرية عديدها 150 عنصراً مجهزين بالأسلحة وأجهزة الاتصال الحديثة، وتوزيع هذه القوات على المواقع الاثرية في الناصرية.

* قاعدة عسكرية... في أور

* مما يذكر ان احدى أكبر القواعد العسكرية التابعة للقوة الجوية كان قد بناها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فوق منطقة غنية بالآثار تقع ضمن حدود مدينتي أريدو وأور محاذية لزقورة أور الشهيرة. وسميت تلك القاعدة الجوية «قاعدة الامام علي» وكان يطلق عليها شعبياً مسمى «القاعدة السرية». واليوم تستغلها القوات الاميركية الان تحت تسمية قاعدة «طليلة».

وبما يخص الزقورة الشهيرة التي شيدت بجوارها القاعدة، كانت منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) قد شكت عام 1985 من وجود تصدعات في جدران الزقورة التي كانت تتخذ كمجمع للألهة السومرية بسبب أصداء هدير الطائرات النفاثة المقاتلة التي كانت تقلع وتهبط على مبعدة عشرات الامتار منها. كما طلب البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، من النظام العراقي السابق السماح له بالحج الى مدينة أور التاريخية متتبعا خطى سيدنا ابراهيم (عليه السلام) الذي انطلق من أور ـ حيث ولد ـ الا ان الرئيس المخلوع رفض طلبه متذرعاً بالاسباب الامنية.

* الطوفان

* أور الكلدان، كما عرفت أيضاً، كانت من أعظم مدن العالم التجارية في الزمن الغابر، وكانت السفن تحمل منها القمح والبلح إلى مختلف البلدان. وتشير المصادر التاريخية الى خصب الأراضي حول أور، ويقال ان القمح عُرف أول ما عُرف في هذا المكان من الأرض. ويفترض الأثريون أن تكون منطقة وادي الرافدين ـ التي تضم أور وعددا من الحواضر القديمة الأخرى ـ هي منطقة طوفان نوح (عليه السلام). ففي تلك المنطقة ولدت أقدم حضارات التاريخ، بالإضافة إلى أن موقعها بين نهري دجلة والفرات يؤهلها لأن تكون منطقة الطُّوفان، بل يرجح البعض ان يكون وجودُ النهرين من العوامل المساعدة في حدوثه. ولقد وجدت في سجلات العديد من الحضارات التي تتابعت على المنطقة وثائق متعددة تتكلم عن طُوفان أغرق المنطقة في الفترة الزمنية المشار اليها. كما كشفت الحفريات في المنطقة أنها تعرضت بالفعل للعديد من الكوارث نتيجة لفيضان دجلة والفرات، وأُطلق على إحدى سنوات عهد إيبيسين، حاكم أور، حوالي الألف الثاني قبل الميلاد، سنة »ما بعد الطُّوفان الذي أزال الحدود بين السماء والأرض». وفي عصر الملك البابلي الشهير حمورابي حوالي عام 1700 قبل الميلاد ثمة سنة يشار إليها بـ «سنة ماقبل غرق مدينة إيشونا بطُوفان عارم». وفي القرن العاشر قبل الميلاد في عهد الحاكم «نبو موكين آبال» ضرب طُوفان ضخم مدينة بابل.